بوابة الدولة
الجمعة 3 مايو 2024 01:01 صـ 23 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي محمود نفادي.. النائب كمال أحمد.. من اتهام السادات بالخيانة إلى ضرب عكاشة بالحذاء 

الكاتب الصحفي محمود نفادي
الكاتب الصحفي محمود نفادي

هناك نواب تسجل لهم المضابط البرلمانية مواقف نادرا أن تتكرر مرة أخرى، وبعضها مواقف لا تتعلق بممارسات برلمانية فى مواجهة رئيس الوزراء أو الوزراء، ولكن فى مواجهة رئيس الدولة داخل قاعة البرلمان.
ومن بين هؤلاء النواب نائب الاسكندرية المستقل سياسيا، والمنتمى للتيار الناصرى فكريا، كمال أحمد، الذى كان ضمن النواب المعترضين على توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل واسترداد ارض سيناء.

وفى الجلسة التاريخية التى عقدها مجلس الشعب بعد زيارة الرئيس السادات لتل أبيب، وإعلانه استعداده لتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وأثناء وقوف السادات على منبر المجلس، وقف كمال أحمد صائحا فى وجهه قائلا:" هذه خيانة وعار واستسلام". وقال له السادات:" بتقول ايه يا ابنى؟"، لعله يتراجع، فكررها مرة أخرى:"هذه خيانة وعار واستسلام". وهاجت الأغلبية، وتم إخراجه خارج القاعة بقرار من رئيس المجلس المهندس سيد مرعى.

ولم يتم اتخاذ اى اجراءات قانونية ضده، ولم يصدر قرار باعتقاله، ولم تحذف العبارة من المضبطة، وظلت شاهدة على تلك الواقعة الفريدة من نوعها وغير المسبوقة برلمانيا، حتى اعلن كمال أحمد اعتذاره للرئيس السادات، ولكن بعد وفاته، وخلال حضوره لقاء فى القصر الجمهورى مع الرئيس حسنى مبارك مع عدد من نواب مجلس الشعب، لإيمانه بأن الاعتذار فضيلة، وان ما قام به الرئيس السادات كان يستحق الإشادة وليس الاتهام بالخيانة والعار والاستسلام.. كما ابلغنى خلال لقاء جمعنى معه منذ أيام قليله بالأسكندرية.
الا ان قرار اعتقال كمال أحمد جاء يوم ٥ سبتمبر ١٩٨٠، مع عدد كبير من القيادات السياسية والدينية، بقرار من الرئيس السادات. وضمت القائمة فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد، و البابا شنودة، والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، والدكتور محمد حلمى مراد، وزير التعليم السابق وآخرين.

وقد أفرج عن المعتقلين الرئيس مبارك عقب اغتيال السادات فى ٦ اكتوبر ١٩٨٠، وعقب توليه الحكم لفتح صفحة جديدة للمصالحة الوطنية.
واستمرت مسيرة كمال أحمد البرلمانية محافظا على استقلاله، رافضا الانتماء لأي احزاب سياسية، ومحافظا على قسمه الدستورى برعاية مصالح الشعب، ومعتمدا فى دعايته الانتخابية فى دائرة العطارين واللبان على تاريخه البرلمانى ناصع البياض وسمعته السياسية محل التقدير والاحترام من جموع الناخببن، وفاز على مرشحي المال، وبعضهم انفق عشرات الملايين من أجل إسقاطه، ونجح فى معركة انتخابات ٢٠٠٥ ودخول المجلس، وايضا فى انتخابات ٢٠١٥.

وكان النائب كمال أحمد فى مقدمة المشاركين فى ثورة ٣٠ يونيو التى اطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وأتذكر خلال مكالمة تليفونية معى قبل الاطاحة بالخائن محمد مرسى، أنه قال لى:" مرسى شنق نفسه عندما رفض كل المبادرات والدعوات التى وجهها المشير عبد الفتاح السيسى وهو وزيرا للدفاع".

وعندما عاد النائب كمال أحمد الى مجلس النواب فى عام ٢٠١٥، أصبح شيخ المستقلين، وممثلا لهم فى اللجنة العامة للمجلس.
وفى الدورة الأولى، أعاد التاريخ نفسه مرة اخرى بعد مرور نحو ٣٨ سنة، ليكرر عبارة "هذه خيانة وعار " داخل القاعة، أيضا، للنائب توفيق عكاشة، ولكنه زاد عليها بأن رفع حذاءه وضرب به عكاشة، أمام جميع النواب، بسبب لقائه مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة، واتهامه عبد الناصر بالخيانة.

وتمت احالته الى لجنه القيم لمحاسبته عن مخالفة اللائحة، وكان اتجاه غالبية أعضاء اللجنة ممن كانوا ينتمون الى "ائتلاف دعم مصر"، صاحب الأغلبية وقتها، هو إسقاط عضويته من البرلمان، الا ان الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان، وقتها، عارض بشده اتخاذ هذا القرار وتصدى لرغبة نواب الأغلبية، كما قال لى كمال احمد ذلك. وصدر قرار بحرمانه من حضور الجلسات حتى نهاية دور الانعقاد الاول.
وعندما التقيت به منذ ايام سألته:" لقد اعتذرت للرئيس السادات عن واقعة اتهامه بالخيانة والعار والاستسلام. فهل يمكن ان تعتذر لتوفيق عكاشة؟"، فقال بحسم وبلهجة قوية:" لا وألف لا.. لقد كان توفيق عكاشة يستحق ما فعلته، لانه قال لى قبل ان اضربه بالحذاء إن عبد الناصر خائن، وهذا كذب وافتراء واتهام باطل يستحق عليه الضرب بالحذاء".

وخلال معاصرتى ومتابعتى لممارسات كمال احمد البرلمانية فى مرحلة شبابه، فى عهد الرئيس السادات، وفى مرحلة الشيخوخة فى عهد الرئيس مبارك، والرئيس عبد الفتاح السيسي، تأكد لى ان النائب الذى يصنع له تاريخا برلمانيا، يظل خالدا فى قلوب المصريين، جيلا بعد جيل، وان بعض المواقف ترفع النائب الى عنان السماء، وتسجلها المضابط بأحرف من نور، وان رسالة النائب تحت القبة وخارجها، هى رعاية الشعب المصرى ورد الجميل له على انتخابه له.

وما سجلته فى مقالى هما موقفان، فقط، للنائب المصرى كمال احمد، ولكن هناك مئات، بل آلاف المواقف السياسية والبرلمانية له، التى تحتاج إلى كتاب من الحجم الكبير لتسجليها، وهو ما دعانى لمطالبته بتسجيل مسيرته السياسية والبرلمانية، واصدارها فى كتاب لكى يطلع عليها الجيل الحالى والاجيال المقبلة، وتكون بمثابة درس خصوصي للنواب الحاليين، ولكل من يفكر ان يكون نائبا عن الشعب المصرى العظيم.

كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع

مقالات قد تهمك:-

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب..مجلس الشورى المجنى عليه بشهادة النائب كمال قنديل اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. قصة استجواب الأغذية الفاسدة اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. خلى بالك من رقبتك اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. من أنقذ ”نواب سميحة”؟ اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. مهنة البحث عن ”المكاسب” اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ”نائب الرصاص”.. بين الاتهام والتكريم اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الجمهورية الجديدة بلا طوارئ اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. أغرب طلب برلمانى من وزير الداخلية اضغط هنا

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.9014 48.0014
يورو 51.2402 51.3663
جنيه إسترلينى 59.9151 60.0594
فرنك سويسرى 52.5177 52.6562
100 ين يابانى 30.9401 31.0067
ريال سعودى 12.7713 12.7987
دينار كويتى 155.4635 156.0616
درهم اماراتى 13.0411 13.0701
اليوان الصينى 6.6143 6.6299

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,509 شراء 3,531
عيار 22 بيع 3,216 شراء 3,237
عيار 21 بيع 3,070 شراء 3,090
عيار 18 بيع 2,631 شراء 2,649
الاونصة بيع 109,117 شراء 109,827
الجنيه الذهب بيع 24,560 شراء 24,720
الكيلو بيع 3,508,571 شراء 3,531,429
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى