محمد وازن يكشف لـ”الحياة اليوم” اعترافات جولدا مائير وقادة إسرائيل بهزيمة 73

في الذكرى الـ 52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، كشف الدكتور محمد وازن، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، عن وثائق نادرة من الأرشيف الإسرائيلي ومذكرات قادة الاحتلال، تؤكد حجم الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها إسرائيل في حرب 1973، وتفضح حالة الرعب والانهيار التي سادت في أوساط قيادتها.
وخلال حواره مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، عرض الدكتور وازن، ولأول مرة على الهواء، صفحات من النسخة العبرية الأصلية لمذكرات رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير، مؤكداً أن شهادة العدو هي أبلغ دليل على عظمة النصر المصري.
بدأ وازن بعرض الصفحة 305 من مذكرات جولدا مائير الأصلية، موضحاً أن ترجمتها الحرفية تكشف عن عمق الصدمة. وقالت مائير في مذكراتها: "من بين جميع الأحداث التي تناولتها في هذا الكتاب، لا يوجد حدث واحد كان من الصعب عليّ أن أكتبه مثل حرب يوم الغفران... لكنها كانت، ولذلك لا مفر من الكتابة هنا، ليس كتوصيف عسكري، بل كأمر أقرب إلى الكارثة أو الهولوكوست، تجربة شخصية عشتها بنفسي ولن تزول مني".
وأضافت مائير في اعتراف تاريخي يعكس حجم الهزيمة النفسية: "لن أعود أبداً إلى ما كنت عليه قبل حرب يوم الغفران". وأشار وازن إلى أن هذا الاعتراف الصادر عن رأس الدولة في إسرائيل يدحض أي محاولة للتقليل من حجم الانتصار.
كما عرض الدكتور وازن تقريراً من صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من دوائر الاستخبارات الإسرائيلية، يوثق "الجلسة الدراماتيكية" لمجلس الوزراء الإسرائيلي يوم 11 أكتوبر 1973. ووفقاً للتقرير، فإن القادة "ارتعدوا خوفاً على مصير الدولة الفتية" عندما انطلقت صفارات الإنذار فجأة أثناء الاجتماع. ونقل التقرير عن مصادره أن إسرائيل في تلك اللحظات "حُكم عليها بالفناء".
وأوضح وازن أن هذا المشهد يؤكد الفشل الاستخباراتي الذريع والكامل لإسرائيل في توقع موعد الحرب، وحالة الانهيار التي أصابت قيادتها.
واستشهد وازن أيضاً بتقرير من موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، المقرب هو الآخر من الأجهزة الأمنية، والذي تحدث عن تحميل قائد القيادة الجنوبية، اللواء "جوروديش"، "نصف مسؤولية فشل حرب يوم الغفران". وأكد وازن أن هذه التقارير والوثائق التي تخرج من الإعلام الإسرائيلي نفسه، هي السردية الحقيقية للحرب، وليست الروايات التي يحاول البعض ترويجها بأن النصر لم يكن كاملاً.
واختتم وازن حديثه بالتأكيد على أن هذه الشهادات الموثقة من قادة العدو وإعلامه، هي الرد الأقوى على كل من يشكك في عظمة الانتصار، وتثبت أن ما حققه الجيش المصري في أكتوبر 1973 لم يكن مجرد نصر عسكري، بل كان زلزالاً هز كيان العدو من أساسه.