بوابة الدولة
الجمعة 12 ديسمبر 2025 04:37 مـ 21 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
محافظ أسيوط يزور الطفل ”زياد” خلال إجرائه فحوصات طبية بالعيادة المركزية جلسة شعرية بمهرجان الوادي الجديد الدولي للرياضات التراثية والصحراوية والفنون محافظ أسيوط يهنئ أبطال الموهبة بحصد فضيتين وبرونزية في بطولة الجمهورية محافظ أسيوط: حملات مكبرة لإزالة الإشغالات وتعديات الباعة الجائلين حقيقة الصورة المنسوبة للداخلية على مواقع التواصل الاجتماعي مؤتمر نادي القصة الحادي عشر بمكتبة مصر العامة منصة لتنمية المواهب الأدبية ضبط 45 طن لحوم فاسدة ومذبوحة خارج المجازر بالجيزة خلافات زوجية تتحول لمشاجرة بالشرقية.. الداخلية تكشف التفاصيل محافظ الشرقية:تكثيف برامج التدريب وتوفير مشروعات وفرص عمل لتمكين الشباب محافظ أسيوط يعلن انطلاق قافلة ”مصر في عيونا” لمكافحة مسببات العمى وضعف محافظ الشرقية:تكثيف برامج التدريب وتوفير مشروعات وفرص عمل لتمكين الشباب محافظ أسيوط: تعاون جديد مع المؤسسة الوطنية الهندية للصناعات الصغيرة

أمين الزاوي يكتب .. كتاب واحد وثلاثة كتاب عرب عالميين في 14 قرنا من الكتابة!

 أمين الزاوي الأديب والمفكر الجزائري
أمين الزاوي الأديب والمفكر الجزائري

علينا أن نعيد النظر في مفاهيم لغتنا النقدية في الإعلام والجامعة ووسائل التواصل (أ ف ب)

يستعمل مصطلح "الكاتب العالمي" في الثقافة الأدبية والإعلامية العربية، وحتى الأكاديمية، بشكل فج ومغلوط ومخلوط.

فهناك كاتب لم تتجاوز نصوصه، قراءة، حدود قريته أو "دشرته" أو مدينته، ونسمع ونقرأ أوصافاً تُلصق باسمه تشبه تلك التي تستعمل في حق كتّاب عبروا القارات واللغات والأزمنة والصراعات والحروب وظلت نصوصهم قائمة.

علينا أن نعيد النظر في مفاهيم لغتنا النقدية في الإعلام والجامعة ووسائل التواصل، كل هذه الفضاءات أسهمت في توسيع لغة فضفاضة غير موثقة، معطوبة فلسفياً ونقدياً وثقافياً وأدبياً، بالتالي أفسدت الذوق وصبغت نوعاً من الفوضى في الحياة الأدبية والإبداعية.

في تصوري، لقد أنتجت الثقافة الأدبية العربية كلها، وعلى مدى أزيد من 14 قرناً، كتاباً عالمياً واحداً، هو كتاب "ألف ليلة وليلة"، الذي تمكّن من أن يكون جزءاً من ذاكرة الإنسانية في باب الإبداع والقراءة والتأثير، وصناعة الذوق والذكاء الإنسانيين، أما ما بقي من هذه الثقافة الأدبية، فهي كتب وكتابات محلية، كُتبت للاستهلاك المحلي الموسمي من دون أي طموح إنساني عالمي.

يحدث أن تترجم رواية لكاتب عربي أو مغاربي من قبل مؤسسة رسمية، ترجمة تكون عادة نتيجة علاقات وتدخلات شخصية وتبادل مصالح، ترجمة مسلوقة حتى لا أقول رديئة، وتنشر في دار نشر أجنبية لا توزع منها أكثر من "كرتونين" من النسخ ترسل إلى المؤسسة التي دفعت مقابل الترجمة، ولا تقتني مثل هذه الروايات سوى بعض الجامعات الأوروبية التي فيها أقسام للغة العربية واللغات الشرقية، وتوضع بين أيدي بعض الطلبة الذين يدرسون في هذا القسم والذين غالبيتهم من الجاليات العربية، أي "زيتنا في دقيقنا"، وبعدها يحتفل بهذا الكاتب في الإعلام العربي والمغاربي احتفال الكبار، فيمنح كل الألقاب والصفات التي لم يحصل عليها حتى همينغواي أو تولستوي أو ماركيز...

يحدث أن تجري صحيفة، من تلك الصحف التي تملأ الفضاء تلوثاً ثقافياً وأدبياً، مع كاتب نشر كتباً لم تخرج من مدينته أو حتى من بلده، ولم توزع أكثر مما قدمه هو من نسخ هدايا لأصدقائه ومعارفه وطلبته وبعض الصحافيين الذين هم أول خصوم القراءة، وفي الحوار يقدم الكاتب على أنه "عالمي"، مع صورة له في مدينة كنيويورك أو لوس أنجليس أو برلين أو ساو باولو أو دبلن أو لندن...

يحدث أن يحصل كاتب على جائزة مدخولة في قيمتها الأدبية، ثقيلة في قيمتها المادية، فيقدم على شاشات التلفزيون، بعض التلفزيونات التي لوّثت الذوق وأفسدت المعنى، على أنه الكاتب العالمي ويُمنح من الصفات ما لم يسمع بها بروست ولا هنري ميلر.

يحدث أن يدعى كاتب عربي إلى ندوة عالمية، ربما للتذويق وإكمال النصاب، وبعد عودته من هذه الندوة يقدم "لأبناء جلدته" على أنه الكاتب العالمي الذي لولاه لما قامت الندوة ولما أصبحت الأرض كروية.

نحن أمة، في المشرق كما في شمال أفريقيا، عدد الكتاب فيها يفوق عدد القراء، وحتى الكتاب لا يقرؤون لبعضهم البعض، نحن مجتمع يؤسس الثقافة والأدب على أرضية غير صحيحة أصلاً، فلا ثقافة ولا إبداع في غياب الحرية الفردية، بوصفها الطاقة الأولى والأولية لكل كتابة، ولكل كاتب يطمح أن يقدم إضافة نوعية للثقافة الأدبية العالمية، ونحن مجتمع تغيب عنه هذه الحرية.

الكاتب العربي بشكل عام، يتأسس منذ بداية انشغاله بالكتابة على البحث عن طرق لتبرير وجوده ولتمرير نصوصه في مجتمع تغيب عنه الديمقراطية وحرية الرأي واحترام الاختلاف، بالتالي فالكتابة معطوبة منذ نيتها.

المجتمع العربي والمغاربي مجتمع ديني، مجتمع متدين بامتياز على الأقل ظاهرياً، والدين فيه لا يعاش ولا يمارس كحالة فردية، شخصية، بل يفرض كحالة "جمعانية"، حالة "قطيعية"، حالة وراثية، وقد ظل "الدين" بمفهومه السياسي ولا يزال هو الرأسمال الأساسي الذي تستعمله الأنظمة السياسية للقمع والتخويف، كما تستعمله المعارضة للتهديد ضد الكتاب من خلال تحريك الغوغاء في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لا أعتقد بأن مجتمعاً يراقب المبدع من خلال الدين يمكنه أن يفسح المجال للمبدعين للتعبير عن قضايا إنسانية كبرى، كحقوق الإنسان والحريات الفردية وحرية المرأة... هذا الواقع لا يمكنه أن ينتج كاتباً عالمياً.

إن المجتمع المنغلق على نفسه، والذي يهيمن عليه الدين السياسي والقمع السياسي لأنظمة إما عسكرية أو قبلية أو ثيوقراطية، والذي لا ينتج ترجمة عالية إلى لغته من الخيرات الإبداعية والفكرية العالمية، وفي وقتها، هو مجتمع مفصول عن الآخر انفصالاً حضارياً وزمنياً، وبهذا الواقع لا يمكنه أن يسمح بولادة مواهب عالمية.

إن المجتمع الذي يراقب حاويات الكتب الأجنبية المستوردة بدقة وهلع أكثر ما يراقب حاويات المخدرات، هو مجتمع لا يمكننا أن نتوقع ظهور كاتب عالمي فيه، وحتى تلك المواهب المتميزة التي تظهر بين الحين والآخر، وهي تعيش كما تعيش بعض النباتات بين شقوق جدران إسمنتية، لا يمر عليها زمن حتى تنتحر بطريقة أو أخرى، انتحار الصمت، انتحار المسخ أو انتحار الهجرة حيث العيش في حالة من الاستنفار السياسي والأيديولوجي الذي لا يساعد على الكتابة الإبداعية.

هذا المجتمع بهذا الوضع لا يمكنه أن ينتج كاتباً مثل بروست أو همينغواي أو بلزاك أو دوستويفسكي أو تولستوي أو بول أوستر أو فوينتس أو بورخيس...

صحيح، إن كثيرين من الكتاب العالميين كتبوا في ظل أنظمة ديكتاتورية أوروبية أو أميركو - لاتينية، لكنهم ظلوا في كتاباتهم مرتبطين بفلسفة الكتابة قبل الأيديولوجيا، ويبدو لي أيضاً أن الديكتاتوريات في العالم تختلف عن الديكتاتوريات في العالم العربي وشمال أفريقيا، فالديكتاتوريات العربية يقوم التكميم فيها على القمع الديني "المقدس" والقمع البوليسي "الممنوع".

هناك حالة استثنائية واحدة، فالكتاب العرب والمغاربيون الذين يكتبون بالفرنسية أو الإنجليزية استطاع كثيرون منهم أن يتحولوا إلى ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح: كاتب عالمي، من أمثال آسيا جبار وأمين معلوف والطاهر بنجلون ونور الدين فرح...

أما الكتاب باللغة العربية، فأعتقد، وعلى مدى 14 قرناً من الكتابة، لم تنتج الثقافة العربية الأدبية سوى ثلاثة كتاب عالميين هم: جبران خليل جبران ونجيب محفوظ وأدونيس، أما البقية فيظلون كتاباً محليين لا يتعدى تأثيرهم حدود قراهم أو مدنهم أو في أبعد الحالات بلدانهم، ولا تمثل كتاباتهم أي تأثير في القارئ العالمي في السويد أو اليابان أو الولايات المتحدة الأميركية أو الصين أو روسيا ولا تشكل إضافة إلى المخيال الإنساني.

كاتب المقال أمين الزاوي كاتب و روائي و مفكر يكتب باللغتين العربية و الفرنسية أستاذ كرسي بجامعة الجزائر المركزية ترجمت رواياته إلى ثلاث عشرة لغة

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى11 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4843 47.5837
يورو 55.6278 55.7538
جنيه إسترلينى 63.5672 63.7194
فرنك سويسرى 59.6162 59.7635
100 ين يابانى 30.4973 30.5690
ريال سعودى 12.6534 12.6805
دينار كويتى 154.7829 155.1575
درهم اماراتى 12.9279 12.9564
اليوان الصينى 6.7275 6.7419

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6595 جنيه 6570 جنيه $139.28
سعر ذهب 22 6045 جنيه 6025 جنيه $127.67
سعر ذهب 21 5770 جنيه 5750 جنيه $121.87
سعر ذهب 18 4945 جنيه 4930 جنيه $104.46
سعر ذهب 14 3845 جنيه 3835 جنيه $81.24
سعر ذهب 12 3295 جنيه 3285 جنيه $69.64
سعر الأونصة 205105 جنيه 204395 جنيه $4332.00
الجنيه الذهب 46160 جنيه 46000 جنيه $974.94
الأونصة بالدولار 4332.00 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى