محمد بن شمباس: لن يكون هناك حل عسكرى للأزمة فى السودان ويجب وقف النار
قال رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بحل الأزمة السودانية، محمد بن شمباس، إن الأزمة في السودان ما زالت مستمرة ومقلقة للغاية، وإن البلاد تشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، كما أن أكثر من 12 مليون سوداني نزحوا من منازلهم، بينما يعاني من تبقوا داخل السودان من نقص حاد في الغذاء والمأوى، مؤكداً أن الأطفال باتوا غير قادرين على الذهاب إلى المدارس، وأن الأسابيع الأربعة الماضية شهدت تدهوراً شديداً في الأوضاع الإنسانية، خاصة في مدينة الفاشر.
وأضاف شمباش، خلال لقاء خاص على شاشة القاهرة الإخبارية، أن ما تشهده دارفور من أعمال قتل وانتهاكات بحق المدنيين يشكل جريمة ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مشيراً إلى أن هناك مقاطع مصورة تُظهر إطلاق النار على المدنيين والسجناء، وهو ما يستوجب تحقيقات عاجلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، موضحا أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة السودانية"، داعياً جميع الأطراف المتحاربة إلى العودة للحوار.
وأشار رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بحل الأزمة السودانية إلى أن الاتحاد الأفريقي، بالتنسيق مع مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، يدفع باتجاه التوصل إلى حل سياسي يضمن دخول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المنكوبة، كما أن استخدام الطائرات المسيّرة من قبل قوات الدعم السريع يُعد تصعيداً غير مقبول ويقوّض فرص التهدئة، موضحاً أن هذا السلوك يعكس غياب الإرادة الحقيقية لوقف إطلاق النار رغم الدعوات المتكررة من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.
هدنة إنسانية
وحول إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة إنسانية جديدة، قال بن شمباس: إذا كانت هذه الموافقة حقيقية، فنحن نرحب بها، لأنها ستتيح وصول المساعدات إلى المتضررين، لكن لا معنى لوقف إطلاق النار في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات بالمسيرات، فالمفهوم الخاطئ لدى أطراف النزاع حول إمكانية الحسم العسكري هو ما يفاقم الأزمة، مؤكداً أن استمرار القتال يزيد من معاناة الشعب السوداني، وأن الوقت قد حان للقبول بوقف فوري لإطلاق النار من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح.
وفيما يتعلق بموقف القوات المسلحة السودانية وتصريحاتها بشأن الحسم العسكري، أكد بن شمباس أن الاتحاد الأفريقي يتفق مع الأمم المتحدة ودول الآلية الرباعية على أن الحل في السودان يجب أن يكون سياسياً عبر الحوار الشامل، لا عبر السلاح، كما أنه على جميع الأطراف السودانية القبول بوقف إطلاق النار بشكل كامل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكداً أن الشعب السوداني قد عانى الأمرّين، وأن إنقاذه مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل.
وأوضح أن خريطة الطريق التي تم التوافق عليها تدعو إلى وقف القتال فوراً، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وإشراك المدنيين السودانيين في العملية السياسية لتحديد مستقبل البلاد، لابد من التحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في السودان، ومحاسبة المسؤولين عنها، لأن الإفلات من العقاب لن يؤدي إلا إلى استمرار دوامة العنف. نحن في الاتحاد الأفريقي نؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب وإنقاذ السودان من الانهيار."





















