بوابة الدولة
الأربعاء 24 سبتمبر 2025 04:16 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
انطلاق احتفالية «العلماء العرب في العصر الذهبي للإسلام» بمكتبة الإسكندرية البنك الزراعي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع GIZ لتعزيز التمويل المستدام للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ( صور ) انخفاض أسعار الفراخ البلدي واستقرار البيضاء اليوم الأربعاء في أسواق الفيوم مستشفيات غزة تستقبل 64 شهيدا في غارات إسرائيلية على القطاع توقيع الاتفاقية التمويلية الخاصة بالمرحلة الأولى للخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة الكبرى البابا تواضروس يترأس العظة الأسبوعية من كنيسة مارجرجس القللي إيطاليا تدين هجوم إسرائيل على أسطول المساعدات المتجهة إلى غزة مطار العريش يستقبل طائرة مساعدات كويتية تحمل 40 طنا لغزة وزير الصحة يتابع مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية ويشدد على تعزيز الرقابة وسرعة التوزيع الدكتور المنشاوي يشهد فعاليات المؤتمر السنوي الخامس عشر لقسم الأنف محافظ أسيوط: منظومة تسويق القطن وتقديم التسهيلات للمزارعين محافظ أسيوط: بدء أعمال رصف طريق عزبة سعيد – الدير المعلق بأبنوب

أمين الزاوي يكتب .. كتاب واحد وثلاثة كتاب عرب عالميين في 14 قرنا من الكتابة!

 أمين الزاوي الأديب والمفكر الجزائري
أمين الزاوي الأديب والمفكر الجزائري

علينا أن نعيد النظر في مفاهيم لغتنا النقدية في الإعلام والجامعة ووسائل التواصل (أ ف ب)

يستعمل مصطلح "الكاتب العالمي" في الثقافة الأدبية والإعلامية العربية، وحتى الأكاديمية، بشكل فج ومغلوط ومخلوط.

فهناك كاتب لم تتجاوز نصوصه، قراءة، حدود قريته أو "دشرته" أو مدينته، ونسمع ونقرأ أوصافاً تُلصق باسمه تشبه تلك التي تستعمل في حق كتّاب عبروا القارات واللغات والأزمنة والصراعات والحروب وظلت نصوصهم قائمة.

علينا أن نعيد النظر في مفاهيم لغتنا النقدية في الإعلام والجامعة ووسائل التواصل، كل هذه الفضاءات أسهمت في توسيع لغة فضفاضة غير موثقة، معطوبة فلسفياً ونقدياً وثقافياً وأدبياً، بالتالي أفسدت الذوق وصبغت نوعاً من الفوضى في الحياة الأدبية والإبداعية.

في تصوري، لقد أنتجت الثقافة الأدبية العربية كلها، وعلى مدى أزيد من 14 قرناً، كتاباً عالمياً واحداً، هو كتاب "ألف ليلة وليلة"، الذي تمكّن من أن يكون جزءاً من ذاكرة الإنسانية في باب الإبداع والقراءة والتأثير، وصناعة الذوق والذكاء الإنسانيين، أما ما بقي من هذه الثقافة الأدبية، فهي كتب وكتابات محلية، كُتبت للاستهلاك المحلي الموسمي من دون أي طموح إنساني عالمي.

يحدث أن تترجم رواية لكاتب عربي أو مغاربي من قبل مؤسسة رسمية، ترجمة تكون عادة نتيجة علاقات وتدخلات شخصية وتبادل مصالح، ترجمة مسلوقة حتى لا أقول رديئة، وتنشر في دار نشر أجنبية لا توزع منها أكثر من "كرتونين" من النسخ ترسل إلى المؤسسة التي دفعت مقابل الترجمة، ولا تقتني مثل هذه الروايات سوى بعض الجامعات الأوروبية التي فيها أقسام للغة العربية واللغات الشرقية، وتوضع بين أيدي بعض الطلبة الذين يدرسون في هذا القسم والذين غالبيتهم من الجاليات العربية، أي "زيتنا في دقيقنا"، وبعدها يحتفل بهذا الكاتب في الإعلام العربي والمغاربي احتفال الكبار، فيمنح كل الألقاب والصفات التي لم يحصل عليها حتى همينغواي أو تولستوي أو ماركيز...

يحدث أن تجري صحيفة، من تلك الصحف التي تملأ الفضاء تلوثاً ثقافياً وأدبياً، مع كاتب نشر كتباً لم تخرج من مدينته أو حتى من بلده، ولم توزع أكثر مما قدمه هو من نسخ هدايا لأصدقائه ومعارفه وطلبته وبعض الصحافيين الذين هم أول خصوم القراءة، وفي الحوار يقدم الكاتب على أنه "عالمي"، مع صورة له في مدينة كنيويورك أو لوس أنجليس أو برلين أو ساو باولو أو دبلن أو لندن...

يحدث أن يحصل كاتب على جائزة مدخولة في قيمتها الأدبية، ثقيلة في قيمتها المادية، فيقدم على شاشات التلفزيون، بعض التلفزيونات التي لوّثت الذوق وأفسدت المعنى، على أنه الكاتب العالمي ويُمنح من الصفات ما لم يسمع بها بروست ولا هنري ميلر.

يحدث أن يدعى كاتب عربي إلى ندوة عالمية، ربما للتذويق وإكمال النصاب، وبعد عودته من هذه الندوة يقدم "لأبناء جلدته" على أنه الكاتب العالمي الذي لولاه لما قامت الندوة ولما أصبحت الأرض كروية.

نحن أمة، في المشرق كما في شمال أفريقيا، عدد الكتاب فيها يفوق عدد القراء، وحتى الكتاب لا يقرؤون لبعضهم البعض، نحن مجتمع يؤسس الثقافة والأدب على أرضية غير صحيحة أصلاً، فلا ثقافة ولا إبداع في غياب الحرية الفردية، بوصفها الطاقة الأولى والأولية لكل كتابة، ولكل كاتب يطمح أن يقدم إضافة نوعية للثقافة الأدبية العالمية، ونحن مجتمع تغيب عنه هذه الحرية.

الكاتب العربي بشكل عام، يتأسس منذ بداية انشغاله بالكتابة على البحث عن طرق لتبرير وجوده ولتمرير نصوصه في مجتمع تغيب عنه الديمقراطية وحرية الرأي واحترام الاختلاف، بالتالي فالكتابة معطوبة منذ نيتها.

المجتمع العربي والمغاربي مجتمع ديني، مجتمع متدين بامتياز على الأقل ظاهرياً، والدين فيه لا يعاش ولا يمارس كحالة فردية، شخصية، بل يفرض كحالة "جمعانية"، حالة "قطيعية"، حالة وراثية، وقد ظل "الدين" بمفهومه السياسي ولا يزال هو الرأسمال الأساسي الذي تستعمله الأنظمة السياسية للقمع والتخويف، كما تستعمله المعارضة للتهديد ضد الكتاب من خلال تحريك الغوغاء في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لا أعتقد بأن مجتمعاً يراقب المبدع من خلال الدين يمكنه أن يفسح المجال للمبدعين للتعبير عن قضايا إنسانية كبرى، كحقوق الإنسان والحريات الفردية وحرية المرأة... هذا الواقع لا يمكنه أن ينتج كاتباً عالمياً.

إن المجتمع المنغلق على نفسه، والذي يهيمن عليه الدين السياسي والقمع السياسي لأنظمة إما عسكرية أو قبلية أو ثيوقراطية، والذي لا ينتج ترجمة عالية إلى لغته من الخيرات الإبداعية والفكرية العالمية، وفي وقتها، هو مجتمع مفصول عن الآخر انفصالاً حضارياً وزمنياً، وبهذا الواقع لا يمكنه أن يسمح بولادة مواهب عالمية.

إن المجتمع الذي يراقب حاويات الكتب الأجنبية المستوردة بدقة وهلع أكثر ما يراقب حاويات المخدرات، هو مجتمع لا يمكننا أن نتوقع ظهور كاتب عالمي فيه، وحتى تلك المواهب المتميزة التي تظهر بين الحين والآخر، وهي تعيش كما تعيش بعض النباتات بين شقوق جدران إسمنتية، لا يمر عليها زمن حتى تنتحر بطريقة أو أخرى، انتحار الصمت، انتحار المسخ أو انتحار الهجرة حيث العيش في حالة من الاستنفار السياسي والأيديولوجي الذي لا يساعد على الكتابة الإبداعية.

هذا المجتمع بهذا الوضع لا يمكنه أن ينتج كاتباً مثل بروست أو همينغواي أو بلزاك أو دوستويفسكي أو تولستوي أو بول أوستر أو فوينتس أو بورخيس...

صحيح، إن كثيرين من الكتاب العالميين كتبوا في ظل أنظمة ديكتاتورية أوروبية أو أميركو - لاتينية، لكنهم ظلوا في كتاباتهم مرتبطين بفلسفة الكتابة قبل الأيديولوجيا، ويبدو لي أيضاً أن الديكتاتوريات في العالم تختلف عن الديكتاتوريات في العالم العربي وشمال أفريقيا، فالديكتاتوريات العربية يقوم التكميم فيها على القمع الديني "المقدس" والقمع البوليسي "الممنوع".

هناك حالة استثنائية واحدة، فالكتاب العرب والمغاربيون الذين يكتبون بالفرنسية أو الإنجليزية استطاع كثيرون منهم أن يتحولوا إلى ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح: كاتب عالمي، من أمثال آسيا جبار وأمين معلوف والطاهر بنجلون ونور الدين فرح...

أما الكتاب باللغة العربية، فأعتقد، وعلى مدى 14 قرناً من الكتابة، لم تنتج الثقافة العربية الأدبية سوى ثلاثة كتاب عالميين هم: جبران خليل جبران ونجيب محفوظ وأدونيس، أما البقية فيظلون كتاباً محليين لا يتعدى تأثيرهم حدود قراهم أو مدنهم أو في أبعد الحالات بلدانهم، ولا تمثل كتاباتهم أي تأثير في القارئ العالمي في السويد أو اليابان أو الولايات المتحدة الأميركية أو الصين أو روسيا ولا تشكل إضافة إلى المخيال الإنساني.

كاتب المقال أمين الزاوي كاتب و روائي و مفكر يكتب باللغتين العربية و الفرنسية أستاذ كرسي بجامعة الجزائر المركزية ترجمت رواياته إلى ثلاث عشرة لغة

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى24 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.1126 48.2126
يورو 56.5420 56.6691
جنيه إسترلينى 64.7933 64.9473
فرنك سويسرى 60.5114 60.6677
100 ين يابانى 32.4166 32.4861
ريال سعودى 12.8266 12.8536
دينار كويتى 157.8758 158.2559
درهم اماراتى 13.0983 13.1269
اليوان الصينى 6.7506 6.7648

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5806 جنيه 5783 جنيه $121.12
سعر ذهب 22 5322 جنيه 5301 جنيه $111.02
سعر ذهب 21 5080 جنيه 5060 جنيه $105.98
سعر ذهب 18 4354 جنيه 4337 جنيه $90.84
سعر ذهب 14 3387 جنيه 3373 جنيه $70.65
سعر ذهب 12 2903 جنيه 2891 جنيه $60.56
سعر الأونصة 180578 جنيه 179867 جنيه $3767.19
الجنيه الذهب 40640 جنيه 40480 جنيه $847.82
الأونصة بالدولار 3767.19 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى