ماذا تفعل عندما يرفض ابنك الذهاب إلى المدرسة؟.. محمد المهدى يجيب بقناة الناس

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، أن إجبار الأبناء على الالتحاق بمدارس لا يرغبون فيها قد يؤثر سلبًا على حالتهم النفسية ومستواهم الدراسي، مشددًا على ضرورة الحوار والتفاوض معهم حول اختياراتهم التعليمية.
وقال المهدي، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس اليوم الأربعاء، تعليقًا على استفسار إحدى الأمهات التي ترفض ابنتها الالتحاق بالمدرسة الثانوية التي قُبِلَت فيها: "القاعدة التربوية الأساسية أننا لا نكبر أولادنا على شيء يرفضونه أو يكرهونه، بل نتحاور معهم ونشرح وجهة نظرنا، ثم نأخذ في الاعتبار رغبتهم حتى يشعروا أن رأيهم محترم."
وأضاف: "حتى لو كانت المدرسة التي تفضلها الابنة أبعد وتحتاج إلى وسيلة مواصلات خاصة أو متابعة من الأب أو الأم، فالأَولى أن نلبي رغبتها، لأن ذلك ينعكس إيجابًا على التزامها ورغبتها في التعلم".
وأوضح أستاذ الطب النفسي أن كثيرًا من الآباء والأمهات يفرضون مدارس معينة على أبنائهم دون استشارتهم، أو ينقلونهم من مدرسة لأخرى بناءً على اعتبارات شخصية، مما يُشعر الأبناء بأنهم مجرد "قطع أساس" يتم نقلها من مكان إلى آخر بلا رأي أو قرار.
وشدد المهدي على أهمية احترام خيارات الأبناء منذ سن صغيرة، وتعويدهم أن لهم رأيًا وقرارًا يُحترم داخل الأسرة، قائلاً: "قد تكون المدرسة التي اختارها الابن أو الابنة بها بعض العيوب، لكننا نشرح لهم هذه الأمور بطريقة مبسطة تناسب سنهم، دون أن نفرض عليهم ما يكرهون".
وقال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن اليوم الأول في المدرسة له تأثير نفسي كبير على الأطفال، وقد يترك أثرًا ممتدًا طوال سنوات الدراسة، مشددًا على ضرورة أن يدار هذا اليوم بشكل منظم ومدروس.
وأوضح المهدي، أن الازدحام والفوضى داخل المدارس في اليوم الأول قد يسببان صدمة نفسية للطفل، خاصة إذا كان مدللًا أو وحيدًا، مما قد يؤدي إلى إصابته بما يُعرف بـ"فوبيا المدرسة" أو "قلق الانفصال"، وهو أمر قد يصيب الطفل أو حتى الأم التي لا تتحمل تركه.
وأشار إلى أن بعض المدارس الدولية والخاصة تلجأ لاستخدام الجلسات الدائرية بدل الصفوف التقليدية، وهو ما يساعد نفسيًا على إشراك كل الأطفال بشكل متساوٍ، بدلًا من الإحساس بالتمييز بين الصف الأول والأخير.
ونصح المهدي بضرورة تقليل أعداد الطلاب في اليوم الأول عبر توزيع الحضور على أكثر من يوم، لتجنب تكدس الأطفال وما قد ينتج عنه من مشكلات نفسية، موضحا أن بكاء الطفل في الأيام الأولى أمر طبيعي لا يستدعي القلق، بل يساعده على التكيف التدريجي، مع أهمية طمأنته من قِبل الأم والمعلمين.
وأكد أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، على أن المدرسة ليست مكانًا للتعليم الأكاديمي فقط، بل هي مجتمع متكامل يساعد الطفل على الاستقلالية والنضج، ويكمل الدور التربوي للأسرة.
وأكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، أن ضيق الخُلق وسرعة العصبية قد تكون نتيجة ضغوط حياتية أو مشكلات مزمنة يمر بها الإنسان، ما يجعله ينفجر في التعامل مع من حوله، وهو ما يسبب خسارة للعلاقات الاجتماعية والأسرية.
وأردف ردًا على استفسار حنان من بني سويف، التي قالت إنها سريعة الغضب ولا تستطيع التحكم في انفعالاتها مما جعلها تبدأ في خسارة كل من حولها، أن التعامل مع هذه الحالة يبدأ أولًا بفهم الظروف المحيطة بالمريض، فإذا كان سبب العصبية ضغوطًا أو مشكلات حياتية يجب التخفيف منها قدر الإمكان أو إيجاد حلول لها.
وأضاف: "أما إذا كانت هذه السمة ملازمة للشخص منذ سنوات الطفولة أو الشباب، فنحن هنا نتحدث عن حاجة إلى تدريب على إدارة الغضب والانفعالات، وهي برامج علاجية سلوكية تساعد الفرد على التحكم في ردود أفعاله".
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أنه في حال استمرار العصبية رغم التدريب، فقد يكون الأمر مرتبطًا باضطراب نفسي مثل القلق، الاكتئاب، أو بعض اضطرابات الشخصية، وهنا تكون الخطوة التالية هي التشخيص الطبي والعلاج النفسي المناسب.
وشدد المهدي على أن الاعتراف بالمشكلة وطلب المساعدة خطوة أساسية، مؤكدًا أن الغضب غير المُدار ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، بينما التدريب والعلاج يفتحان بابًا للتحسن واستعادة التوازن.