الدكتورة شاهيناز عبد الكريم تكتب: السيسي يقود قمة السلام..ويعيد لمصر مكانتها كقلب العروبة النابض

في لحظة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة الأمة، استضافت مدينة شرم الشيخ "مدينة السلام" القمة الدولية التي وضعت حدًا للحرب الدامية في قطاع غزة، وشهدت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية مصرية أمريكية ودولية، وسط حضور رفيع المستوى ضم أكثر من 20 من قادة ورؤساء الدول، وبقيادة مشتركة للرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقد مثلت هذه القمة انتصارًا جديدًا للدبلوماسية المصرية، ورسالة بالغة القوة إلى العالم بأن مصر ما زالت حجر الزاوية في معادلة السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، وأن الرئيس السيسي استطاع أن يعيد مصر إلى موقعها الطبيعي كقوة إقليمية كبرى وصاحبة الكلمة الفصل في القضايا المصيرية التي تمس الأمن العربي والدولي.
لقد كان الدور الذي لعبته القيادة المصرية في هذا الملف بالغ الأهمية والحسم، وهو ليس جديدًا على الدولة المصرية التي طالما وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني، لكن هذه المرة كان التحرك المصري أكثر عمقًا وتأثيرًا بفضل حنكة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجهود مؤسسات الدولة وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، والتي أدارت اتصالات مكثفة ومتوازنة مع جميع الأطراف، حتى تم التوصل إلى اتفاق تاريخي أنهى الحرب، وفتح آفاقًا لمسار سياسي شامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني غير منقوصة.
إن إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال كلمته في القمة، بدور الرئيس السيسي في وقف إطلاق النار في غزة، تمثل شهادة دولية رفيعة بمكانة مصر ودورها القيادي، حيث وصف ترامب السيسي بـ"الزعيم القوي"، وأكد أن ما تحقق في شرم الشيخ ما كان له أن يتم لولا الدور المصري، مؤكدًا أن مصر أثبتت مرة أخرى أنها صمام الأمان في المنطقة، وقلب العروبة النابض.
الرئيس السيسي، ومنذ بداية العدوان على غزة، لم يدخر جهدًا في السعي نحو التهدئة، لكنه لم يكتفِ بذلك، بل طالب مرارًا وتكرارًا بإطلاق عملية سياسية شاملة، تستعيد حقوق الشعب الفلسطيني وتضع العالم أمام مسؤولياته، وفي هذا الإطار كانت قمة شرم الشيخ تتويجًا لهذه الرؤية العاقلة، التي جنبّت المنطقة انفجارًا إقليميًا واسعًا كان ليهدد الأمن والسلم الدوليين.
ولم تتوقف الإشادات عند حدود الملف الفلسطيني، بل امتدت لتشمل دور مصر في مكافحة الإرهاب والجريمة، حيث عبّر الرئيس ترامب عن تقديره للجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية المصرية، مشيرًا إلى أن مصر باتت نموذجًا في فرض الأمن، مؤكدًا أن "نسبة الجريمة في مصر منخفضة جدًا لأنهم لا يتعاملون مع الأمور باستهتار كما نفعل نحن في الولايات المتحدة"، وهي شهادة عالمية تعكس الاحترافية العالية لأجهزة الأمن المصرية تحت قيادة الوزير اللواء محمود توفيق، الذي أحدث طفرة نوعية في أداء الشرطة المصرية رغم التحديات الإقليمية الخطيرة.
إن مصر في عهد الرئيس السيسي باتت رقماً صعبًا في المعادلات الدولية، تقود بوعي، وتبني بثقة، وتضع الأمن الإقليمي والدولي في قلب أولوياتها، وقد أثبتت قمة شرم الشيخ أن صوت مصر مسموع، وأن حضورها لا يُستكمل بدونه، وأنها حين تتحدث يُصغي الجميع.
لقد نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحويل شرم الشيخ إلى عاصمة للسلام الحقيقي، ومرجعية دولية لكل من يسعى لحل النزاعات بالحوار لا بالسلاح. وما تحقق من وقف للحرب في غزة ليس مجرد اتفاق، بل هو انتصار للنهج المصري القائم على الحفاظ على حياة الشعوب، وصيانة الاستقرار، وتمكين صوت الحكمة من أن يعلو فوق ضجيج الصراعات.
إنها لحظة يجب أن يفتخر بها كل مصري وعربي، لأن مصر، بقيادة السيسي، عادت إلى دورها الطبيعي، وأكدت أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في وجدان الأمة، وأن العدل لا يموت ما دامت هناك قيادة تؤمن به وتسعى لتحقيقه.
تحية إلى الرئيس السيسي، زعيم السلام، وباني الجمهورية الجديدة، ورمز مصر القوية الحكيمة التي تسير بثقة وسط عالم مضطرب، وتحمل على عاتقها مسؤولية التاريخ والجغرافيا والإنسانية.