”المترو أم المولد؟!” الخط الأول من حلوان للمرج: باعة.. متسولون.. كراتين.. وفوضى في أنبوب معدني!

إذا كنت من هواة السيرك المجاني أو تحب المغامرة وسط الزحام والعشوائية والكراتين والأقفاص، فلا تتكبد عناء الذهاب إلى السيرك القومي... فقط استقل الخط الأول لمترو الأنفاق – حلوان/المرج – وستحصل على تجربة "توك شو شعبي" داخل عربة مترو متهالكة، حيث الباعة المتجولون يؤذنون للبيع بدلًا من الصلاة، والمتسولون يلقون خطبًا مؤثرة تتنافس مع أوبرا عايدة، وسط غياب تام لأجهزة الأمن وكأننا في دولة داخل الدولة!
الخط الأول.. خارج السيطرة رسميًا!
الركاب في حالة ذهول دائم، يدفعون ثمن التذكرة (إذا دفعوها أصلًا)، ليجدوا أنفسهم محاصرين بين متشردين وبضائع تُنقل وكأن العربة سوق خضار متنقل. أما ماكينات التفتيش، فهي في إجازة مفتوحة، والحقائب تمر بلا رقابة، لتظل القنبلة الموقوتة احتمالًا واردًا لا سمح الله.
أما عن لعبة القط والفأر بين أفراد الأمن والباعة الجائلين، فقد انتهت منذ زمن.. القط تعب، والفأر أصبح صاحب المكان!
البضائع تُفرد في الممرات، والكراتين تصعد وتهبط دون استئذان، بل أحيانًا يبدو أن الكراتين نفسها لديها اشتراك شهري.
زمن التقاطر.. في إجازة
القطارات كانت تأتي كل 3 دقائق، أما الآن فانتظر 5 وربما أكثر، مما يزيد من التكدس و"التلزيق الإجباري" داخل العربات، في مشهد لا تعرف إن كان إنسانيًا أم خرقًا لقواعد السلامة العامة.
تطوير بـ400 مليون دولار... لكن متى؟
وزارة النقل تبشرنا بأن تطوير إشارات المترو سيجعل زمن التقاطر 2.5 دقيقة فقط! بشرى رائعة... لكن متى؟ وأين؟
الركاب لا يشعرون إلا بالدخان والعشوائية وصوت "الشحاتين" يتداخل مع صوت المحطات، أما الأمن فهو مشغول بمتابعة صفحات فيسبوك على هواتفهم.
صرخة من الركاب إلى وزير النقل الفريق كامل الوزير:
المترو يا معالي الوزير أصبح كابوسًا يوميًا، والناس لم تعد تطالب بالرفاهية.. فقط بمترو آدمي، لا تتجول فيه البضاعة أكثر من البشر، ولا يفر المتسول قبل أن يلقي ثلاث خطب، ولا تُحمل الأقفاص كما تُحمل الحقائب الدبلوماسية!
الخط الأول لا يحتاج تطويرًا فقط، بل يحتاج "عملية إنقاذ"... قبل أن يتحول إلى "مدفن جماعي على قضبان الدولة".