بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : احذروا غضب الصحفيين .. بدل التكنولوجيا ليس هبة من أحد!

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

ما تفعله وزارة المالية ليس مجرد خطأ إداري أو تأخير بيروقراطي،ما يحدث هو تمييز صارخ، واستفزاز فج، وعبث بالنار، فالوزارة أرسلت بالفعل بدل التكنولوجيا إلى الصحف القومية منذ يوم الاثنين الماضى ، لكنها حتى الآن تتعمد التلكؤ والتأخير في إرسال نفس البدل إلى الصحف الحزبية والمستقلة، وكأن صحفيي هذه المؤسسات لا يستحقون الحياة، أو كأنهم خارج التغطية الصحفية والإنسانية والدستورية!

ما الفارق بين صحفي القومية وصحفي المستقلة أو الحزبية؟ أليسوا جميعًا أعضاءً في نقابة واحدة؟ أليسوا جميعًا يمارسون نفس المهنة، ويتحمّلون نفس المعاناة، ويواجهون نفس المصاعب؟ لماذا تصرّ وزارة المالية على اتباع سياسة "التمييز الطبقي" ، في الصرف ؟ ولماذا هذا التجاهل المتعمّد لأناس أصبح البدل الزهيد بالنسبة لهم بمثابة "راتب حياة " ، بعد أن توقفت صحفهم عن الصدور؟

مئات الصحفيين من الصحف الحزبية والمستقلة يعيشون على هذا البدل، ينفقون منه على إيجار السكن، وفواتير الكهرباء، وشراء الدواء، بل إن البعض لا يجد ما يسد به رمقه سوى " العيش التمويني " ، ووجبة الفول التي أصبحت الغذاء اليومي صباحًا ومساءً! هل هذا ما يستحقه من قضى عمره في خدمة الكلمة ومواجهة الفساد؟

أن صرف الوزارة البدل لفئة، وتتأخر في صرفه لفئة أخرى، دون سبب واضح أو مبرر قانوني، فهذا تمييز فاضح، وضرب للدستور بعرض الحائط، وللاسف نحن أمام وزارة تحترف الكيل بمكيالين، وتصر على إشعال نار الفتنة داخل الوسط الصحفي.

والأدهى من كل ذلك، أن نقابة الصحفيين تلتزم صمتًا غريبًا، وكأن الأمر لا يعنيها! لا بيان، لا احتجاج، لا تصعيد، فقط صمت مخزٍ، وكأن النقابة تخلّت عن أبسط أدوارها في الدفاع عن حقوق أعضائها.

متى تنفجر الأزمة؟ هل تنتظر الوزارة اعتصامات في النقابة؟ هل تنتظرون تصعيدًا غاضبًا في الشارع؟ بدل التكنولوجيا ليس منّة من أحد، بل حق قانوني ومهني واجتماعي، واللعب به هو لعب بالنار، ونُحذِّر غضب الصحفيين إذا اشتعل، فلن تُجدي معه بيانات التهدئة، ولن يُسكته الصمت النقابي، ولا المراوغات الحكومية.

كفى عبثًا، كفى استهزاءً، كفى تمييزًا، نحن أمام لحظة فاصلة،إما العدالة للجميع، أو الغضب للجميع.