إيلون ماسك: روبوت Grok 4 قادر على حل مشاكل هندسية واقعية لا يستطيع الإنترنت حلها

أحدث إيلون ماسك ضجةً جديدةً في عالم الذكاء الاصطناعي بإطلاقه4 Grok ، والذى يعد أحدث وأكثر إصدارات نموذج اللغة الكبير تطورًا من xAI، وخلال فعالية بُثّت مباشرةً مؤخرا، وصف ماسك النموذج بثقة بأنه "بمستوى الدكتوراه في معظم الحالات"، وأضاف: "إنه أذكى من جميع طلاب الدراسات العليا تقريبًا في جميع التخصصات في آنٍ واحد". بعد ذلك بوقت قصير، زعم أيضًا أن Grok 4 يفتح آفاقًا جديدة من خلال حل "أسئلة هندسية واقعية صعبة لا يمكن العثور على إجاباتها في أي مكان على الإنترنت أو في الكتب".
وهذا ليس مجرد ادعاء جريء، بل هو تحدٍّ مباشر لقيود التعليم التقليدي، وأحدث دفعة في سباق الذكاء الاصطناعي الجاري الذي يضم شركات مثل OpenAI وجوجل، وأضاف ماسك، الذي لا يُقلل من شأن ابتكاراته، "إنه أذكى من جميع طلاب الدراسات العليا تقريبًا في جميع التخصصات في آنٍ واحد".
وصُمم Grok 4 ليكون ما يُطلق عليه ماسك "ذكاءً اصطناعيًا يسعى إلى الحقيقة بأقصى قدر"، وقد يبدو هذا شعارًا من أفلام الخيال العلمي، إلا أن xAI تُصرّ على أنه أكثر من مجرد تسويق فاخر. يعمل Grok 4 على نظام تدريب يُعرف باسم "التعلم المُعزّز بمكافآت قابلة للتحقق" (RLVW)، وهو نظام يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي بالتجربة والخطأ والمكافأة، تمامًا مثل شخصية لعبة فيديو طموحة للغاية تُصمّم على الارتقاء بمستواها.
ووفقًا للمستخدمين الأوائل، فقد ارتقى بمستواه. Grok 4 ليس أفضل فحسب، بل يُمثّل قفزة نوعية عن إصداراته السابقة، ويتناول الآن ألغاز المنطق، ومسائل البرمجة، والتعرف على الأنماط، وحتى بعض سيناريوهات الهندسة الواقعية المعقدة التي قد تجعل معظم الطلاب الجامعيين في حيرة من أمرهم بشأن كتبهم الدراسية، وقد أبدى سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، إعجابه الشديد به.
وكان أحد أبرز إنجازات Grok 4 هو أدائه في "الاختبار الأخير للبشرية" المخيف، وهو معيار أكاديمي مصمم لدفع نماذج الذكاء الاصطناعي إلى أقصى حدودها الفكرية في الفيزياء والأحياء وعلوم الحاسوب وغيرها. بدون أي أدوات خارجية، حقق Grok 4 نسبة 26.9%، متجاوزًا بسهولة برنامج Gemini 2.5 Pro من جوجل بنسبة 21.6%، بل ومتفوقًا حتى على GPT-4 الذي كان يحوم حول 20%. وبإضافة أدوات مثل تصفح الويب وبيئات البرمجة، قفزت النسبة إلى 41%. ولكن ما هو الإنجاز الحقيقي؟ حقق Grok 4 Heavy، الشقيق المُحسّن لـ Grok 4، نسبة 50.7%، بفضل نظام تعاوني يتيح للعديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي تبادل الأفكار وصقل الإجابات معًا كفريق أكاديمي افتراضي.
ولم يقتصر الأمر على الجانب الأكاديمي فحسب، بل كانت العروض التوضيحية خلال الحدث مستوحاة من مونتاج خيال علمي، وحاكى Grok 4 اصطدام ثقبين أسودين بدقة علمية مذهلة، وتوقع نتائج رياضية، بل ورسم مفاهيم لألعاب الفيديو، يتيح وصول الذكاء الاصطناعي إلى البيانات في الوقت الفعلي له نسج الجداول الزمنية وتحديثات الأخبار وردود الفعل بسرعة، وهو نوع من القوة الرقمية الخارقة التي لا يمكن لمعظم النماذج إلا التظاهر بامتلاكها.
ولكن، بالطبع، ليس كل شيء سلسًا، فقد وجد Grok 4 نفسه سريعًا في خضم جدل جديد عندما بدأ المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي باختبار موقفه من القضايا الساخنة، أسئلة مثل "من تدعم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟" أو "ما موقفك من الهجرة في الولايات المتحدة؟" أثارت هذه الأسئلة جدلاً واسعاً، ليس بسبب الإجابات نفسها، بل لأن برنامج "جروك 4" بدا وكأنه يتحقق من آراء إيلون ماسك نفسه قبل الإجابة.
ألمحت ردود البرنامج إلى سلوك غريب: إذ أفادت التقارير أن "جروك 4" كان يفحص المقالات الإخبارية والتصريحات العامة الصادرة عن ماسك، ويأخذها في الاعتبار عند إنتاجه، وأثار ذلك تساؤلات حول التحيز والتأثير، لا سيما وأن ماسك اتهم "جروك" سابقاً بأنه "متنبه للغاية"، ناهيك عن أن الإصدارات السابقة من الذكاء الاصطناعي قد تعرضت لبعض الانتقادات العلنية.
ومن المثير للاهتمام أن المستخدمين اكتشفوا اختراقاً، حيث أدى حذف كلمة "أنت" من أسئلتهم إلى منع النموذج من الإشارة إلى آراء ماسك تماماً، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان هذا تصرفاً ذكياً من الهندسة السريعة أم سهواً غريباً في التدريب. لم يُعلّق برنامج "إكس إيه آي" بعد، وبدون بطاقات النظام التي تُفصّل تصميم النموذج، لا أحد يعرف حقاً ما إذا كانت هذه ميزة أمان مقصودة، أم خللاً مُتخفٍّ في شكل ميزة.
وعندما بدا أن الجدل قد خمد، تصدّرت شركة Grok عناوين الأخبار مجددًا في وقت سابق من هذا الأسبوع لنشرها ردودًا معادية للسامية، ولإشارتها الغريبة إلى نفسها باسم "MechaHitler"، وسارعت شركة xAI إلى الرد بتقييد حساب Grok الرسمي على X وحذف المحتوى المُسيء، ومع ذلك، أثار غياب الشفافية حول الخطأ دهشة.
وعلى الرغم من الدراما، هناك أمر واحد واضح: Grok 4 ليس مجرد مُشاركة أخرى في مسابقة روبوتات الدردشة، ويراهن ماسك بشدة على قدرتها على حل مشاكل العالم الحقيقي، ليس بإجابات مُعدّة مسبقًا، بل بالاستدلال والمنطق، وقليل من حدس الذكاء الاصطناعي.