الدراما تلعب دورا هاما وحيويا فى بناء الوعى وتشكيل الرأى العام
أكد المشاركون فى "صالون الإعلام" الشهرى بمكتبة مصر العامة، أن الدراما بموضوعاتها وقضاياها المختلفة تلعب دوراً مهماً وحيوياً فى بناء الوعى وتشكيل الرأى العام وفى عملية التنشئة الاجتماعية شأنها فى ذلك شأن المؤسسات الثقافية والتعليمية المختلفة.
حضر الندوة الكاتب والمؤلف الكبير محمد السيد عيد والمخرجة الكبيرة إنعام محمد على والسفير رضا الطايفى أمين صندوق مكتبات مصر العامة والدكتورة منى مكرم عبيد والمستشار محمد شيرين فهمى رئيس محكمة جنايات القاهرة والنائب محمود بكرى عضو مجلس الشيوخ ودكتور حافظ شمس الدين عضو المجمع العلمى المصرى وعدد من الشخصيات العامة والكتاب والصحفيين وأدار الندوة الإعلامى أيمن عدلى، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين ومؤسس "صالون الإعلام".
تحدث فى البداية السفير رضا الطايفى، وأكد أن الأعمال الدرامية الجادة من حيث الموضوع ومن حيث البناء الدرامى والحبكة الفنية كلما ارتقت بالذوق العام وعمقت من السلوكيات والمفاهيم الإيجابية فى المجتمع وجعلت المشاهد يرتبط بوطنه وبقيمه وبتاريخه وقضاياه الداخلية وما يواجهه من تحديات خارجية عمقت من قيم الولاء والانتماء للوطن ولرموزه التاريخية والوطنية فى كافة المجالات وتنمى الحس الجمالى والفنى والابداعي.
وتحدث الكاتب الكبير محمد السيد عيد عن أهمية اختيار الأفكار البناءة التى تساهم فى بناء الأوطان من خلال دراما جادة وحقيقية تعمل على بناء شخصية مصرية وطنية تكون نموذج وقدوة فى المجتمع مؤكداً أن الجيل الذهبى فى الستينيات والسبعينيات أدرك أهمية الفن والثقافة، لذا كانت هناك أعمال كثيرة تقف جنباً إلى جنب فى كل القضايا الوطنية التى تحتاج إلى تكاتف كل الجهود فى التصدى لكل ما يواجه الأوطان وهو ما نحتاج إليه الآن فى ظل حرب ضروس ضد الدولة المصرية سلاحها الأول الثقافة والفن والقوى الناعمة المصرية.
وأكدت المخرجة الكبيرة إنعام محمد على أنها تفخر بأعمالها التى ساهمت فى ربط المواطن برموزه الكبار فى مختلف المجالات وأكدت أنها تحرص على اختيار نص جيد لتكمل الصورة المطلوبة للعمل موكدة أنها شرفت بالعمل مع كبار الكتاب أمثال محمد السيد عيد وغيره من المؤلفين المصريين الوطنيين خاصة فى أعمال السير الذاتية التى تتطلب وقتاً طويلاً قرابة العامين لتنفيذ هذا العمل وهو ما نحتاجه الآن فى ظل مؤامرة فكرية وثقافية فنحن فى أمس الحاجة لإبراز الرموز الوطنية المشرفة لكى يتعرف عليهم الشباب عن قرب من خلال عمل درامى أو فيلم.
من جانبها أشارت الدكتورة منى مكرم عبيد أن الندوة ناقشت تحديات صناعة الوعى وهى بالأساس تتطلب أعمال جيدة تناقش القضايا من منظور شبابى يتماشى مع تطلعاتهم لذا نحتاج خطة شاملة للأعمال الدرامية الجادة والهادفة والتى تخدم بالأساس العقل المصرى الذى يواجه كثير من الأفكار المتطرفة تتطلب تدخلا عاجلا من الدولة لوقف هذا العبث الذى يفسد عقل الشباب المصرى موكدة أن الحل فى مشروع ثقافى تنويرى يساهم فى رفع الوعى وزيادة الثقافة عند الشباب.
وأكد النائب محمود بكرى على أهمية الاستمرار فى تقديم مزيد من الأعمال الجيدة الوطنية طوال العام وليس فى شهر رمضان المعظم كل عام وطالب الدولة بوضع استراتيجية متكاملة للثقافة والفنون لمناقشة القضايا الوطنية يساهم فى زيادة جرعة الوعى والوطنية والانتماء لدى الشباب.
فيما أشار دكتور حافظ شمس الدين عضوٍ المجمع العلمى المصرى أن المعرفة هى أساس تقدم الشعوب وهى العنصر الأساسى لتقدم الأمم ومن بينها الثقافة والفنون فهى معيار تقييم تلك الشعوب ومصر دولة رائدة وتمتلك القوى الناعمة المصرية المؤثرة ولكن نحتاج إلى إظهارها بشكل يليق بحجم دولة كبيرة كمصر