قصة كراسة لـ نجيب محفوظ.. «أعطاها لعبد الرحمن الشرقاوي ولكن دون جدوى»
إبداع الأديب الراحل نجيب محفوظ لا حدود له، ورغم مرور أكثر من 15 عاما على رحيله، إلا أن هناك الكثير عن سيرته وحياته وأفكاره وقناعاته غير معروفة لدى البعض، ولا بد من البحث العميق حوله، لمعرفة تفاصيل عديدة تتعلق بحياته الشخصية والإبداعية، وغيرها من الأمور.
وفي مجلة "ضاد" بعددها رقم 14 الصادر بتاريخ 1 يناير 2012، جمع الكاتب سمير درويش عدة إجابات لنجيب محفوظ في حوارات له مع الكاتب محمد سلماوي عن الثورة والقدس والأدب ونوبل والاغتيال والمرض والرحيل، ومن بينها قصة الكراسات الثلاث في حياة أديب نوبل، والتي كان يدون فيهم أفكار رواياته قبل أن يكتبها.
وعند سؤاله عن هذا الأمر؛ قال محفوظ إن كراسته الأولى كنت أنوي كتابة تاريخ مصر القديمة عن طريق الروايات كما فعل سير والتر سكوت مع التاريخ الاسكتلندي، لذلك كنت أقرأ في هذا التاريخ وأدون في كراستي ما يصلح منه كي يتحول إلى رواية، وقد تجمع لدى ما يصلح لكتابة حوالي أربعين عملا، لكني فجأة كما تعلم تحولت عن الموضوعات التاريخية إلى الواقع فنحيت الكراسة جانبا ولم يعد لي حاجة إليها، ولا أعرف الآن أين ذهبت.
أما الكراسة الثانية كان أديب نوبل يدون فيها أوصاف شخصياته، قائلا عنها: كنت أعود إلى تلك الكراسة طوال فترة كتابتي لروايات الثلاثية حتى لا أحيد عن طبيعة كل شخصية والأحداث المتصلة بها، ولولا تلك الكراسة لفلتت الأمور من يدي، وبعد أن انتهيت من الثلاثية لم تعد لي حاجة لتلك الكراسة أيضا فلم أحتفظ بها، وهكذا أصبح وجود مثل هذه الكراسة إلى جانبي شيئا أساسيا، فقد وجدت نفسي بعد ذلك أدون في كراسة ثالثة الأفكار التي كانت ترد لي والتي كنت أعتزم العودة إليها وقت الكتابة.
وأضاف: وهذه الكراسة الأخيرة أعطيتها طواعية لعبد الرحمن الشرقاوي لأنه أعجب بمشروع رواية دونتها فيها، وكانت تحمل اسم العتبة الخضراء وتحكي قصص بعض المارة في ميدان العتبة المزدحم بالناس، وقد لي الشرقاوي إنها تصلح موضوعا لمسرحية، واستأذنني في أن يكتبها فأعطيته الكراسة، لكنه لم يكتب المسرحية، وهكذا فلا أفادتني هذه الكراسة ولا أفادت الشرقاوي.