بوابة الدولة
الأحد 21 سبتمبر 2025 10:00 صـ 28 ربيع أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمد المصرى يكتب : دماء فى البهو الفرعونى

الكاتب الصحفى محمد المصرى
الكاتب الصحفى محمد المصرى

أظن أن العديد من شبابنا لا تعرف لماذا أطلق رجال ثورة يوليو 1952 أسم الشهيد “ د. أحمد ماهر” على المستشفى التى تقع حاليا َفى شارع بورسعيد بجوار مسجد سيدتنا الطاهرة السيدة زينب حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عامين من قيام الثورة .. وذلك لعلاج المواطنين الغلابة ?.

فقد كان أحمد ماهر أحد رجال مصر المخلصين فى العهد الملكى .. وتولى رئاسة مجلس النواب مرتين فى الفترة من يونيه 1936 وحتى عام 1942 .. ثم تولى رئاسة الوزراء..

وقد شهد البهوالفرعونى فى البرلمان المصرى .. والذى يعتبر استراحة النواب اغتيال أحمد ماهر باشا وسالت دماؤه فى مساء السبت 24 فبراير 1945 وبالتحديد فى الساعة السابعة و45 دقيقة .. حينما كان متوجها إلى مجلس الشيوخ بعد حضوره الجلسة السرية التى عقدها مجلس النواب لمناقشة ضرورة أن تعلن مصر الحرب على المحور بزعامة المانيا .. وأن نقف إلى جانب الحلفاء وحضر د.أحمد ماهر إلى البرلمان للدفاع عن هذا القرار الذى اتخذته الحكومة..وأن يأخذ رأى البرلمان فى هذا القرار حتى لا تكون الحكومة منفردة بهذالقرار الخطير ..

واستطاع بقوه منطقه وحنكته وحجته السياسية أن ينتزع موافقة مجلس النواب على هذا القرار من أجل مصلحة مصر العليا رغم أن هذه الحرب كانت حربا دفاعية، و لا تقتضى دستوريا موافقة البرلمان مسبقا .. “وأن الحكومة قد رأت أن تعرض الأمر على حضرات النواب قبل أن تستصدر المرسوم الملكى بدخول الحرب حتى يبدوا الرأى ، وأنهم مدركون تمام الإدراك المسئولية الملقاه على عاتقكم نحو بلادكم أولا وقبل كل شيء "على حد قوله . وكان بالطبع يقصد الغمز واللمز على حزب الوفد الذى أقيل من الحكم قبل عام.. وكان الوفد يشن حملة ضارية على الحكومة السعيدية

!.. وبعد أن خرج د.أحمد ماهر من قاعة مجلس النواب متوجها إلى مجلس الشيوخ ..كان الصحفيون يجلسون فى البهو الفرعونى حتى يستطيعون مقابلته عند مروره من البهو الفرعونى .. والتف الصحفيون والمصورون حوله ، وتقدم منه أحد الشباب فظن رئيس الوزراء أن هذا الشاب يريد أن يصافحه فمد له يده ليسلم عليه، ولكن هذا الشاب غدر به وسرعان ما أخرج من طيات ملابسه مسدسا وصوبه نحو د.أحمد ماهرباشا وعاجله بثلاث رصاصات قاتله .. سقط على اثرها صريعاعلى أرض البهو وسط دهشة الحاضرين كما اطلق رصاصتين على أحد النواب، ورصاصة أخرى على أحد الضباط من حرس المجلس .. و سقط د.ماهر باشا مضرجا فى دمائه .. وتمت السيطرة على الشاب والقبض عليه .

وكشفت التحقيقات الأوليه انه يعمل بالمحاماه ويدعى محمود العيسوى " 30 سنة " و كان يعد رسالة للحصول على الدكتوراه فى القانون، وانه عضوا فى الحزب الوطنى ..والغريب انه لم يستمع

إلى مبررات رئيس الوزراء د.أحمد ماهرفى إعلانه الحرب على المحور لإن الجلسة كانت سرية كما قلت ..وأن العيسوى كان يجلس فى البهو الفرعونى مندساً بين الصحفيين .. ويبدو أنه كان مصمماً على قتل رئيس الوزراء فى كل الحالات وفى كل الظروف .. وتم تقديمه إلى المحاكمة التى حكمت عليه بالإعدام ..وكانت جريمته من أشهرجرائم الإغتيالات السياسة فى مصر .

وعندما نعود إلى مسرح الجريمة - البهو الفرعونى - نجد أن كل الجهود التى بذلت لإنقاذ حياة د.ماهر من هذه الرصاصات القاتلة .. قد باءت بالفشل، وفاضت روحه إلى ربه سبحانه وتعإلى بعد 15 دقيقة من إطلاق رصاصات الغدر عليه ..وتم نقل جثمانه إلى منزله فى حى حدائق القبة ..وعندما علم الملك فاروق بخبر الإغتيال ذهب أولا إلى مبنى البرلمان ليتابع حالة د.ماهرعن قرب ، ولكن لم يجده ..فقررالذهاب إلى منزله ليلقى عليه النظرة الأخيرة.. ووصفه بانه كان رجلاً عظيماً .

وتم تشييع جنازته إلى مقره الأخير فى جنازة عسكرية مهيبة ..وحزنت عليه مصر كلها فقد كان رحمه الله من المصريين الوطنين الذين كانوا يغارون على مصلحة الوطن وأحد ثوار ثورة 1919 .وقد انتقل إلى جوار ربه سبحانه وتعإلى عن عمر يناهز 57 عاما ..فقد كان من مواليد حى العباسية بشرق القاهرة فى 30 مايو1888م .

وأعلنت وزارة النقراشى باشا وقائع الجلسة السرية فى مجلس النواب .. وادانت هذا العمل ألإرهابى الخسيس .. ووصفت هذا الإغتيال بأنه عملا عدائيا ضد الدستور و النظام العام .. وضد بريطانيا التى كانت تقترب مع الحلفاء من النصر النهائى ودخول برلين عاصمة المانيا .

وكان د. أحمد ماهر يختلف مع الأحزاب الأخرى " الوفد و الحزب الوطنى " والـتى كانت تشن هجوما ضاريا وحملة شرسه على الوزارة الإتلافية برئاسة د. أحمد ماهر وكانت تتكون من السعديين المنشقين عن حزب الوفد كما ضم الإئتلاف حزب الأحرار الدستوريين والذى كان مدعوما دائما من السراى !

وكانت الخريطة البرلمانية فى ذلك الوقت تتكون من السعديين الذين كانو يحتلون 47 %من مقاعد مجلس النواب والدستويين 28% والكتلة الزفدية 11% وااحزب الوطنى القديم 2.5% وباقى الأعضاء من المستقلين . وقد حزنت مصر كلها لهذه الجريمة التى تمت فى البرلمان المصرى ..سواء كانوا من المؤيدين أو المعارضين له..ويكفى أن نعرف ان الحزب الذى كان ينضم اليه العيسوى وهو الحزب الوطنى لم يرحب ولم يوافق على هذا الإغتيال السياسى الذى نفذه بفرده ولم يستشر أحدا كما قال فى إعترافاته .

فقد كان العيسوى على إقتناع تام أن الوطنية الحقيقية هى الوقوف بجانب دول المحور ومساندتهم ..وليس الوقوف بجوارالإنجليز وحلفائها والتعاون معهم لانهم أحد أسباب معانة الوطن .. ولكن العيسوى لم يكن يعرف الوعود التى حصل عليها د.ماهر من الإنجليزأن مصرلن تدخل الحرب فعليا قبل أن تغتاله رصاصات الغدرالعيسوية .رحمه الله .

كاتب المقال الكاتب الصحفى محمد المصرى مدير تحرير مجلة أكتوبر السابق

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى18 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.1459 48.2459
يورو 56.9614 57.0894
جنيه إسترلينى 65.6084 65.7736
فرنك سويسرى 61.0446 61.2102
100 ين يابانى 32.6812 32.7513
ريال سعودى 12.8362 12.8635
دينار كويتى 157.8140 158.1728
درهم اماراتى 13.1073 13.1360
اليوان الصينى 6.7761 6.7903

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5686 جنيه 5663 جنيه $118.48
سعر ذهب 22 5212 جنيه 5191 جنيه $108.60
سعر ذهب 21 4975 جنيه 4955 جنيه $103.67
سعر ذهب 18 4264 جنيه 4247 جنيه $88.86
سعر ذهب 14 3317 جنيه 3303 جنيه $69.11
سعر ذهب 12 2843 جنيه 2831 جنيه $59.24
سعر الأونصة 176846 جنيه 176135 جنيه $3685.01
الجنيه الذهب 39800 جنيه 39640 جنيه $829.33
الأونصة بالدولار 3685.01 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى