رئيس الجالية المصرية بجدة: كلمة الرئيس السيسي أمام البريكس جسدت صوت الدول النامية

أشاد المهندس ياسر الحفناوي، رئيس الجالية المصرية بجدة، بالكلمة المهمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات تجمع البريكس، والتي انعقدت بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، مشيرا إلى أنها حملت رسائل واضحة ودلالات عميقة تعكس رؤية مصر الثابتة في الدفاع عن قضايا الشعوب النامية، وإرساء دعائم نظام عالمي أكثر عدلا وتوازنا.
وقال «الحفناوي»، إن الرئيس السيسي وضع يده بجرأة على مواطن الخلل في النظام الدولي الراهن، بدءا من ازدواجية المعايير وتراجع الالتزام بالقانون الدولي، وصولا إلى عجز مجلس الأمن عن القيام بدوره، وهو ما جعله يطرح بوضوح فكرة الإصلاح الشامل لآليات عمل المجلس، بما في ذلك إلغاء حق النقض "الفيتو"، الذي تحول إلى أداة لتعطيل القرارات وغياب العدالة الدولية.
وأضاف، أن حديث الرئيس السيسي عكس إدراكا عميقا للتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم، وخاصة الدول النامية، في ظل تباطؤ النمو وتراجع حركة التجارة وارتفاع أعباء الديون، وهو ما يبرز أهمية دور البريكس كمنصة صاعدة قادرة على تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي، سواء عبر تسوية المعاملات بالعملات المحلية، أو من خلال دعم بنك التنمية الجديد لتمويل مشروعات تنموية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي.
وأشار «الحفناوي»، إلى أن الرئيس السيسي نجح في كلمته في الربط بين الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، مؤكدا أن ما يشهده الشرق الأوسط من صراعات متلاحقة يعرقل جهود التنمية ويهدد الاستقرار الدولي، وفي القلب منها الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، التي أدانها الرئيس بوضوح، ورفض كل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين أو فرض أمر واقع عبر بناء المستوطنات.
وأوضح أيضا أن الرئيس السيسي كان حريصا على عرض رؤية مصر لإنهاء الحرب، بداية من وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات، وصولا إلى خطته لإعادة إعمار غزة واستضافة مؤتمر دولي بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، وهو ما يعكس الدور الريادي لمصر كضامن أساسي للقضية الفلسطينية، وكسند حقيقي للشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد «الحفناوي» ، أن كلمة الرئيس السيسي جاءت بمثابة خارطة طريق للدول النامية داخل البريكس وخارجه، من خلال خمس أولويات أساسية وهي تعميق التشاور السياسي، وإطلاق مشروعات مشتركة في القطاعات الحيوية، وتعزيز التعاون المالي والتجاري بالعملات الوطنية، فضلا عن إصلاح المنظومة المالية الدولية، ومواجهة تداعيات تغير المناخ مع إلزام الدول المتقدمة بواجباتها في التمويل ونقل التكنولوجيا.
وشدد المهندس ياسر الحفناوي، على أن ما طرحه الرئيس السيسي يعكس مكانة مصر المتنامية في المعادلة الدولية، ويؤكد أنها أصبحت صوتا معبرا عن تطلعات الشعوب النامية، وأنها ماضية بخطى ثابتة في تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وترسيخ نظام عالمي جديد أكثر عدلا وإنصافا يحقق التنمية والسلام والاستقرار للجميع.