بوابة الدولة
الجمعة 19 أبريل 2024 01:49 مـ 10 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

رضا جنيدى تكتب زوجي الحبيب، رحيلك يُسعدني !

رضا جنيدى
رضا جنيدى

بعض النفوس تفهم الحب بشكل مغلوط؛ تحب فيملأ الحب حياتها قبحاً وتعاسة بدلاً من أن يملأ حياتها جمالاً وسعادة!

تتنازل عن كل شيء فتعيش بالذل والهوان، وتظن أنها بذلك تصون الحب، وتصنع بيتاً يعمه الاستقرار والأمان!

هكذا فهمَتِ الحب، أحبتْ زوجها حتى غرقتْ في بحر حبه، فما عادت تفرق بين الحب والاستعباد، وما عادت تفرق بين الرجولة والاستبداد.

ما رأت من زوجها غير القسوة والظلم، أما السعادة فكانت لحظات. كانت كفتات يُلقيه غنى على بلدة تعيش منذ شهور في أحضان المجاعات.

كانت تحاول إرضاءه، وتضحي بكل ما تستطيعه حتى لو كانت هذه التضحيات على حساب دينها! يطلب منها أن تتنازل عن زيها الشرعي؛ فتستجيب إرضاء وحباً له، ورغبة في امتلاك قلبه!

يُعجبه أن تتزين حين يصحبها إلى الخارج؛ فتستجيب علَّ قلبه يتعلق بها كما سيطر عليها حبه!

يُعجبه أن تخالط الرجال، وأن تتبسط مع زملائه في الكلام فتفعل من أجل إرضائه، وتجنباً لغضبه!

تنازلت حتى نسيت ما كانت عليه منذ الصغر مِن تقوى وعبادات وطاعات.

كانت تبذل الكثير من أجله، تنسى نفسها ولا تتذكر أيًّا من احتياجاتها، تُرضيها نظرة رضا من زوج عبوس لا يرضيه ما تبذله من تضحيات، وتسعدها كلمة حلوة من لسان لا ينطق إلا بالتوبيخ والنقد والتعليق على أبسط الهفوات.

لم يكن يرى فيها إلا القبح، ولم يكن ينعتها سوى بأبشع الصفات، إلى أن جاء اليوم الذي ثارت فيه ثائرته، فأطلق في وجهها صواريخه الهادمة للذات، ووصفها بأنها لا تنتمي لعالم النساء، ثم انهال عليها ضرباً وقذفها بالحذاء، وأخبرها أنه سيتزوج عليها مَنْ هي أفضل منها ومَنْ تنتمي بالفعل لعالم النساء،هجر البيت ورحل؛ فسقطت فريسة للحزن والاكتئاب، لم تعد قادرة على مراعاة شؤون صغارها، ولم يعد بإمكانها أن ترى بعينيها أي لون إيجابي للحياة.

ودت لو عاد إليها لترتمي تحت قدميه معتذرة له عن ذنب لم تقترفه، راجية أن يظل معها ولكنها لا تدري أين هو الآن.

جاءتني تقص عليَّ ما حدث .. تعجبتُ لحالها وقلت لها: لمَ هذا الذل والهوان؟

قالت: أحبه ولا أستطيع التخلي عنه مهما فعل، ومهما أذاقني كؤوس العذاب، ومهما أذل قلبي وجعلنى أعيش الحياة وكأنها لوحة قاتمة السواد؟

قلت لها:

امتلك حبه قلبَك؛ فضحيتِ بحب الله عز وجل من أجله، أنساكِ أن حب الله يجب أن يكون مُقدما على أي حب، وأن طاعة الله يجب أن تكون مُقدمة على أي طاعة.

أنساك ما افترضه الله عليكِ وما نهاك عنه، فاستحللتِ ما حرمه الله؛ فسُلط عليكِ بسبب ذنوبك واجتراءك على شرع الله.

قالت: أعرف ما تقولين، ولقد كان نتيجة ذلك أن صارت النفس مثقلة بالغم، والقلب مُغلف بسحائب الهم، فما عاد القلب قادرا على التعبد بصفاء، وما عادت النفس تشعر بأي ارتواء.

قلت لها: حرري قلبك من عبوديته لغير الله تأتيك السعادة راغمة وتعيشين حياة مفعمة بالهناء.

إن كنتِ جائعة للحب فللحب منابع عدة يمكنك الارتواء منها؛ فابحثي لنفسك عن منابع أخرى مشروعة تمنحك الإحساس بطعم الحياة.

أعيدي رونق وبريق إيمانك الذي غطاه الثرى منذ سنوات. صفِّي قلبك وطهريه من الران الذي أحاط به، ورديه إلى خالقه وهو مخبت أواب.

اهربي من كل ما يبعدك عن ربك؛ يُقرب الله إليك ما يُسعد قلبك، ويحييه في سعادة وهناء.

إياك أن ترضي بالذل والهوان من أجل كلمة حب من إنسان لا يتقي الله ولا يعرف غير سلوك الجبابرة الطغاة.

لقد كرمك ربك، وأمر من يتعامل معك بأن يتعامل برفق وإحسان؛ فلا ترضي بغير ما ارتضاه لك الله بديلاً، ولا تجعلي قلبك لغير الله عبدا ذليلاً.

ضعي دوماً نصب عينيك أنَّ الحب الحقيقي هو ذلك الحب الذي يقربك للجنة ويجعلك أكثر طاعة لله.

الحب الحقيقي أنْ تُبنى حياتك مع محبوبك على أعمدة الاستسلام لأوامر الله.

إن كان زوجك تركك ورحل وهو مَنْ يُبعدك عن ربك ويجعلك تتجرئين على انتهاك حدوده فأهلا بهذا الرحيل، وأهلاً بحياة بلا زوج يحارب شرع الله.

عودي بقلبك إلى الله ولا تجعلي شغلك الشاغل حالياً كيف تُعيدين زوجك إلى حياتك من جديد، بل اجعلي شغلك الشاغل كيف تعيدين قلبك إلى صفائه وكيف تُفرغينه لله.

وأنت في طريق كفاحك لاسترداد قلبك تذكري القاعدة السابعة من قواعد وفنون الحب في الإسلام:

تذكري أنَّ القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأننا حين نتقي الله يسخر لنا قلوب عباده، وحين نعصيه يصبح ما نعصيه بسببه هو أكثر ما يشقينا في هذه الحياة.

تذكري أن الحب الحقيقي هو ما يقربك لله لا ما يبعدك عنه، وأن الحب الحقيقي هو ما يمنحك الإحساس بآدميتك لا ما يسلب منك كرامتك وإنسانيتك ويجعلك في مصاف المذلولين لغير الله.


أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى18 أبريل 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.2834 48.3834
يورو 51.4846 51.6106
جنيه إسترلينى 60.1080 60.2470
فرنك سويسرى 53.0471 53.1803
100 ين يابانى 31.2615 31.3283
ريال سعودى 12.8711 12.8985
دينار كويتى 156.5661 156.9922
درهم اماراتى 13.1462 13.1742
اليوان الصينى 6.6705 6.6850

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,691 شراء 3,726
عيار 22 بيع 3,384 شراء 3,415
عيار 21 بيع 3,230 شراء 3,260
عيار 18 بيع 2,769 شراء 2,794
الاونصة بيع 114,803 شراء 115,870
الجنيه الذهب بيع 25,840 شراء 26,080
الكيلو بيع 3,691,429 شراء 3,725,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى