الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : التدنى السلوكى والبلطجه أزمة المجتمع المصرى .
تنتابنى حاله من الذهول تأثرا بهذا التدنى السلوكى الذى طال كثر من الناس والذى أصبح ينطلق من بلطجه قد تدمر المجتمع ، خاصة وأنها أخذت أشكالا متعددت ، وبات يحدد معالمها نهجا تدميريا ، تلك البلطجه التى أصبحت أتعايش وكل المجتمع معها تنامت بشكل مخيف حتى أصبح لها مراكز إنطلاق ومجموعات منظمه ، حتى تلك التى أصبحنا ندركها على الفيس بوك إنطلاقا من الأكاونتات الوهميه ، كل لحظة أصبحنا نتابع حالات إعتداء بشعه لاتتفق مع عظمة المصريين وتاريخهم ، وكل يوم أصبحنا نستيقظ على خناقه داميه يستخدم فيها السنج والمطاوى وتسال فيها الدماء ، حتى أصبح الأمان مفتقدا بالكليه فى واقعنا المعاصر .
قبل أيام إستيقظنا فى بلدتى بسيون على مجرم قتل شابا بسنجه لأنه كان ينصحه بالإبتعاد عن إحدى الفتيات ، ثم أعقبها حالات إعتداء بشعه بالسنج والمطاوى أيضا سجلتها محاضر الشرطه ، وبالأمس حزنت كثيرا تأثرا بهذا السلوك العدوانى البشع من المرضى وأسرهم والذى يجنح لتدمير المنشآت الطبيه ، وإرتكاب أفعال إجراميه ، والإساءه للمستشفيات كما حدث بالأمس بمستشفى طنطا العام ، حتى وصل الأمر أن حطم أحد المرضى شاشة كانت فى غرفته وذلك بعد تماثله للشفاء وأثناء مغادرته الغرفه ، وآخر أو وآخرين أتلفوا حنفيات المياه بالعيادات ، وثالث بث مقطع سخيف على التيك توك من الغرفه التى يقيم بها بالمستشفى حيث أجرى له عمليه جراحيه ، وآخرين كانوا برفقة مريض حاولوا الإعتداء على من بقسم الأشعه .
هذا السلوك العدوانى الغريب على المجتمع المصرى يتعين أن يكون محل دراسة العلماء ، والباحثين ، وأساتذة علم الإجتماع ، وأطباء علم النفس ، لان هذا السلوك العدوانى غريب على مجتمعنا المصرى المسالم ، والعمل على وضع تصور لمواجهته لعلنا نستطيع تصويب مسلك الشاردين بالمجتمع الذين ترسخ لديهم العدوانيه ، حتى أنهم أصلوها فى تعاملات الناس ، الأكثر من ذلك هذا التباهى بإرتكاب تلك البلطجه على رؤوس الأشهاد ، لأن هذا السلوك قد يكون مرجعه مرضى ، الأمر الذى معه يتطلب وضع تصور للعلاج .
لعله من الإنصاف أن نثمن على الدور الوطنى الكبير للشرطه المصريه فى مكافحة هذا السلوك الشاذ ، بمسئوليه وموضوعيه ، بلا تزيد ، أو تهوين ، أو تهويل ، وهى بحق تاريخ طويل ومشرف فى الحفاظ على مقدرات الوطن ، والتصدى للجريمه ، وفى سبيل تلك الغايات النبيله قدمت الشهداء وسحق الأبطال المجرمين ، بالمجمل هى صمام أمان وفخر بحق ليس هذا على سبيل التزيد إنما تلك هى الحقيقه اليقينيه التى أدركتها عن قرب بحكم موقعى الصحفى فى فتره من فترات تخصص الصحفى كمحررا متخصصا فى الشئون الامنيه ، ووزارة الداخليه فى عهد الوزير الحبيب معالى اللواء محمد عبدالحليم موسى ، عايشت خلالها والآن عن قرب قامات شرطيه هم علامات مضيئه فى هذا الوطن ، جميعهم يتمتعون بإخلاص لم أدركه عند الساسه ، ولديهم مسئوليه وطنيه لم أجدها عند الذين خدعونا بالشعارات النضاليه ، لذا لى الفخر أن تواصلنا مازال حتى اليوم ، كما عايش معى كل أبناء الوطن تفاعلهم السريع مع الظواهر السلبيه ، وردعها ، وسحقها ، لاأقول أنهم ملائكه ، لانهم يقينا بشر ، وفيهم مخطئين ، الرائع ان هؤلاء المخطئين لايتم التدليس عليهم ، بل يتم تصويت مسلك الشاردين منهم ، وهذا أمر جيد ومقدر .
إنطلاقا من ذلك سعدت كثيرا بالدور الذى تؤديه الشرطه فى سحق الجريمه وردع مرتكبيها ، وحماية المجتمع من المجرمين الذين يريدون النيل منه ، خاصة فى تلك الأيام ، الذى يشهد فيها المجتمع المصرى حاله غير مسبوقه من التنمر ، والتدنى ، والإنحطاط ، والبلطجه ، إلى الدرجه التى معها بات من الطبيعى أن نفاجىء كل لحظه بتعدى مجموعه من البلطجيه على سيده ، أو أفراد ، أو حتى جيران ، كما يبقى التأكيد على أن نهج التفاعل الشرطى مع مايعرض بوسائل التواصل الإجتماعى من أعمال بلطجه ، نهج أكثر من رائع ، وسيساهم قطعا فى قطع دابر المجرمين ، وسحق تلك الظاهرة المريبه ، الرائع أيضا أن هذا التفاعل السريع أصبح نهجا تتعامل به الشرطه على مستوى الجمهوريه ن وهذا امر مقدر وسيكون له حتما مردود طيب على المجتمع .

















