الصحة العالمية: 22 دولة بإقليم المتوسط تستفيد من تجربة مصر فى مكافحة سرطان الثدى

قال الدكتور نعمة عبد ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، خلال احتفالية نداء القاهرة، المنعقد على هامش الدورة الـ 72 للجنة الاقليمية لشرق المتوسط، إنه كان هناك مؤتمر فى القاهرة، وعرضت انجازاتها مصر فى مجال مكافحة سرطان الثدى، وخصوصا تقليل عدد الحالات المتأخرة وانعكاس ذلك على صحة المرأة.
وأوضح، إن هذا الانجاز الكبير الذى حققته مصر فى مجال سرطان الثدى لابد أن تستفيد منه كافة دول اقليم شرق المتوسط البالغ عددها 22 دولة، و ستكون هناك خطوات تنفيذية والهدف الرئيسي أن يكون هناك رؤية واضحة لعلاج سرطان الثدى، وهو حق من حقوق المرأة موضحا، إن اصابة المرأة بسرطان الثدى يشل الأسرة كلها ولولا الارادة السياسية القوية لما تحققت هذه الانجازات .
وأوضحت الدكتورة حنان بلخى المدير الاقليمية لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، إن احتفالية "نداء القاهرة"، يهدف الى تعزيز تطبيق المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة سرطان الثدي (GBCI) من خلال الرعاية المتمحورة حول المريض في إقليم شرق المتوسط، موضحة، إنه في إقليم شرق المتوسط، تصاب أكثر من 130 ألف امرأة بسرطان الثدي الذي يتسبب في 52 ألف وفاة سنويًّا.
وأضافت، إنه لا يزال سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، مع وجود تفاوتات كبيرة في الحصائل بين البلدان، وفي عام 2022 وحده، شخص ما يقدر بنحو 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي على مستوى العالم، وتوفيت منهن 670 ألف امرأة، وتؤكد هذه الأرقام الحاجة المُلحّة إلى إتاحة الكشف المبكر والتشخيص والعلاج على نحو منصف.
وأوضحت، إنه في البلدان ذات التصنيف الأعلى على مؤشر التنمية البشرية، تُصاب امرأة واحدة من كل 12 امرأة بسرطان الثدي في حياتها، وتتوفى امرأة واحدة من كل 71 امرأة بسبب هذا المرض، وفي المقابل، في البلدان ذات مؤشر التنمية البشرية المنخفض، لم تُشخَّص إلا حالة واحدة من كل 27 امرأة، في حين تتوفى امرأة واحدة من كل 48 امرأة، وهذا يسلط الضوء على الثغرات الحرجة في قدرة النظام الصحي وإمكانية الحصول على الرعاية، مضيفة، إنه تتجاوز هذه الإجحافات الحصائلَ الصحية الفردية، وتسهم في عبء يمتد عبر الأجيال، ففي عام 2020، تيتم 1.04 مليون طفل بفقدان أمهاتهم بسبب الوفيات الناجمة عن السرطان، وكان ربع هذه الوفيات مرتبطًا بسرطان الثدي.
وفي إقليم شرق المتوسط، تصاب أكثر من 130 ألف امرأة بسرطان الثدي الذي يتسبب في 52 ألف وفاة سنويًّا، ويتفاقم هذا العبء بفعل عوامل خطر متعددة، منها الفقر المتأصل، والبنية الأساسية الصحية المحدودة، وقلة الوعي، وضعف الإقبال على الفحص، والحواجز الثقافية التي غالبًا ما تهمش الاحتياجات الصحية للمرأة. وتؤدي هذه التحديات إلى تأخير التشخيص والعلاج، وهذا يقلل معدلات النجاة من مرض يمكن علاجه بنسبة كبيرة عند اكتشافه في وقت مبكر، وتعكس نسبة الإصابة إلى الوفيات في جميع أنحاء الإقليم هذه التفاوتات، ففي عام 2022، أبلغ الأردن عن 60 حالة سرطان ثدي في كل 100 ألف امرأة، وبلغ معدل الوفيات 19.3 في كل 100 ألف امرأة.
وأكدت، إنه على الرغم من انخفاض معدل الإصابة في الصومال إلى 38.6 حالة لكل 100 ألف امرأة، فقد ارتفع معدل الوفيات إلى 25.7 حالة لكل 100 ألف امرأة، وأما مصر التي فيها أحد أعلى معدلات الإصابة، إذ يبلغ 55.4 في كل 100 ألف امرأة، فقد أبلغت عن معدل وفيات يبلغ 19.8 وفاة في كل 100 ألف امرأة.
ويتوقع "تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024 عن سرطان المرأة في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: تحليل الوضع ومسوغات الاستثمار" أنه في غياب التدخلات الموسَّعة، ستصل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن سرطان الثدي إلى 408 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2050، ومع ذلك، فإن الاستثمار في التشخيص المبكر والعلاج الشامل يحقق عائدًا مُقنِعًا يتراوح بين 6.4 و7.8 دولار لكل دولار أمريكي مستثمر.
وقد خطت المبادرة الرئاسية المصرية بشأن صحة المرأة، منذ إطلاقها في عام 2019، خطوات كبيرة في تحسين الأهداف المتعلقة سرطان الثدي، والبرنامج متوائمة مع المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن سرطان الثدي، ويركز على التوعية على مستوى المجتمعات المحلية، والفحوص السريرية السنوية للثدي للفئات المعرضة للخطر، ومسارات الإحالة السريعة للتشخيص والعلاج. ويُظهِرُ هذا النموذج قوة الالتزام السياسي والرعاية المتكاملة، ويقدم نهجًا يمكن تكراره في البلدان الأخرى ذات الدخل المنخفض والمتوسط.