بوابة الدولة
الأربعاء 1 مايو 2024 06:23 مـ 22 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمد المصرى يكتب : دماء فى البهو الفرعونى

الكاتب الصحفى محمد المصرى
الكاتب الصحفى محمد المصرى

أظن أن العديد من شبابنا لا تعرف لماذا أطلق رجال ثورة يوليو 1952 أسم الشهيد “ د. أحمد ماهر” على المستشفى التى تقع حاليا َفى شارع بورسعيد بجوار مسجد سيدتنا الطاهرة السيدة زينب حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عامين من قيام الثورة .. وذلك لعلاج المواطنين الغلابة ?.

فقد كان أحمد ماهر أحد رجال مصر المخلصين فى العهد الملكى .. وتولى رئاسة مجلس النواب مرتين فى الفترة من يونيه 1936 وحتى عام 1942 .. ثم تولى رئاسة الوزراء..

وقد شهد البهوالفرعونى فى البرلمان المصرى .. والذى يعتبر استراحة النواب اغتيال أحمد ماهر باشا وسالت دماؤه فى مساء السبت 24 فبراير 1945 وبالتحديد فى الساعة السابعة و45 دقيقة .. حينما كان متوجها إلى مجلس الشيوخ بعد حضوره الجلسة السرية التى عقدها مجلس النواب لمناقشة ضرورة أن تعلن مصر الحرب على المحور بزعامة المانيا .. وأن نقف إلى جانب الحلفاء وحضر د.أحمد ماهر إلى البرلمان للدفاع عن هذا القرار الذى اتخذته الحكومة..وأن يأخذ رأى البرلمان فى هذا القرار حتى لا تكون الحكومة منفردة بهذالقرار الخطير ..

واستطاع بقوه منطقه وحنكته وحجته السياسية أن ينتزع موافقة مجلس النواب على هذا القرار من أجل مصلحة مصر العليا رغم أن هذه الحرب كانت حربا دفاعية، و لا تقتضى دستوريا موافقة البرلمان مسبقا .. “وأن الحكومة قد رأت أن تعرض الأمر على حضرات النواب قبل أن تستصدر المرسوم الملكى بدخول الحرب حتى يبدوا الرأى ، وأنهم مدركون تمام الإدراك المسئولية الملقاه على عاتقكم نحو بلادكم أولا وقبل كل شيء "على حد قوله . وكان بالطبع يقصد الغمز واللمز على حزب الوفد الذى أقيل من الحكم قبل عام.. وكان الوفد يشن حملة ضارية على الحكومة السعيدية

!.. وبعد أن خرج د.أحمد ماهر من قاعة مجلس النواب متوجها إلى مجلس الشيوخ ..كان الصحفيون يجلسون فى البهو الفرعونى حتى يستطيعون مقابلته عند مروره من البهو الفرعونى .. والتف الصحفيون والمصورون حوله ، وتقدم منه أحد الشباب فظن رئيس الوزراء أن هذا الشاب يريد أن يصافحه فمد له يده ليسلم عليه، ولكن هذا الشاب غدر به وسرعان ما أخرج من طيات ملابسه مسدسا وصوبه نحو د.أحمد ماهرباشا وعاجله بثلاث رصاصات قاتله .. سقط على اثرها صريعاعلى أرض البهو وسط دهشة الحاضرين كما اطلق رصاصتين على أحد النواب، ورصاصة أخرى على أحد الضباط من حرس المجلس .. و سقط د.ماهر باشا مضرجا فى دمائه .. وتمت السيطرة على الشاب والقبض عليه .

وكشفت التحقيقات الأوليه انه يعمل بالمحاماه ويدعى محمود العيسوى " 30 سنة " و كان يعد رسالة للحصول على الدكتوراه فى القانون، وانه عضوا فى الحزب الوطنى ..والغريب انه لم يستمع

إلى مبررات رئيس الوزراء د.أحمد ماهرفى إعلانه الحرب على المحور لإن الجلسة كانت سرية كما قلت ..وأن العيسوى كان يجلس فى البهو الفرعونى مندساً بين الصحفيين .. ويبدو أنه كان مصمماً على قتل رئيس الوزراء فى كل الحالات وفى كل الظروف .. وتم تقديمه إلى المحاكمة التى حكمت عليه بالإعدام ..وكانت جريمته من أشهرجرائم الإغتيالات السياسة فى مصر .

وعندما نعود إلى مسرح الجريمة - البهو الفرعونى - نجد أن كل الجهود التى بذلت لإنقاذ حياة د.ماهر من هذه الرصاصات القاتلة .. قد باءت بالفشل، وفاضت روحه إلى ربه سبحانه وتعإلى بعد 15 دقيقة من إطلاق رصاصات الغدر عليه ..وتم نقل جثمانه إلى منزله فى حى حدائق القبة ..وعندما علم الملك فاروق بخبر الإغتيال ذهب أولا إلى مبنى البرلمان ليتابع حالة د.ماهرعن قرب ، ولكن لم يجده ..فقررالذهاب إلى منزله ليلقى عليه النظرة الأخيرة.. ووصفه بانه كان رجلاً عظيماً .

وتم تشييع جنازته إلى مقره الأخير فى جنازة عسكرية مهيبة ..وحزنت عليه مصر كلها فقد كان رحمه الله من المصريين الوطنين الذين كانوا يغارون على مصلحة الوطن وأحد ثوار ثورة 1919 .وقد انتقل إلى جوار ربه سبحانه وتعإلى عن عمر يناهز 57 عاما ..فقد كان من مواليد حى العباسية بشرق القاهرة فى 30 مايو1888م .

وأعلنت وزارة النقراشى باشا وقائع الجلسة السرية فى مجلس النواب .. وادانت هذا العمل ألإرهابى الخسيس .. ووصفت هذا الإغتيال بأنه عملا عدائيا ضد الدستور و النظام العام .. وضد بريطانيا التى كانت تقترب مع الحلفاء من النصر النهائى ودخول برلين عاصمة المانيا .

وكان د. أحمد ماهر يختلف مع الأحزاب الأخرى " الوفد و الحزب الوطنى " والـتى كانت تشن هجوما ضاريا وحملة شرسه على الوزارة الإتلافية برئاسة د. أحمد ماهر وكانت تتكون من السعديين المنشقين عن حزب الوفد كما ضم الإئتلاف حزب الأحرار الدستوريين والذى كان مدعوما دائما من السراى !

وكانت الخريطة البرلمانية فى ذلك الوقت تتكون من السعديين الذين كانو يحتلون 47 %من مقاعد مجلس النواب والدستويين 28% والكتلة الزفدية 11% وااحزب الوطنى القديم 2.5% وباقى الأعضاء من المستقلين . وقد حزنت مصر كلها لهذه الجريمة التى تمت فى البرلمان المصرى ..سواء كانوا من المؤيدين أو المعارضين له..ويكفى أن نعرف ان الحزب الذى كان ينضم اليه العيسوى وهو الحزب الوطنى لم يرحب ولم يوافق على هذا الإغتيال السياسى الذى نفذه بفرده ولم يستشر أحدا كما قال فى إعترافاته .

فقد كان العيسوى على إقتناع تام أن الوطنية الحقيقية هى الوقوف بجانب دول المحور ومساندتهم ..وليس الوقوف بجوارالإنجليز وحلفائها والتعاون معهم لانهم أحد أسباب معانة الوطن .. ولكن العيسوى لم يكن يعرف الوعود التى حصل عليها د.ماهر من الإنجليزأن مصرلن تدخل الحرب فعليا قبل أن تغتاله رصاصات الغدرالعيسوية .رحمه الله .

كاتب المقال الكاتب الصحفى محمد المصرى مدير تحرير مجلة أكتوبر السابق

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى01 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.8186 47.9186
يورو 51.0224 51.1339
جنيه إسترلينى 59.6489 59.7976
فرنك سويسرى 51.9372 52.0515
100 ين يابانى 30.2841 30.3493
ريال سعودى 12.7496 12.7769
دينار كويتى 155.1292 155.5293
درهم اماراتى 13.0175 13.0483
اليوان الصينى 6.6029 6.6185

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,491 شراء 3,514
عيار 22 بيع 3,200 شراء 3,221
عيار 21 بيع 3,055 شراء 3,075
عيار 18 بيع 2,619 شراء 2,636
الاونصة بيع 108,583 شراء 109,294
الجنيه الذهب بيع 24,440 شراء 24,600
الكيلو بيع 3,491,429 شراء 3,514,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى