”حوار ”مفكرمغربي: الأزهر الشريف مؤسّسة دينية رائدة لها مكانتها التاريخية
في إطار حرص بوابة الدولة الإخبارية علي التبادل الثقافي الفكري والمعرفي وتناول القضايا الثقافية العربية وما طرأ علي المجتمعات العربية من دخول فرق بأفكار متشددة تعاني منها الأمة الإسلامية أجرت الدولة حواراً مع المفكر المغربي الدكتور خالد التوزاني، رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي (مساق) والذي له مؤلفات عديدة في التصوف والأدب والنقد والجماليات، وهو عضو مؤسس لعدد من المراكز العلمية والبحثية، وعضو لجان التحكيم والتدقيق العلمي في عدد من المجلات العربية الثقافية والجامعية ودور النشر العربية.. في هذا الحوار يجيب عن أسئلة مؤسسة دار الهلال العريقة، بشكل صريح ومباشر، وبجرأة المفكر والعالم الذي يملك مشروعاً علمياً رائداً في التقريب بين الثقافات وفي تصحيح الكثير من المفاهيم حول الإسلام والحوار والتسامح وغيرها من..
كيف تري دور الأزهر الشريف في الدفاع عن الإسلام الوسطي ونشره؟
الأزهر الشريف في مصر يمثل مؤسّسة دينية رائدة لها مكانتها التاريخية وتؤدي دورها في الدفاع عن الإسلام الوسطي، من خلال نشر العلم الشرعي والإسهام في حفظ ثوابت الأمة، وعلى رأسها الفقه في الدين ورعاية المصالح الكبرى للمسلمين، وتطبيق قواعد الأصول وفقه الواقع، في تنزيل الأحكام والتعبير عن المواقف، وتقديم المثال على التدين الإسلامي المتسامح والمعتدل والوسطي الذي ينتقي أجود السلوكات.
وأفضل المعاملات في التواصل مع الآخر المختلف وفي إعطاء النموذج الحقيقي للإنسان الملتزم، بعيداً عن أي حماس ديني زائد عن الحدّ أو متشدّد، ودون أيّ إهمال في الواجبات يُظهر الدين معزولاً عن الحياة. ولذلك يؤدي الأزهر الشريف دوراً بارزاً في ترسيخ معاني الوسطية والاعتدال، وينبغي أن يستمر في إشعاعه وفي مبادراته، وخاصة جهوده في الحوار مع الآخر المختلف، وتصحيح صورة الإسلام وكيف ينبغي أن يكون.
هل ينبغي أن يوسع الأزهر الشريف تواجده؟
أرى أن الأزهر الشريف اليوم ينبغي أن يوسّع من انخراطه في قضايا العصر ويدلي بدلوه في المجالات الشائكة والنوازل الجديدة، من أجل إعادة الدين للحياة، وأن يجيب عن التساؤلات الكبرى التي يطرحها الشباب أو تروج في مواقع التواصل الاجتماعي مثل قضايا الإلحاد والحدود والتطبيع والتسامح وغيرها من المواضيع التي يحفل بها الواقع الافتراضي وتنعكس على حياة الكثيرين.
إن أهل الحق عندما يغادرون المجال ويلتزمون الصمت والحياد، فإن الباطل يستأسد ويتجبّر، وقد يلتهم كل بذور الصلاح في المجتمع، أو يهددها ويخنقها، مما يفسر اليوم صعوبة القضاء على مظاهر الفساد والتخلف في المجتمعات العربية والإسلامية، فكل دعوة لإحياء مكارم الأخلاق تجد سدّاً منيعاً أمامها يخنقها في المهد أو يحدّ من امتدادها وتأثيرها، بتشويه رموزها وتصويرهم في شكل مهين يجعل العامة تنفر منهم وتشكّك في نواياهم.
مثلما كانت هناك حروب على الصوفية كانت أيضا حروب على الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء. فما رؤيتكم؟ وهل عاد للأزهر دوره الهام في العالم الإسلامي والدفاع عن قضاياه؟
عبر التاريخ الإنساني، لم تخلُ دعوةٌ ما من أعداء محاربين ومناوئين، يحاولون الحدّ من امتدادها والتقليل من أثرها، حتى الأنبياء والرسل حاربهم الناس ومكروا بهم وقاتلوهم.. فما بالك بالصوفية أو الأزهر وعلمائه، هناك منذُ وجد الإنسان على الأرض صراع أبدي بين الحق والباطل، فقد ورد في بعض كتب الصوفية، وهم أهل الإلهام والذوق، حكاية عجيبة، لها دلالات عميقة ضمن هذا السياق، مفادها: تشاجَرَ الحقُّ والباطلُ، فَغلبَهُ الباطلُ فقَتَلهُ، فخافَ أنْ يُطْلَبَ بهِ، فأحْرَقَهُ، فجاءَ أهلُهُ وفَرَّ منهمُ الباطلُ، وجمعوا رمَادَ الحقِّ وجَعَلُوهُ في المَحَابِرِ وكَتَبُوا بهِ الكُتُب، فَمَنْ أرادَ الحقَّ في زماننا هذا فلا يَجِدُهُ إلا في الكُتُب.
وهذه الحكاية "الرمزية"، بالإضافة إلى الصراع المشار إليه بين أهل الحق وأهل الباطل، تعطي أهمية للحقائق المبثوثة في بعض الكتب، ومعنى ذلك أن دور الأزهر اليوم ليس فقط في الردود الشفوية أو الحوارات واللقاءات التي قد تجري في سياقات معينة وضمن وسائط متباينة، لبيان الحقائق والرد على الشبهات.
وإنما يكمن دوره الأساس في توثيق عمله، وتقديمه على شكل موسوعات ومجلدات ومجلات تنتشر في آفاق الأرض بعدة لغات وأشكال، فتحفظ الحقائق الدينية الكبرى كالتسامح والوسطية والإحسان.. وتبثّها بين الناس لإعلاء كلمة الله، وغير ذلك من القيم الكونية التي جعلت الإسلام ديناً عالمياً، ولا يتحقق ذلك إلا بتجاوز التوثيق باللغة العربية إلى لغات أخرى عالمية، تسمح بالاقتراب من الثقافات الأخرى، والدخول في حوار معها، بطرق التأليف والبحث العلمي والترجمة والتواصل والانفتاح، دون أي شعور بالنقص أو الدونية أو إحساس بامتلاك الحقيقة، فالجميع عبادُ الله، تحت رحمة الله، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وهذا التقوى محلّه القلب ومظهره السلوك والمعاملات.
كيف ترى دور الكتاب والفقهاء في نشر المذهب الوسطي المعتدل ؟ وهل ابتعد الكتاب عن مسارهم ودورهم الحقيقي ؟
للكتاب والفقهاء والعلماء وعموم المثقفين دور كبير في نشر الوسطية والاعتدال، لأنهم يملكون القدرة على التأثير من خلال وسائط متعددة، رسمية وغير رسمية، أي سواء بالتأليف والكتابة والإبداع، أو عبر التوجيه والإرشاد والإصلاح، وداخل محيطهم القريب وضمن دائرة علاقاتهم، خاصة وأنَّ كثيرا منهم يعملون في وظائف الإعلام والتدريس والوعظ والخطابة والإمامة.. وغيرها من مناصب التلقين واللقاء بعموم الجمهور العريض، وبعض هؤلاء الكتاب له قراء ومتابعين لكل ما ينتج من مواد أو يصدر عنه من أقوال ووجهات نظر.
ولكن الذي يحدث أحياناً هو تأويل العامة أو الجمهور لما يصدره هؤلاء الكتاب والفقهاء أو العلماء والدعاة، من أقوال والخوض في مواضيع يُساء فهمها من قبل المتلقين، نظراً لتفاوت أفهامهم واختلاف درجات إدراكهم للحقائق، فيفهمون منها غير الذي قصده هؤلاء الدعاة، ويؤدي ذلك في بعض الحالات إلى تبرير التطرف واللجوء إلى العنف.. عوض الحوار والتفاهم، وهذا يعني أن دور الكتاب والفقهاء والعلماء والدعاة.. ليس مجرد نشر الوسطية والاعتدال، وإنما أيضاً متابعة تأثير كلامهم في الجمهور، وتوضيح الأمور بشرح المقصود من بعض أقوالهم التي قد يُساء فهمها، أو يتم تسخيرها لتبرير الاتجاهات المنحرفة وعلى رأسها التطرف الديني.
المغرب هي حضارة عظيمة فتحت علي يديها بلاد الأندلس. كيف نعود بأجيالنا إلى عظمة وقوة تاريخنا ودورنا في ريادة الأمم؟
المغرب بوابة العرب والإسلام إلى أوروبا ومنها الأندلس، وأيضاً لعب دوراً في نشر الإسلام في إفريقيا جنوبي الصحراء، وحضوره اليوم مستمر في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين عبر العالم، بل والترافع على القضايا الإنسانية في عمومها، بغض النظر عن الدين والعرق والجنس واللغة.
ولذلك ترى المغرب من أوائل الدول التي تبادر بإرسال المساعدات والدعم والمساندة إلى الدول التي تصيبها كارثة بيئية أو طبيعية أو حرب ولو لم تكن تلك الدولة من أصدقاء المغرب، بل رأينا في كثير من الحالات أن المغرب منح المساعدة الإنسانية لبعض الدول التي تكن له العداء وتحاربه وتسيء إليه، مع ذلك لم يتردد في مساعدتها عندما أصيبت بمحنة أو مجاعة أو كارثة ما.
وهذه الروح الإنسانية التي يتميّز بها المغرب هي التي كانت وراء فتح الأندلس ونشر الإسلام في العالم، من خلال التجار والرحالين المغاربة الذين وصلوا آفاق الدنيا؛ في الهند والصين ودول شرق آسيا، ولا ننسى أن أشهر رحالة في تلك البقاع البعيدة، كان أصله من المغرب، وهو الرحالة الشهير ابن بطوطة الطنجي، ولذلك كان الفتح الإسلامي سلمياً، يتم عبر بوابة مكارم الأخلاق والإحسان إلى الغير.
مما أدى إلى دخول الناس أفواجاً في دين الله، فكانت حضارة الأندلس شاهدة على مجد المغرب ومجد الإسلام، وكيف كان المغرب دائماً يقف إلى جانب المسلمين في الأندلس ويدافع عنهم أمام الهجمات الصليبية، حتى إذا استتب الأمن تعود الجيوش المغربية إلى المغرب، وتبقى الأندلس شامخة تواصل حضارتها، وبعد زوال الأندلس استقبل المغرب علمائها وصناع حضارتها في مدنه التي تأثرت بحضارة الأندلس مثل تطوان وفاس وغيرها من كبريات المدن المغربية العريقة.
ولقد حافظ المغرب على استقلاله وشموخه، فهو من الدول القلائل التي لم تشملها الإمبراطورية العثمانية، ووجدت الحركات الاستعمارية صعوبة بالغة في الدخول إلى أرضه، فهو الدولة الوحيدة التي دخلها المستعمر الأوروبي تحت معاهدة حماية وليس استعمار، ومع ذلك قاوم دخوله وسرعان ما طرده، وانتزع استقلاله عنوة بالمقاومة المسلحة.
كيف نحي ونعود لعظمة وقوة تاريخنا ؟
إن المغرب عبر التاريخ لعب دوراً هاماً في المنطقة العربية، واليوم إذا أردنا العودة بأجيالنا إلى عظمة وقوة تاريخنا ودورنا في ريادة الأمم، لابد من إحياء هذا التاريخ بتدريسه للناشئة وتعريفهم بأبطال المسلمين وانتصاراتهم وتجليات حضارتهم، حتى يشعروا بفخر الانتماء، ويكون ذلك الإحساس بوابة للنهضة، لأنَّ الهزيمة أحياناً تكون نفسية بالأساس، ولا صلة لها بما هو مادي.
ومثال ذلك أن بعض الدول العربية اليوم لا تنقصها الإمكانيات المادية، وإنما تحتاج إلى علو الهمة وارتفاع منسوب الثقة في النفس وفي الذات العربية لتصل إلى مستوى من الريادة والتأثير في السياسة الدولية، وتوجيه الأحداث، إن القوة النفسية هي رأس مال كل حضارة، وضمن هذا السياق نستحضر مثال: زعيم النازية أدولف هتلر لم يفلح في حركته إلا بتحفيز شعبه وإقناعه بفكرة العرق النازي المتفوق، مما منح شعبه ثقة في النفس عالية، وزاد منسوب الحماس الزائد للصبر في الحروب والشدائد، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود.
وبناء ألمانيا الحديثة التي أعطت المثال للصناعات الثقيلة ذات السمعة الطيبة، والفلسفة المعاصرة ذات النزعة الإنسانية العميقة، لتتحقق ريادة دولة بفضل تعزيز الثقة في الإمكانات الخاصة وتحفيز العمل وبناء مجد عظيم في ظرف وجيز، كاد أن يجعل ألمانيا قوة عالمية مسيطرة، ولكن انهزامها في الحرب أوقف هذا المدّ، ومع ذلك فبعد الحرب العالمية الثانية وقد خرجت ألمانيا منهارة ومنهزمة، نجدها اليوم تمثل قوة اقتصادية هائلة نجحت في استعادت مجدها بفضل هذه الروح الجماعية التي تؤمن باستحقاق الريادة، وليس العرب اليوم أقل من ألمانيا في القدرة على صناعة مجد جديد شبيه بأمجاد الأندلس.
الثقافات العربية أصبحت في مهب الريح ما أبرز العوامل التي ساهمت في هدم الثقافة العربية ؟
في الوقت الذي تحضر فيه الثقافة اليوم بقوة في مختلف الأحداث الدولية، نجد غياباً للمثقفين العرب، فهل يعود ذلك لعقم الثقافة العربية التي أصبحت في مهب الريح، أم أزمة هؤلاء المثقفين؟ في الواقع لا يمكن للعاقل أن يقول بعقم ثقافة معينة، وتفوّق أخرى، ذلك أن الثقافة بشكل عام تتجاوز حصيلة الإبداع في الفكر والآداب لتشمل كل العلوم والصنائع والأعمال اليدوية، وأيضا مظاهر الحياة الاجتماعية في أبعادها المختلفة.
فالثقافة ليست مجالا واحدا، بل مجالات عديدة، ولا شك أنَّ الأمم تتفاضل في نصيبها من هذه المجالات، والأكيد أنَّ الثقافة العربية تتضمّن رصيدا ضخما من هذه المكونات، لكن لا نجد من المثقفين إلا القلة النادرة ممن يدركون قيمة هذا الرصيد، وينطلقون منه في مواجهة التيارات العالمية والأفكار الوافدة من الأمم الأخرى، فمن المعروف أنَّ الحملات العسكرية والاقتصادية، عادة ما تسبقها حملات ثقافية تزرع في البيئة المستقبِلَةِ بذور القبول والاستعداد النفسي لاستقبال الوافد الجديد والتعايش معه بل وتفضيله على ما هو محلي ووطني.
ويأتي الأدب والفن على رأس تلك الحملات التي تنشر ثقافة الأمم القوية عسكريا واقتصاديا، ومن هنا ندرك جيدا خطورة الثقافة في التمهيد للاستعمار، وهذا الأخير ليس بالضرورة أن يكون استعمارا للأرض، وإنما الأخطر هو أن يكون استعمارا للعقول والضمائر والنفوس والأرواح، لأنه بهذه الصورة يسلب الشعوب حريتها وإرادتها، فتغيب من خارطة الوجود، ولو كانت حاضرة على خارطة الحدود، لكن حضورها غير مؤثر.
هل الازمة الحالية هي أزمة ثقافات أو أزمة مثقفين؟
إن الثقافة أيّ ثقافة لم تكن فقيرة أبداً، ما دامت تعكس وجود أمة وشكلا من أشكال الحياة على الأرض، ولكن أهل تلك الثقافة هم مَنْ يحملون مسؤولية حمل مشعل ثقافتهم، والدفاع عنها، أمام الأنماط الأخرى من الحياة، تلك الأنماط الثقافية المغايرة التي تحاول فرض سيطرتها.
ومن هنا ندرك يقيناً أن الأزمة الحقيقية لم تكن أزمة ثقافات، ولكن هي أزمة مثقفين، مادام المثقف لا يحمل همّ وطنه وأمّته وتاريخ حضارته، فهو بدون هوية، بل المؤسف أنّ نجد بعض المثقفين يتنكرون لأوطانهم، فيبحثون عن هوية أخرى يتشرّفون بها، أو يصنعون بها مكانتهم الوهمية، وهذا منتهى الغدر والخيانة، إذ الوفاء يقتضي الدفاع عن الوطن، والوطن ليس مجرد اسم أو تراب، وإنما هو ثقافة قبل كل شيء.
هكذا، نخلص إلى أنَّ أهم عامل كان وراء انحسار مجد الثقافة العربية واستمرار إشعاعها، هو المثقف العربي نفسه، الذي لم يكن في مستوى ثقافته التاريخية ومجد الأمة التي ينتمي إليها.
هل ابتعدت أجيالنا عن المنهج الحقيقي في التدين ؟
لا يمكن القول بالمطلق أنَّ أجيالنا قد ابتعدت كلّياً عن المنهج الحقيقي في التدين، ولكن هناك نسبة من الانحراف قد تؤدي إلى الكارثة في حالة إهمالها أو التقليل من خطرها، ويتعلق الأمر بالانحراف في فهم الدين فهماً أصيلاً يستند إلى القرآن والسنة، وقواعد الأصول ومقاصد الشريعة، وكيفية تنزيلها في الواقع، بصورة تجعل الإسلام ديناً كونياً صالحاً لكل زمان ومكان.
أنّه دين يملك مفاتيح سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، ولا مجال للانزواء في عباءة الماضي أو القرون الأولى قلباً وقالباً، وإنما المطلوب أن يتم استلهام روح الدين من خير القرون وليس أشكال الحياة، إذ لكل عصر خصوصيات، وهناك ثوابت وأساسيات لا تتبدّل نظراً لارتباطها بالفطرة والروح، وقد حفظها الإسلام وأمر بتزكيتها، ويعلق الأمر بالنفس وشهواتها، والقلب وأحواله، فجعل العبادات الحسية والقلبية.
وألوان المجاهدات النفسية والبدنية سبيلاً للارتقاء بهذه الحواس لتكون منسجمةً ليس مع هوى الإنسان ورغباته، بل مع مراد الحق سبحانه؛ باتباع أوامره واجتناب نواهيه، مع إعطاء كل ذي حقّ حقه، بما فيها النفس، فضلاً عن الآخرين ولو كانوا أتباع دين آخر، بل لقد جعل الإسلام أخلاقاً في التعامل مع الأعداء والخصوم، وفي الحرب والقتال، فكان الدين رحمةً للعالمين.
إنَّ استرجاع هذا الفهم للدين، يمكن أن يمثل وقاية للعديد من أشكال الانحراف التي نلاحظها، ليس في الجيل الجديد فحسب، ولكن في كل مكونات المجتمع برمته.
























