نبيل طلعت يكتب :غرور سياسي أم سوء تقدير؟ تصريح أحمد عبد الجواد يشعل الجدل السياسي
أثارتصريح أحمد عبد الجواد، أمين عام حزب مستقبل وطن، الذي تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه إن "التاريخ سيكتب تنازل مستقبل وطن عن حقه السياسي"، حالة من الجدل الواسع داخل الأوساط السياسية والحزبية، ووصف من قبل كثيرين بأنه تصريح ينم عن غرور سياسي لا يتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية.
فبينما يرى بعض قيادات الحزب أن التصريح جاء في إطار الثقة المفرطة في مكانة الحزب ودوره في الحياة السياسية، اعتبر آخرون أن مثل هذه العبارات قد تُفقد الحزب جزءًا من رصيده الشعبي، خصوصًا في ظل ما تشهده الساحة من تغيرات في المزاج العام للناخبين، الذين باتوا أكثر وعيًا ورفضًا لأي لغة استعلاء سياسي.
المراقبون اعتبروا أن التوقيت كان غير موفق إطلاقًا، خاصة مع احتدام المنافسة الانتخابية، حيث يخوض الحزب معارك صعبة تتطلب لغة توحد الصفوف وتكسب التعاطف الشعبي، لا تصريحات قد تُفسر على أنها إعلان تفوق سياسي أو احتكار للمشهد.
ويرى محللون أن مثل هذا الخطاب يكشف عن مشكلة داخلية في إدارة المشهد الانتخابي للحزب، بين جناحٍ يرى أن مستقبل وطن يجب أن يفرض نفسه باعتباره الكتلة الأقوى، وجناح آخر يدعو إلى التواضع السياسي والانفتاح على الشركاء حفاظًا على التوازن في الشارع.
وفي النهاية، يبدو أن تصريح عبد الجواد سيكون بالفعل محط كتابة في التاريخ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيُذكر على أنه تعبير عن ثقة الحزب في نفسه أم رمز لغرور سياسي لم يكن في محله؟





















