الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : نعــم .. جميعا موالاه للدوله المصريه .
بكل فخر أنا تلميذ عظماء الصحافه المصريه شردى وبدوى والطرابيلى وعبدالخالق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن من نعم الله تعالى على شخصى الضعيف أن حبانى ككاتب صحفى متخصص بنعمة الكتابه من عمق الواقع المجتمعى بمصداقيه ، وزادت نعمته أن تتلمذت قبل مايزيد على أربعين عاما مضت في بدايات عملى الصحفى وبالتحديد عام 84 على أيدى عظماء الصحافه المصريه فى زمن كانت فيه الصحافه مازالت صاحبة الجلاله ، العظيم مصطفى شردى ، والمؤرخ والوالد جمال بدوى ، والأستاذ عباس الطرابيلى ، والمايسترو سعيد عبدالخالق رحمهم الله تعالى ، ومنهم تعلمت كيف يكون الطرح هادفا ، وينطلق من رؤية وطنيه ، وغاية نبيله مؤداها تجسيد الخلل بأمانه ، وطرح التصويب بمصداقيه وإحترام ، عمق ذلك كله آخر الزعماء التاريخيين بمصر فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد ورئيس مجلس إدارة جريدة الوفد ، وذلك عندما كان هناك صحافه بجد ، وأداء حزبى محترم ، وأحزاب تنبض بالحياه ، وتعبر بصدق عن الواقع .
رسخ هؤلاء العظماء في يقينى ووجدانى أننا جميعا موالاه ، صحفيين ، وإعلاميين ، وساسه ، وحزبيين حتى من هم فى أقصى اليسار ، بل عمقوا بداخلى أن تلك الموالاه ليست تفضلا ، أو مزايده ، أو نفاقا ، بل ضرورة حتميه لتستقيم الحياه في وطننا الغالى ، وأفهمونى جميعا أن تلك الموالاه تكون للدوله المصريه بكل شموخها وعراقتها ، وليس لشخص ، أو جماعه ، أو حزب ، لذا من يحاول تطويع هذا المفهوم إنطلاقا من إنبطاح هم مخطئين في حق الوطن ، ومن يصدر من الأحزاب الأربعه متصدرى المشهد السياسى ، والحزبى ، والبرلمانى لمبدأ إحتكارهم لتلك الغايه النبيله طبقا لرؤيتهم مخطئين بإمتياز ، وعليهم أن يصححوا مفاهيمهم ويدركون جيدا أن تلك الغايه النبيله لاتعنى عدم إستخدام الحق الدستورى في مراقبة عمل السلطه التنفيذيه ممثله في الحكومه ، وكشف مواطن الخلل لتصويبها ، بل وتوجيه النقد للحكومه لتصحيح المسار .
إنطلاقا من ذلك فإن هذا التراث الإنسانى العظيم لهذا الوطن الغالى ، وذاك الشعب العظيم يجعلنى أتألم كثيرا وطويلا تأثرا بأحوالنا المترديه ، متسائلا ماالذى جرى الآن للبعض من أبناء وطننا الغالى داخل الوطن وخارجه جعلنا نسبح فى هذا الواقع الكارثى الذى أصبحنا كل يوم فيه نرى المرتشين ، والنصابين ، واللصوص ، وكدابى الزفه ، حتى إنتشرت حوادث النصب ، والسرقه ، وعايشنا ظاهرة قلة الأصل ، وإنعدام الضمير ، وفقدان الأخلاق ، حتى أصبح أى مصرى فى الخارج ، أو الداخل الآن عندما يحقق الأمانه ، وينشد الفضيله ، ويتمسك بالشرف يقولون عنه و للأسف الشديد أبدا لايمكن أن يكون مصريا ، بسبب تلك الصورة البشعة التى علقت فى الأذهان واقعا متدنيا تأثرا بتصرفات البعض وليس الكل بفضل الله وحده .
المصيبه أن هناك الآن إنطباع سائد على مستوى دولاب الجهاز الإدارى مؤداه أن هناك فئة ليست بالعدد القليل بمواقع كثيره أصبح مشهورا عنها أنهم يبيعون أبوهم من أجل القرش ، بل إنهم لايهمهم أن يبددوا التراث العظيم لبلدهم مصرنا الحبيبه بما يرتكبونه من نقائص ، حتى وصل بهم الأمر ذات يوم أن باعوا أحجارا بالأهرامات ، الكارثة أن مسئولا رفيعا بالآثار لم يهمه فى تلك الكارثة سوى الإعلان بكل وقاحه عن التقدم ببلاغ للنائب العام ضد الزميل الصحفى الذى كشف تلك المصيبه وكأنه يحزنه مبدأ الكشف عن الفساد ، وكأن هذا الفساد بات من المسلمات .
يحزننى أن أرى تضخم الأنا لدى كثر من النواب في دورته المنصرمه ، وترسيخ التعامل بإستعلاء ، بل والتفرغ للنيل من منافسيهم بتشويههم لدى الأجهزه ، أو التصدي لأى عمل نافع يؤدونه شخصى كان لأحد أبناء الوطن أو عام ، الأمر الذى كان من نتيجته هذا التردى المجتمعى البغيض الذى يعيشه كل أبناء الوطن ، وتلك الأكاذيب التي طالت ممارسى النشاط الحزبى حتى القيادات ، على الدرجه التي معها كثيرا ماأدرك قصص مأساويه تم كشف النقاب عنها أصابتنى بالقرف الشديد من العمل السياسى أو الانتخابات البرلمانيه الأمر الذى معه كان رفض الترشح ، بعد أن وصل المكون المجتمعى لمرحله غاية في السوء ، تعاظمت في الدفع بقليلى الخبره نوابا رغم أنف الشعب عبر قائمة سحقت الإراده الشعبيه ، بل إنه بات من الطبيعى الآن فى كل مصلحه ، ومكان ، أن يكيد الزميل لزميله ، ويخطط الرفيق لتشويه رفيقه ، بل إن هناك من يسعد بنصب الكمائن لأشخاص المفترض أنهم أقرب الناس له ، لا لشيىء إنما خوفا من أن يحصلو على مكانه وظيفيه رفيعه ، أو مجتمعيه متميزه ، وهذا لايؤسس لمبدأ العمل على رفعة وطن جميعا نفخر بالإنتماء إليه . فهل من منتبه .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .





















