بوابة الدولة
الأحد 24 أغسطس 2025 10:09 مـ 29 صفر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

المهندس محمود عطا يكتب : كشف المكشوف

الكاتب
الكاتب

ربما يكون كشف المكشوف في الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف سمة من سمات البيروقراطية في دول كثيرة ربما تكون بلدنا الحبيب واحدة منها خاصة وأن معايير إختيار بعض الوظائف العليا غير محددة سوى ببعض جمل رنانة قابلة للتأويل ووضعت تلك القواعد أو الجمل الكلامية جهة تسمى التنظيم والإدارة وربما هى أيضا تعانى من ذات المشكلة

دعنى أشرح لك كيف يتم الأمر بالمنكر ؟

يأمر بالمنكر من يقول كلام فخم وضخم وعظيم وتجده يفعل العكس تماما يأمر بالمنكر من لم لا يؤمن بالعلم ويفسر الظواهر وفق أسس غير علمية

يأمر بالمنكر من يتشدق فى وسائل الإعلام أنه يدعم الشباب ثم يأتى بمن خرجوا إلى المعاش ويسند إليهم مواقع تنفيذية ليس لأنهم عباقرة ولكنهم لأنهم لايعرفون سوى سمعا وطاعة يامولاي ولم نرى لهم ثمة بصمة تذكر وهم في مواقعهم قبل الإحالة للمعاش

يأمر بالمنكر من يبدد أموال الدولة فى سفريات خارج البلاد دون مردود على دافعى الضرائب أصحاب تلك الأموال

يأمر بالمنكر من يسعى لإيهام المجتمع وولاة الأمر أنه فاعل ويصدر بيانات إعلامية فنكوشية لاعلاقة لها بمهام وظيفته

يأمر بالمنكر من يرفض الرأي الآخر ويرى ذاته المتسلطة مبعوثة من الله لأنه الأفهم والأفضل والأصوب

يأمر بالمنكر من يصطحب حارسه الشخصى في رحلات السكر والعربدة فى أوروبا

كثيرة هى دلالات الأمر بالمنكر

أما مظاهر النهى عن المعروف فهى:-

تنهى عن المعروف حين تعطى من لايستحق حق المستحق وتمنح لذاتك حق المن والفضل

تنهى عن المعروف حين تلقى بالحقائق العلمية في سلة المهملات وتعتمد على فهلوة المحيطين بك والقادرين على تزيين القبيح وتجريف الخصب وتعتيم النور

تنهى عن المعروف حين لاتسمع إلا لذاتك المتغطرسة الجوفاء وأوهامك البالية النكراء

تنهى عن المعروف حين تتعامل مع الوطن على أنه سلعة تستهلك خيراتها بحكم موقعك الوظيفى ولاتؤمن بأن الوطن له حقوق عليك استبحت ماله لنزواتك

تنهى عن المعروف حين تقول هذا ماوجدنا عليه أبائنا وتعتاد على المألوف وتمنح عقلك أجازة وتقتل القتيل وتسبح في الجنازة..!

هل تعرّف هؤلاء الأمرون بالمنكر والناهون عن المعروف ؟

أعتقد قد يكون ماطرحته من بعض سماتهم قريب منك في العمل أو الأصدقاء أو الأقارب وعلى الرغم من عدم إيمانى بأن النصيحة تعلم وأن التجربة هى خير معلم لكننى وقعت فى فخ النصيحة وكتبت مقال أقرب منه للنصح والإرشاد من الحرفية الكتابية فى صياغة المقالات وأما لماذا كتبته هكذا ؟فالحقيقة لاأعرف وكل ماأعرفه أن مايكتب الإنسان كتابا فى يومه إلا ويقول عنه فى غده لو كتب كذا لكان أفضل ولو زيد كذا كان يستحسن وهذا أعظم دليل على إستيلاء النقص فى جملة البشر ..أو هكذا قال الأصفهاني