أيمن الرقب لـ”كلمة أخيرة”: الحرب لن تعود لغزة

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أنه يقف في منطقة وسط بين التفاؤل والتشاؤم بشأن مستقبل قطاع غزة بعد قمة شرم الشيخ للسلام، مشددًا على أن "الحرب لن تعود في الفترة القريبة"، لكن التحديات الكبرى لما بعد الحرب قد بدأت بالفعل، وعلى رأسها ملف نزع السلاح وإعادة الإعمار.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON"، حيث أوضح الرقب أن المكسب الحقيقي الذي تحقق هو "وقف المقتلة" التي تعرض لها الفلسطينيون على مدار عامين. ووصف مشاعر سكان غزة حاليًا بأنها "مختلطة"، تجمع بين الفرح بالنجاة والحزن العميق على حجم الدمار الذي طال 90% من المدينة.
وفسر الرقب توقعه بعدم عودة الحرب لسببين رئيسيين؛ الأول هو "التخلص من عبء الأسرى الإسرائيليين"، الذي كان ورقة ضغط وذريعة لاستمرار العمليات العسكرية. والسبب الثاني هو الموقف الدولي الرافض للعودة إلى الحرب، والذي عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضوح.
وحذر الرقب من أن وقف الحرب لا يعني بالضرورة تحقيق السلام والاستقرار، قائلًا: "ماذا يحدث بعد ذلك في غزة يعتمد على نتائج هذه الاتفاقية. تأخير الإعمار ومنح الأمل للفلسطينيين يعني أننا سنواجه نزوحًا مستقبليًا". وأشار إلى أن "نزع السلاح"، الذي أكد عليه ترامب، يمثل "عقبة المرحلة الثانية"، خاصة مع رفض حماس لهذا الطرح، مما قد يمنح نتنياهو ذريعة لعدم استكمال تنفيذ الاتفاق.
وفي ختام حديثه، أشاد الدكتور أيمن الرقب بالدور المصري المحوري، مؤكدًا أن "مصر لم تُخْتَر، بل فرضت نفسها مرة أخرى" كوسيط أساسي في الأزمة رغم كل محاولات تهميش دورها. ووصف النهج المصري بـ**"دبلوماسية المخابرات"**، موضحًا أن المخابرات المصرية تمتلك خبرة متراكمة وقدرة فريدة على "حل النزاعات بحرفية"، وفهم عميق لحقيقة الصراع، مما مكنها من اتخاذ قرارات حاسمة وتقديم حلول واقعية، وهو ما تفتقر إليه العديد من الدول الأخرى. وأكد أن صمود مصر أمام محاولات الابتزاز على مدار العامين الماضيين هو ما رسخ مكانتها كوسيط لا غنى عنه في المنطقة.