من لاعب موهوب لمشلول.. طفل فلسطينى يصارع الموت بسبب شلل نصفى جراء قصف إسرائيلى
في واحد من أبشع الشواهد على معاناة الأطفال في غزة، يواجه الطفل الفلسطيني محمد أبو حلس، البالغ من العمر 14 عامًا، خطر فقدان حياته في أي لحظة بعد إصابته بشظايا في أنحاء جسده جراء قصف إسرائيلي استهدف عائلته أثناء نزوحها من شمال القطاع.
الطفل محمد أبو حلس
أدت تلك الإصابة الخطيرة إلى كسور حادة في العمود الفقري وتضرر النخاع الشوكي، ما تسبب بإصابته بشلل نصفي أقعده عن الحركة وأفقده القدرة على العيش بصورة طبيعية.
محمد أبو حلس بعد الإصابة
وبحسب عائلة محمد ابوة حلس، يعاني من ضغط شديد على القفص الصدري وانكماش في الرئتين نتيجة إصابة الفقرة السادسة والسابعة وجزء من الفقرة الثامنة، إضافة إلى مشاكل حادة في المعدة وتقرّحات خطيرة أسفل الظهر وارتفاع مستمر في درجات الحرارة، ما ينذر بتدهور حالته الصحية بشكل متسارع.
محمد الذي كان لاعب كرة قدم، وفاز بالعديد من الجوائز الفردية والجماعية في تلك الرياضة مع أصدقائه، لم يعد الآن قادرا على الحركة بسبب إجرام الاحتلال ضد أهالى القطاع وقصفه المستمر لغزة على مدار 733 يوما.
التحويلة الطبية
وفي ظل العجز الطبي الكامل في مستشفيات غزة وقلة الإمكانيات الجراحية اللازمة لمثل هذه الحالات المعقدة، أكد الأطباء المشرفون على حالته ضرورة نقله العاجل إلى خارج القطاع لإجراء عمليات دقيقة في العمود الفقري والنخاع الشوكي، مشددين على أن تأخير سفره قد يؤدي إلى شلل كامل دائم أو توقف وظائفه الحيوية.
تفاصيل إصابة الطفل محمد أبو حلس
هذه الحالة ليست مجرد قصة إصابة، بل شاهد حي على معاناة آلاف الأطفال الغزيين الذين حرمهم الحصار والحرب من حقهم في العلاج والحياة.
انهيار المنظومة الصحية
وأكد الدكتور محمد أبو سلمية، المدير العام لمجمع الشفاء الطبي، خلال بيان للمستشفى صادر في 29 أكتوبر، أن ما وصل من المساعدات الطبية لا يغطي سوى 10% من الاحتياجات الطبية الأساسية، خاصة أن العدوان الأخير خلف أكثر من 100 شهيد ومئات الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وأضاف أن العديد من الجرحى استُشهدوا داخل المستشفى بسبب نقص المستلزمات، موضحا أن المستشفى يواصل العمل بإمكانيات شبه معدومة لإنقاذ الأرواح رغم المخاطر والاستهداف المباشر.
محمد ابو حلس يحمل الكاس
والدة الطفل محمد أبو حلس تناشد العالم: "ابني يحتاج للسفر العاجل لإنقاذ حياته"
بصوت يملؤه الألم والأمل في آن واحد، تحدثت والدة الطفل الفلسطيني المصاب محمد أبو حلس، البالغ من العمر 14 عامًا، عن الحالة الصحية الحرجة التي يعاني منها طفلها جراء إصابته خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتقول في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "محمد أُصيب في العمود الفقري، في الفقرة السادسة والسابعة وجزء من الفقرة الثامنة الصدرية، ويوجد قطع في الحبل الشوكي أدى إلى شلل نصفي"، مشيرة إلى أنه لا يتوفر في غزة أي جهاز يستطيع تحديد نسبة هذا القطع بدقة، ونظرا لقلة الإمكانيات الطبية ابني بحاجة ماسة إلى عملية جراحية عاجلة، ولا بد أن يسافر ليكمل علاجه.
محمد ابو حلس يلعب الكرة قبل الحرب
وتتابع :"كل ما أريده هو أن يعود ابني يمشي على رجليه ويعيش حياة طبيعية مثل باقي الأطفال."
وتؤكد والدة محمد أن الوضع الصحي لطفلها يزداد سوءًا مع مرور الوقت، مشددة على أن التأخير في نقله للعلاج خارج القطاع قد يعرض حياته للخطر أو يحرمه من فرصة الشفاء الكامل.
وتضيف في مناشدة إنسانية للمجتمع الدولي والجهات المختصة: "أطالب بإنقاذ حياة ابني قبل فوات الأوان. أرجو أن يسمع العالم صرختي."





















