بشير عبد الفتاح لـ”كلمة أخيرة”: فطنة القيادة المصرية وراء نجاح قمة السلام

أرجع الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الفضل في التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء عامين من الحرب المدمرة في قطاع غزة، إلى "حسن توقعات القيادة المصرية" وقراءتها المتعمقة للمشهد السياسي ونفسية الأطراف المتنازعة.
وخلال حواره مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON"، أوضح عبد الفتاح أن النهاية التي تحققت، والتي توجت بقمة شرم الشيخ للسلام، فاقت توقعات الكثيرين، ولم تكن وليدة الصدفة بل نتاج مسار دبلوماسي دؤوب قادته مصر بخبرة وحنكة.
وقال عبد الفتاح: "هذا كان نتيجة حسن توقعات من القيادة المصرية"، مشيراً إلى أن مصر، بخبرتها الممتدة في مسار السلام منذ عام 1979، أدركت جيداً "عقلية ونفسية الأطراف المتنازعة"، مما مكنها من تمهيد الأجواء للتوصل إلى هذا الاتفاق. وأضاف أن المسار المصري بدأ مبكراً بالوقوف بحزم ضد مخططات "الترحيل أو التهجير القسري الجماعي"، مؤكداً أنه "لولا الوقفة المصرية والصمود الفلسطيني، لربما كان هذا السيناريو قد طُبق".
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن مصر لم تكتف برد الفعل، بل بادرت بتقديم رؤى ومبادرات متكاملة. وأوضح قائلاً: "مصر كانت تطرح عملية متكاملة: وقف إطلاق النار، إعادة إعمار، استئناف مفاوضات السلام، والوصول إلى دولة فلسطينية". وأكد أن غالبية المشروعات التي قُدمت دولياً كانت في الأصل بناءً على تصورات مصرية.
كما سلط عبد الفتاح الضوء على نجاح الدبلوماسية المصرية في التعامل مع شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً إن القيادة المصرية أدركت عقليته. وذكر كيف أن دعوة مباشرة من الرئيس السيسي خلال حفل تخرج كلية الشرطة، قوبلت بترحيب فوري من الرئيس ترامب الذي كان يخطط في البداية لمجرد التوقيع مع الدول الراعية، لكنه وافق على طلب مصري بعقد قمة دولية موسعة في "مدينة السلام" شرم الشيخ.
وأضاف عبد الفتاح أن أحد أهم عوامل النجاح كان قدرة الدعاية المصرية والعربية على "إسقاط السردية الصهيونية" التي صورت إسرائيل طويلاً كضحية. وقال: "هذه السردية سقطت بعد فضح الجرائم الإسرائيلية، مما أدى لتغير الرأي العام العالمي والضغط على الحكومات، وهو ما يفسر الاعتراف بالدولة الفلسطينية والمشاركة الواسعة في هذه القمة التي رُتب لها في غضون ساعات".