الوثائقية تعرض ”حدث فى مثل هذا اليوم.. هدوء يسبق العاصمة قبل بدء حرب أكتوبر”

عرضت قناة "الوثائقية" ضمن سلسلة "حدث فى مثل هذا اليوم"، أبرز ما جاء فى يوم الحرب السادس من أكتوبر من عام 1973، العاشر من رمضان.. في الساعات الأولى، لم يكن للحرب أي وجود يذكر في الصحف المصرية.. هدوء وصمت تام في ظهيرة يوم يبدو شديد الملل والرتابة.. لا يبدو حماسيا فيه سوى مباراة غزل المحلة مع فريق الطيران.
كانت المباراة تسير سيرا عاديا، ثم فوجئ الفريقان بالجماهير في المدرجات تهتف الله أكبر، وذلك عقب إذاعة البيان رقم 2 في الإذاعة المصرية.. "قواتنا تقوم حاليا بعض من تشكيلاتنا الجوية بقصف قواعد العدو وأهدافه العسكرية في الأراضي المحتلة.. هنا القاهرة".
وعلى الجبهة، يدك الجنود المصريون مواقع العدو، ويعبرون قناة السويس، وهم يهتفون بنداء الحرب "الله أكبر".
وتنفتح على الإسرائيليين أبواب الجحيم.. مراكب تنطلق كالسهام تعبر القناة، ينزل منها الجنود ليزيلوا ركام خط بارليف المنيع الذي دمر تماما خلال الساعات الست الأولى من الحرب.
ووسط زخات المدافع والنيران والقنابل، يرفع العلم المصري على الضفة الشرقية للقناة.
وفي المنازل، انطلق البيان العسكري الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي كان نصه: "نجحت قواتنا في اقتحام قناة السويس في قطاعات عديدة واستولت على نقط العدو القوية بها، ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة. هنا القاهرة".
وفي البحر، تشتبك قواتنا مع اللنشات الصواريخ المعادية في معركة ليلية شمال شرق بورسعيد، فتغرق سفينة إنزال للعدو بجنودها شرق بور فؤاد.. عمت الفرحة قلب الشارع المصري والعالم العربي. العدو الإسرائيلي في صدمة، وأفردت صحافة اليوم التالي أن قوته خسرت خمس قطع بحرية و60 دبابة مدمرة، وعلى الأرض تناثرت قطع 27 طائرة إسرائيلية، وسقط 15 موقعًا حصينًا، وضعف تلك الأرقام، عدد كبير من الأسرى والقتلى في الساعات الأولى من القتال.
فيما وصلت القوات السورية تقدمها في هضبة الجولان وأسقطت 10 طائرات وأغرقت أربع قطع بحرية على الجبهة الشمالية للحرب.
وهناك في قلب أرض العدو، لم يستطع المتحدثون العسكريون الإسرائيليون سوى الإقرار والاعتراف بعبور القوات المصرية قناة السويس، حيث هرع الإسرائيليون إلى المعابد والبيوت، معالم الخوف والتوتر على وجوههم. وفي أثناء ذلك خرج البيان العسكري الإسرائيلي الأول يقول بانكسار وذلة إن مصر وسوريا شنتا هجوماً منسقاً على القوات الإسرائيلية.
أما رئيسة الوزراء الإسرائيلية وقتها جولدا مائير فحاولت الهروب من صدمتها زاعمة أن قوات الدفاع الإسرائيلي ما زالت قادرة على دحر الهجوم المصري وأننا لم نؤخذ على غرة.
أما على الجبهة، فقد واصلت القوات المصرية تقدمها بعد العبور العظيم، وازدادت حدة المعارك حتى فجر اليوم الثاني من الحرب.