عادل العمدة: نصر أكتوبر ملحمة تاريخية غيّرت المفاهيم العسكرية ووحدت الأمة

أكد اللواء أركان حرب عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن نصر أكتوبر المجيد لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان ملحمة تاريخية فارقة أعادت صياغة موازين القوى في المنطقة، وغيرت مفاهيم الحرب الحديثة، وأثبتت أن الإرادة المصرية قادرة على قهر المستحيل.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز" بمناسبة الذكرى الـ 52 لحرب أكتوبر، حيث هنأ الشعب المصري بهذا اليوم التاريخي الذي يعمق روح الولاء والانتماء.
واستهل اللواء عادل العمدة حديثه بالتأكيد على أن الوحدة بين الجيش والشعب كانت العامل الحاسم في تحقيق النصر.
وقال: "تلاحم الجيش والشعب لم يأتِ من فراغ، بل وُلد من مرارة الهزيمة، فكان لزامًا تحقيق النصر واستشعار حلاوته". وأضاف أن الأمة المصرية بأكملها تكاتفت وكانت على قلب رجل واحد لمواجهة التحدي الأكبر المتمثل في استعادة الأرض والكرامة.
وأشار اللواء العمدة إلى أن حرب أكتوبر لا تزال تُدرّس في كبرى الأكاديميات العسكرية حول العالم كنموذج فريد في التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الدقيق.
وأوضح أن القوات المسلحة المصرية نجحت في تحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر" رغم تفوق العدو في العتاد والدعم الخارجي غير المسبوق الذي كان يتلقاه.
وسلط الضوء على أبرز الدروس العسكرية المستفادة من الحرب، قائلًا: "مبدأ المفاجأة أصبح مقرونًا بالعسكرية المصرية، بدءًا من اختيار توقيت الهجوم في الساعة الثانية ظهرًا يوم عيد الغفران، وهو توقيت غير متوقع عسكريًا، وصولًا إلى العبقرية في التغلب على الموانع الطبيعية والهندسية".
واستشهد بفكرة استخدام مضخات المياه لتحطيم الساتر الترابي لخط بارليف، والتي أجمع الخبراء الاستراتيجيون على أنها كانت تحتاج في الظروف العادية إلى قنابل نووية تكتيكية، لكن العقل المصري نفذها بآلية بسيطة وفعالة. كما أشاد باستخدام "شفرة اللغة النوبية" في الاتصالات، مما ضمن سرية العمليات بشكل كامل.
وشدد اللواء العمدة على أن المعركة لم تكن مواجهة مصرية إسرائيلية فقط، بل كانت نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وأثنى على التكاتف العربي الذي بلغ ذروته خلال الحرب، قائلًا: "الوحدة العربية كانت فيأبهى صورها، من استخدام سلاح النفط كورقة ضغط فعالة، إلى الدعم المباشر من الدول الشقيقة، مما أعاد تشكيل التوازنات السياسية في المنطقة بأسرها".
واختتم اللواء عادل العمدة مداخلته بربط إنجازات الماضي بحاضر القوات المسلحة، مؤكدًا أن روح أكتوبر ما زالت هي الدافع وراء التطوير والتحديث المستمر للجيش المصري. وأشار إلى أن مصر اليوم تمتلك قوات مسلحة قوية وقادرة على حماية أمنها القومي على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في آن واحد، وهو ما يبعث رسالة طمأنة للشعب المصري بأن وطنه يمتلك "درعًا وسيفًا" يحميه.