السكة الحديد.. ندوة بأسيوط لتعزيز السلامة المهنية وترسيخ الانضباط المؤسسي
في إطار توجيهات الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، بشأن أهمية الارتقاء بالعنصر البشري باعتباره محورًا أساسيًا في منظومة التطوير الشاملة، نظمت الهيئة القومية لسكك حديد مصر ندوة موسعة بعنوان "التوعية بالسلامة المهنية وواجبات العمل والانضباط المؤسسي"، وذلك بالمنطقة الوسطى بمحافظة أسيوط، بحضور عدد من قيادات الهيئة والنقابة العامة للعاملين بسكك حديد مصر ومترو الأنفاق، إلى جانب جمع كبير من المهندسين والفنيين والعاملين بالمنطقة.
جاءت هذه الندوة في ظل حرص الهيئة على تعزيز ثقافة السلامة والانضباط المؤسسي، بالتوازي مع ما تبذله الدولة المصرية من جهود متواصلة لحماية أمنها القومي، وتأمين الجبهة الداخلية، ومواصلة مسيرة التنمية في مختلف القطاعات، رغم التحديات الإقليمية والدولية المحيطة. كما تطرقت الندوة إلى أهمية وعي العاملين بالمخططات التي تستهدف استقرار الدولة، والدور الوطني الذي تضطلع به مصر في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ومجابهة الأزمات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
واستعرضت الندوة أبرز محاور التطوير الجاري تنفيذها بقطاع السكك الحديدية، والتي تشمل تحديث الوحدات المتحركة والمحطات ونظم الإشارات والورش، مع التركيز على العنصر البشري كركيزة أساسية لضمان استدامة هذا التطوير، وذلك من خلال برامج التدريب المستمر والتقييم المهني والتحفيز، وخلق بيئة عمل قائمة على التعاون والمسؤولية المؤسسية. كما تمت الإشارة إلى جهود الهيئة في تطوير منظومة الرعاية الصحية والاجتماعية للعاملين، بما يعكس التوجه العام نحو تحسين جودة حياة العامل ومراعاة الجوانب الإنسانية إلى جانب المهنية.
وشهدت الندوة تركيزًا على ضرورة ترسيخ قواعد السلامة المهنية، والالتزام بإجراءاتها سواء داخل الورش أو أثناء التشغيل، خصوصًا في ظل الضغوط التشغيلية اليومية، مع التأكيد على أن الانضباط الوظيفي والتحلي بالمسؤولية يمثلان حجر الأساس في بناء ثقة المواطنين في الهيئة. وتمت الإشارة إلى خطورة تعاطي المواد المخدرة أو العقاقير غير المسموح بها، حيث أكدت الهيئة استمرار الحملات المفاجئة والدورية لرصد المخالفات والتأكد من سلامة العاملين، مع التشديد على توقيع أقصى العقوبات على المخالفين دون تهاون.
وتضمنت الندوة كذلك محاضرة دينية ألقاها أحد علماء الأزهر الشريف ، سلط فيها الضوء على أهمية العمل والإخلاص فيه كقيمة دينية ووطنية، وأثر الشائعات والمعلومات المغلوطة التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الروح المعنوية واستقرار المجتمع، مع الدعوة إلى تحري الدقة في نقل الأخبار، وعدم تداول معلومات غير موثوقة من شأنها إثارة البلبلة.
كما شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من العاملين، حيث تم الاستماع إلى استفساراتهم وملاحظاتهم، والإجابة عنها في إطار القواعد واللوائح المنظمة، مع تلبية بعض المطالب المشروعة التي تم عرضها خلال اللقاء، بما يعزز من روح الانتماء لدى العاملين ويعكس حرص الهيئة على التواصل المباشر معهم.
وتأتي هذه الندوة في سياق سلسلة من الندوات التي تقوم الهيئة تنظيمها في مختلف المناطق الجغرافية، إيمانًا منها بأن التطوير المؤسسي لا يتحقق فقط بالمعدات والمنشآت، بل يبدأ من وعي الفرد وسلوكه داخل بيئة العمل.
