دراسة تحذر: جراحات السمنة قد تسبب نقصا حادا فى الفيتامينات لفترة طويلة

على الرغم من فعالية جراحة السمنة في علاج السمنة المفرطة، إلا أنها قد تؤدي إلى نقص التغذية، حيث أجرى باحثون مراجعة منهجية لفهم حالات نقص التغذية التي تحدث بعد جراحة السمنة، والعوامل المساهمة فيها، واستراتيجيات الوقاية منها، والتى نشرت في مجلة Clinical Obesity.
وبحسب موقع "News medical life science" يعاني واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم من السمنة، والتى تعد مرضا معقدا يتميز بتراكم مفرط للدهون في الجسم، مما يسبب آثارًا صحية سلبية، وغالبًا ما يُنصح الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بإجراء جراحة السمنة، والتي تعرف عادةً بجراحة إنقاص الوزن، و تتضمن تعديل الجهاز الهضمي.
العلاقة بين جراحات السمنة ونقص التغذية
وتعد جراحة السمنة تدخلاً فعالاً من حيث التكلفة، وتتجاوز فوائده مجرد فقدان الوزن، على سبيل المثال، أثبتت هذه الجراحة فائدتها في تخفيف داء السكر من النوع الثاني، وتحسين ارتفاع ضغط الدم، والحد من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى الرغم من فوائدها، ترتبط جراحة السمنة أيضًا ببعض المضاعفات، مثل نقص التغذية، وقد أظهرت دراسات سابقة أن نقص المغذيات الدقيقة يمكن أن يحدث حتى بعد سنوات عديدة من الجراحة، لذلك أوصت الجمعية الأوروبية لدراسة السمنة (EASO) بمتابعة مدى الحياة بعد الجراحة، وتنصح المرضى بتناول مكملات المغذيات الدقيقة يوميًا والخضوع لفحوصات دورية للكشف عن نقص التغذية.
على الرغم من تلك التوصيات لا يحصل سوى حوالي 5% من المرضى على متابعة طويلة الأمد مناسبة في الرعاية الصحية الأولية، ويساهم نقص الوصول إلى الخدمات المتخصصة، والتمويل، وعدم كفاية تدريب طاقم الرعاية في عدم كفاية الرعاية بعد الجراحة، وهو مايعرض المرضى لنقص التغذية، مما قد يؤثر بشكل كبير على صحتهم.
وحددت دراسات سابقة وجود العديد من حالات النقص في المتابعة طويلة الأمد بعد جراحة السمنة، بما في ذلك فيتامينات E وD وA وK وB12. ومع ذلك، تُؤكد المراجعة الحالية أن نقص فيتامين د كان الأكثر شيوعًا ، يليه فيتامين أ والنحاس، وأن حالات النقص الشائعة مثل الحديد وفقر الدم غالبًا ما تكون غير مُمثلة تمثيلًا كافيًا نظرًا لأن تقارير الحالات تميل إلى التركيز على النتائج النادرة أو الأكثر شدة.
تأثير نقص الفيتامينات على المرضى بعد جراحة السمنة
وشملت هذه الدراسة فقط المشاركين الذين خضعوا لجراحة السمنة قبل عامين أو أكثر، نظرًا لأن المرضى يُنقلون من الخدمات التخصصية إلى الرعاية الصحية، وتم الحصول على 83 حالة استوفت معايير الإدراج، معظم الحالات المختارة كانت من الولايات المتحدة الأمريكية، تليها إيطاليا وبلجيكا وإسبانيا، والمملكة المتحدة، وكان حوالي 84% من المشاركين من الإناث، و16% من الذكور، تتراوح أعمارهم بين 22 و74 عاماً.
من بين 83 حالة، أفاد 65 مريضًا بنقص واحد أدى إلى ظهور شكاوى، بينما وثّق آخرون تطور حالات نقص متعددة، ومن بين الحالات الـ 65، عانى المرضى من نقص في فيتامينات أ، د، النحاس، الزنك، فيتامين ب12، وحمض الفوليك، والثيامين، والسيلينيوم.
غالبًا ما يُصاب مرضى نقص فيتامين أ بأعراض عينية، مثل العشى الليلي، وتدهور البصر، وقرحة القرنية، وألم وحساسية العين، وتلقى هؤلاء المرضى فيتامين أ كمكملات غذائية فموية، أو تعويضًا عضليًا، أو تعويضًا وريديًا عن طريق التغذية الوريدية الكاملة، وعولج بعض المرضى بمرهم عيني يحتوي على فيتامين أ أو علاجات عينية أخرى.
أظهر مرضى نقص النحاس أيضًا نقصًا في فيتامين أ، والحديد، والزنك، وفيتامين د، وفيتامين ب6. أصيب هؤلاء المرضى بفشل كبدي مزمن، إلى جانب أعراض عصبية، مثل الألم العصبي، والتنمل، والضعف، وفقدان الحس، والترنح، واضطراب المشي، والسقوط، وأعراض عينية مثل فقدان البصر وعدم وضوح الرؤية، وأظهر العلاج بمكملات المغذيات الدقيقة الفموية تأثيرًا إيجابيًا على هذه النواقص.
كان لدى بعض المرضى نقص فيتامين د فقط، بينما أبلغ آخرون عن نقص فيتامينات إضافي، يُصاب هؤلاء المرضى بشكل أكثر تكرارًا بأعراض عضلية هيكلية، مثل آلام المفاصل والعظام، وضعف الحركة، وضعف العضلات، وهشاشة العظام، وفرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي، بينما يصاب مرضى نقص الزنك غالبًا بأمراض جلدية، و يُعاني مرضى نقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك من قرح حمراء متكررة، وضيق في التنفس، وإرهاق.
الوقاية من نقص الفيتامينات اللاحقة على تلك الجراحات
يعد النظام الغذائي غير المتوازن، ونقص مكملات الفيتامينات، وتأخر التشخيص، وعدم كفاية المتابعة، ونقص المعرفة الطبية، وقلة تثقيف المرضى كعوامل تُسهم في نقص الفيتامينات والآثار الصحية السلبية بعد جراحة السمنة.
وتؤكد المراجعة أن بعض حالات النقص، إذا لم تُكتشف فورًا، قد تُسبب إعاقة دائمة أو حتى الوفاة.
وللوقاية من تلك المضاعفات تظهر أهمية الكشف والتدخل المبكرين عن حالات نقص التغذية، كذلك إتباع نظام غذائى صحى والحرص على المتابعة الطبية الدورية بعد الجراحة.