النائبة سماء سليمان: ضرورة التوصل لاتفاق قانوني شامل يحقق العدالة المائية

أعربت، النائبة الدكتورة سماء سليمان، وكيلة لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ وامينة الشؤون السياسية بحزب حماة الوطن عن تقديرنا البالغ للتصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي جاءت في توقيت مهم، لتعكس تفهماً عميقاً للمخاوف المصرية المشروعة فيما يخص أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وأضافت الدكتورة سماء سليمان إلي إن ما أشار إليه الرئيس ترامب من أن المياه تمثل شريان الحياة لمصر هو توصيف دقيق وواقعي، يُعبّر عن حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن الأمن المائي المصري ليس مجرد مسألة تنموية، بل قضية وجودية ترتبط بالحياة اليومية للمواطن المصري وحقه في البقاء.
وثمنت وكيلة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ حديث الرئيس ترامب عن الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة إدارته الاولى في محاولة التوصل إلى حل سلمي وتوافقي للنزاع بين مصر والسودان وإثيوبيا. وقد كانت مصر حينها حاضرة بكل شفافية وجدية في كافة جولات التفاوض، وتعاملت بمنتهى المسؤولية، ووقعت بالفعل على المسودة التي تم إعدادها في واشنطن، في حين رفضت الحكومة الإثيوبية التوقيع، مما أجهض جهوداً دولية مهمة كانت قاب قوسين أو أدنى من النجاح.
ورأت سماء سليمان أن وصف الرئيس ترامب لتمويل السد بأنه تم بشكل ‘غبي’، والإشارة إلى خطورة تقليص حصة مصر من مياه النيل، يعكس أيضاً إدراكاً استراتيجياً لطبيعة الخلل الذي أصاب الملف، ويُسلّط الضوء على الحاجة الماسة لتحرك دولي عاجل لإعادة التوازن في المفاوضات التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن دون أن تفضي إلى اتفاق عادل وملزم قانوناً.
أعتبرت الدكتورة سماء هذه التصريحات تأكيداً جديداً على عدالة الموقف المصري، كما أنها تُحمل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، مسؤولية أخلاقية وسياسية لتفعيل دور الوساطة النزيهة والدفع نحو استئناف المفاوضات على أساس مرجعيات واضحة، تضمن عدم الإضرار بمصالح أي طرف، وتضع حداً للنهج الأحادي في إدارة ملف المياه.
وأضافت أن مصر كانت وستظل منفتحة على كل المبادرات الجادة التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكنها في ذات الوقت لن تقبل المساس بحقوقها التاريخية في نهر النيل، الذي يُعد المورد الرئيسي للمياه في ظل محدودية الموارد الأخرى. كما ترفض بشكل قاطع محاولات فرض الأمر الواقع أو استخدام السد كأداة ضغط سياسي أو اقتصادي على دولتي المصب.
ورأت أن الموقف المصري الرسمي الذي عبّر عنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عكس تقديره لتصريحات الرئيس ترامب، وما حمله من دعم واضح لرؤية مصر في هذا الملف بالغ الحساسية، وهو ما يعكس وحدة الموقف المصري على كافة المستويات، قيادةً وبرلماناً وشعباً.
وطالبت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية الإدارة الأمريكية الحالية بمواصلة ما بدأته من جهود، وعدم السماح باستمرار حالة الجمود والتعنت، وضرورة البناء على ما تحقق من تقدم خلال المفاوضات التي جرت تحت رعاية واشنطن والبنك الدولي، حتى نصل إلى اتفاق قانوني شامل يُحقق العدالة المائية ويحفظ الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.
ونوهت إلي أن أمن مصر المائي لا يمكن التهاون فيه، ونحن في السلطة التشريعية سنواصل دعم كافة الجهود السياسية والدبلوماسية التي تتبناها القيادة السياسية المصرية، كما سنظل على تواصل دائم مع شركائنا الدوليين لإيضاح أبعاد هذه القضية وطلب دعمهم في حماية الحقوق المائية لشعب مصر.
ودعت وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ المجتمع الدولي اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى أن يُدرك خطورة المساس بالأنهار الدولية، وضرورة احترام مبادئ القانون الدولي والاتفاقات التي تحفظ حقوق الدول في مواردها المائية المشتركة. فالقضية ليست فقط أزمة سياسية أو فنية، بل تمس الأمن القومي المصري، وتؤثر على استقرار إقليم بأكمله.