بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. رفقا بالقوارير

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

أيها الرجل لا يمكن أن تتعامل مع الانثى مثل " الرجل الالى " ، تنفى عنها أنوثتها ورقتها ، وعذوبتها ،وإنسانيتها وضعفها ، وإنها شقيقة الروح، وأنس الحياة وبهجة العمر وأية الجمال .

لماذا تنظر المجتمعات الشرقية الي دلع المرأة من الأساس علي أنه تهمة أو موضع انتقاد، أليس من حق هذا الكائن الجميل أن يتدلل ويدلل؟!، هل يستطيع الرجل إنكار أن المرأة هي مستودع الحنان وكتلة الإحساس المرهف الذي يملأ حياته؟، فهل يعد الدلال صفة منبوذة عند كائن شفاف رقيق ينشر الحب ألوانا في كل الدنيا؟ أنا لا أدافع عن المرأة بقدر ما أحاول تصحيح مفهوم خاطئ لدي كثيرين حول تكوينها النفسي والعاطفي والجسدي أيضا، فالمرأة بالفعل تواجه اتهام الدلع في مختلف مراحلها العمرية منذ نعومة أظفارها، فحينما تكون صغيرة قد يؤنبها والداها لكثرة دلعها الذي يعكسه مثلا طلباتها المتكررة، أو بكاؤها المستمر لأبسط الأسباب، أو تواجه هذه التهمة لأي أسباب أخري قد تتعلق بطبيعة شخصيتها، علي الرغم أن الآباء هم غالبا ما يزرعون في بناتهم طبيعة الدلع بحبهم الشديد لهن وتنفيذ طلباتهن مهما بلغت.

وفي فترة مراهقة الفتاة وشبابها أيضا تظل هذه التهمة ملتصقة بها، وليس هذا كل الأمر، فحتي بعدما تتزوج المرأة يتضرر زوجها مما يطلق عليه هو دلع ماسخ ، بل أن الأم حين تخطب لابنها تتوسم في عروسه ألا تكون دلوعة ! علي اعتبار أن الدلع أحد عيوبها!!.

ومثلما أرجعت الدراسة أن تمايل المرأة في مشيتها ليس بقصد الدلع المتعمد، فإنني أؤكد أيضا أن الدلع الذي قد تظهره المرأة في تصرفاتها أو أسلوب حديثها أو في حياتها بأكملها ليس بالضرورة عن عمد منها، بل هو انعكاس طبيعي لتكوينها النفسي والعاطفي الناعم، الممتلئ بالمشاعر الفياضة، بل قد يكون دلع المرأة تعبيرا تلقائيا عن شعورها بنفسها كأنثي رقيقة حالمة تتميز عن الرجل بقلب ينبض أكثر حبا وأكبر حنانا.. فرفقا بالقوارير...

أيها الرجال إن معاملة النساء لها طبيعة خاصة، فإذا عرفتهن كسبتهن وملكتم قلوبهن، السيدة بطبيعتها ضعيفة وهذا ليس ذما بل هذه خصلة محمودة ومرغوبة فيها، والجانب المحمود في ضعفها يتمثل في ضعف القلب والعاطفة بمعنى رقَّة المشاعر وهدوء الطباع وهو لا شك أمر محمود عند النساء "كل النساء" وكلما زاد - دون إفراط - كان ألطف وأجمل.

كثيرون هم من استطاعوا أن يخطفوا قلوب النساء، ولكن قليلا من بين هؤلاء من استطاع أن يكرمهن ويحترمهن ويقدرهن ويوقرهن.. وقديما قال الشاعر الطفيل الغنوي:

أقول استوصوا بالنساء خيرا، هذة كانت هذه وصية الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع، حيث كان يخاطب الآلاف من أمته، فتفردت المرأة بجزء خاص من خطبته –صل الله عليه وسلم- فالنبى يُقَدِّر الضعف في النساء، فحرص على حمايتهنَّ من الأذى الجسدي أو المعنوي، وأظهر رحمته بهنَّ بأكثر من طريقة، فقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".

الم يقرأ بعض المثقفين قول المستشرق أندريه سرفيه في كتابه (الإسلام ونفسية المسلمين) من أراد أن يتحقق من عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء”..

رفقا بالقوارير يارجال الم تعلموا أن القارورة المصنوعة من الزجاج لا بد من التعامل معها برفق ولين حتي لاتنكسر،فالمرأة إنسانة ذات مشاعر قد تسعدها الإبتسامة واليد الحانية والكلمات الرقيقة , فالمال لايعيد كرامة إمرأة اذا أُهينت وانُتهكت حقوقها.

وحذرنا الرسول الله من كراهية النساء مهما صدر منهن من سوء تصرف أوخُلق فيقول: "لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"، أي لا يبغض الرجل المرأة.

وبالرغم من ذلك فمازال البعض فى المجتمع، يقسو على القوارير و ينال من حقوقهن مازلن النساء يتعرضن للعنف كبارا وصغارا و احيانا يعاقبن بأنوثتهن بالحرمان من حقهن فى التعليم والميراث عن عمد و بدون وجه حق ,وبالرغم من ترسانة القوانين التي شُرعت من أجل حماية المرأة وكثرة الحملات التى تناهض العنف و الجمعيات التي تهتم بقضايا المرأة وتطالب بحقوقهن. مازال الانتهاك لحقوقهن مستمرا فرفقا بالقوارير أيها الرجال .

نحن بحاجة للتعامل مع المرأة بذوق عال، وأسلوبٍ بسيط، هي لا تحب الغني، ولا تعجب بالوسيم، ولا تريد قَصْرٍ مُنيف؛ تريد من يشعرها بالسكينة والطمأنينة، والدفء هو ما تحتاجه المرأة سواء في العلاقات، المشاعر، الأزمات التي تمر بها، وضعها البيولوجي، هي لا تريد غير قلبٍ يحتفظُ بها ويرعاها؛ يُشعرها بكينونتِها وأنّها ملكة في نظرِحبيبها ،أو زوجِها. تريد من يكن لها أباً وأماً وأخاً وصديقاً وسنداً، وتعشق من يحترم عقلها وكيانها.

مقالات قد تهمك:-

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. رسالتى الى وزير المالية القرارات الخاطئة تاريخ مـن الندم أضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب رسالتى لاعضاء مجلس نقابة الصحفيين ..أعيدوا البسمة للصحفيين .. لا للفتنة أضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. هل أخطأ الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب السابق؟!أضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب.. أقول للنواب أتقوا الله فى ملاك الوحدات السكنية القديمة اضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب ..فوضى المواقع الالكترونية أضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. رسالة الى مجلس الشيوخ ناقشوا قضية الوعى أضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب ..لمسة وفاء من الرئيس اضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. إنتكاسة الصحافة البرلمانية اضغط هنا

الكاتب الصحفي صالح شلبي.. يكتب.. في بلاط صاحبة الجلالة كانوا وأصبحنا​​​​​​ أضغط هنا

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب الفنان الكبير هانى شاكر نحن معك

الكاتب الصحفى ”صالح شلبى ” يكتب نفادى وذاكرة البرلمان

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. ذكرى العام الأول على مذبحة المحررين البرلمانيين اضغط هنا

كاتب المقال الكاتب الصحفى صالح شلبى رئيس مجلس أدارة ورئيس تحرير موقع وقناة بوابة الدولة الاخبارية ونائب رئيس شعبة المحرريين البرلمانين بمجلسى النواب والشيوخ.

.