فى الذكرى الـ 67
التفاصيل الدقيقة لمحاولة إغتيال ” عبدالناصر ” فى المنشية على أيدى عصابة الإخوان
تمر هذه الأيام الذكرى الــ 67 للمحاولة الآثمة لإغتيال الزعيم جمال عبد الناصر على أيدى جماعة الإخوان الإرهابية فبعد أن نفذت مؤامرة حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢ ظنت جماعه الاخوان أن حلم الجلوس على عرش مصر بات قريب المنال، وان تنفيذ جريمة الحريق بهذا الإتقان سوف يجعل المستعمر البريطاني يرد الجميل، وينفذ وعده السابق وهو الإطاحة بالملك علي ان يحل محله جماعة الإخوان، غير مدركين أنهم مجرد دمية تباع، وتشتري في يد أباطرة الاحتلال.
مكثت الجماعة بضع شهور تنتظر القرار الانجليزي بالاستغناء عن خدمات الملك فاروق و تمهيد الطريق للإخوان للوصول إلي سدة الحكم و لكن كانت مفاجأة الجيش في فجر يوم الأربعاء ٢٣يوليو بالقيام بثورة أطاحت بالملك و لكن ليس لمصلحة الإخوان و لكن لمصلحة الوطن.
و بدا منذ الوهلة الاولي أن جمال عبد الناصر هو الرجل الأول في هذه الثورة رغم تولي محمد نجيب رئاسة الجمهورية فيما بعد، و أدرك الإخوان أن حركه يوليو قد تكون خطوة جديدة في طريق الوصول الي مقر الرئاسة، وذلك من خلال التقرب من هؤلاء العساكر، والحصول أولا على نصيب كبير في الإدارة في الوقت الذي كان فيه عبد الناصر يدرك تماما أساليبهم، ولذلك رفض أي مطلب لهم، خاصة فيما تعلق بتولي وزارات هامه في حكومة الثورة.
اشتعلت نيران الغضب في صدور الإخوان، ومارسوا دورهم التقليدي في أعمال التخريب والإرهاب؛ مما جعل الرئيس محمد نجيب يصدر قرارا بحل جماعه الاخوان المسلمين في فبراير ١٩٥٤ والقبض علي عدد كبير من عناصر الإخوان يتزعمهم المستشار حسن الهضيبي المرشد العام للجماعة.
وصل إلي يقين جميع قيادات الجماعة أن هذه القرارات التي أعلنها الرئيس محمد نجيب هي من صنع البكباشي جمال عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في نفس الوقت آنذاك، وبعد عدة شهور تم إطلاق سراح جميع الإخوان والذين قرروا سرعة اتخاذ قرارات لبحث كيفية الصعود إلى عرش مصر، واستقر الأمر على ضرورة إزالة عبد الناصر من طريقهم وذلك عن طريق اغتياله.
و كانت البداية بأن عقدت قيادات الجماعة برئاسة حسن الهضيبى و بحضور يوسف طلعت المسؤول عن التنظيم الخاص في هذه الفترة، وقد تم ضم الكاتب الماسوني سيد قطب والذي أسندت إليه نقطه البداية للإطاحة بنظام العسكر "لاحظ بداية ترديد كلمه العسكر في ذلك الوقت "، حيث يقوم سيد قطب بكتابة المقالات المحرضة ضد الثورة ورجالها، فضلا عن التشكيك فيما يقوم به عبد الناصر من مفاوضات مع الانجليز عن الجلاء، بل والأدهى أنهم كانت يرددون أن جلاء الإنجليز ليس في مصلحة مصر وسوف يستغرق وقتا طويلا لتنفيذه، كما أنه سوف تظل هناك قواعد عسكرية إنجليزية في منطقة القنال.
ورغم كل الشائعات التي يرددها الإخوان، وكل اللقاءات السرية مع قيادات الاحتلال إلا أن عبدالناصر استطاع في ١٩ يوليو ١٩٥٤ توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز على أن يخرج آخر جندي بريطاني من مصر يوم ١٩ يونيو ١٩٥٦ ، ولا شك أن توقيع الاتفاقية نزل كالصاعقة فوق رأس الإخوان الذين قرروا سرعة العمل على تنفيذ جريمة اغتيال عبدالناصر في أقرب فرصة قبل أن تزداد شعبيته أكثر من هذا الحد.
مشهد آخر
عقدت قيادات الإخوان لقاءات سرية مع جنرالات المستعمر البريطاني حيث طالبوهم بعدم قبول فكرة الجلاء، وبالفعل أعطى الإنجليز وعدا للإخوان، أو تظاهروا بذلك، بعدم تنفيذ فكرة الجلاء إلي أن يتمكن الإخوان من السيطرة على البلاد مؤكدين أهمية الإسراع في تنفيذ هذا المخطط، ووقع اختيار الجماعة المشبوهة علي المحامي هنداوي دوير؛ ليكون قائدا لخلية اغتيال جمال عبد الناصر، وهو أحد قيادات التنظيم الخاص، و يعمل بمكتب القطب الإخواني الكبير المحامي عبد القادر عودة.
وقع اختيار هنداوي دوير علي عنصر من العناصر البارزة في التنظيم الخاص، و الذي يعد من أبرز القناصين في جيش الإخوان، وهو محمود عبد اللطيف عضو التنظيم الخاص من خلية إمبابة بالإضافة إلى محمد علي نصيرى من عناصر التنظيم الخاص بمحافظة الشرقية.
و في محاولة للتمويه والخداع والتنصل من المسئولية، تمت الاستعانة باثنين من خارج الجماعة ممن يكرهون جمال عبد الناصر ويرفضون سياسته، للانضمام إلى خلية اغتيال جمال عبدالناصر، وهما خليفة عطوه و أنور حافظ، وهما من محافظه الشرقية أيضا
قبل تنفيذ المهمة التقت فرقه الدم بالهضيبي في فيلا حسن صبري بالإسكندرية، حيث كان يختبئ بها عقب عودته من خارج البلاد، فقد كان يخشي أن يتم القبض عليه، وحتي يكون بعيد عن الأنظار في حالة فشل محاوله اغتيال جمال عبد الناصر
الجريمة
خرجت الإسكندرية عن بكرة أبيها للاحتفال بالعيد الثاني للثورة، وللاحتفال أيضا بتوقيع معاهدة جلاء الإنجليز عن مصر و التي وقعها جمال عبد الناصر يوم ١٩ يوليو ١٩٥٤ ، وفي تمام الساعة السابعة من مساء هذا اليوم و في ميدان المنشية وامام أكثر من ٢٥٠ ألف مواطن، بدأ رجال الثورة مراسم الاحتفال وسط هذه الحشود المؤيدة لثورة يوليو ورجالها الأحرار.
و في نفس التوقيت ارتدى كل من خليفة عطوه و أنور حافظ ملابس الحرس الوطني، وصعدا أعلي المنصة، وحضرا محمود عبد اللطيف و كان بحوزته مسدس من نوع " برواننج " ألماني، وارتدى محمد علي نصيري حزامآ ناسفآ، وفي تمام الساعة السابعة و خمسون دقيقة، واثناء خطاب عبد الناصر أمام الجماهير الحاشدة، قام محمود عبد اللطيف بتوجيه ٨ رصاصات نحو جمال عبد الناصر و رجال الثورة و ضيوف الاحتفال، ولكن العناية الإلهية أنقذت جمال عبد الناصر و الذي لم يصب بأي اذي، وقد تم القبض علي أعضاء هذه الخلية المشبوهة بالكامل.