بوابة الدولة
الأربعاء 10 سبتمبر 2025 01:27 صـ 16 ربيع أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

أسامة أيوب الكاتب الصحفى الكبير يكتب ”لبوابة الدولة الاخبارية ” : خريجو «الإعلام» 1975.. دفعة ما يغلبها غلاب


أسامة أيوب  الكاتب الصحفى الكبير والامين العام للمجلس  الاعلى للصحافة الاسبق  يكتب "لبوابة الدولة الاخبارية " : خريجو «الإعلام» 1975.. دفعة ما يغلبها غلاب

الأسبوع الماضى كان اللقاء الشهرى لخريجى الدفعة الأولى (1975) بكلية الإعلام- جامعة القاهرة، وهو اللقاء الذى توافق خريجو الدفعة على عقده بمن يحضر منهم دورياً وبانتظام فى السبت الأول من كل شهر منذ اجتماعهم فى نهاية شهر مايو من العام قبل الماضى (2015) بمناسبة مرور أربعين (40) سنة على تخرجهم فى أول كلية إعلام فى العالم العربى.
ولأن شواغل كثيرة.. عامة وخاصة كانت قد حالت دون انتظامى فى حضور هذا اللقاء الشهرى، فإن مشاعر حنين جارفة تجاه ذكريات العمر دفعتنى دفعاً لحضور لقاء الأسبوع الماضى.. عازماً على الانتظام فى حضور اللقاءات القادمة دون انقطاع.

لقاء الأسبوع الماضى الذى عُقد فى حديقة منزل الزميل العزيز شريف رياض الكاتب الصحفى بالأخبار وبدعوة كريمة منه والذى سبقه لقاء مماثل بدعوة من الزميل العزيز أسامة سرايا.. كان الأكبر من حيث عدد الحاضرين الذين تجاوزوا الأربعين بقدر ما كان منتدى لاستعادة الذكريات وأحاديث حول الحاضر والعمل والأسرة والأبناء، أما الختام فكان غنائياً حيث تبارى الزملاء الإعلاميون والصحفيون فى إظهار مواهب لم تكن معلومة فى الغناء، جرى بعد ذلك التقاط الصور الجماعية.
خلال ساعات هذا اللقاء الذى اتسم بحميمية تتجدد بقوة مع كل لقاء وتجاوزت خمس ساعات.. كادت تمتد لولا اقتراب منتصف الليل والبعد المكانى للقاء (فى التجمع الخامس)، فقد أمسك خريجو الدفعة باللحظة التاريخية التى تجمعهم بعد (42) سنة من التخرج.. متمنين لو طال اللقاء بأكثر من تلك الساعات، ولكنهم تصافحوا وتعانقوا انتظاراً للقاء الشهر القادم.

هذه الدفعة الأولى من خريجى كلية الإعلام.. دفعة لها العجب حقاً.. دفعة متميزة بل بالغة التميز عن غيرها من خريجى الكلية فى السنوات التالية بل عن غيرها من خريجى الجامعات المصرية، لا أقول ذلك عن «شيفونية» أو انحيازاً عاطفياً أو تعصباً لدفعة.. أنا من خريجيها، لكن لأنها حقيقة موثقة وبشهادة غير مجروحة من النخب المصرية.. الإعلامية والصحفية والسياسية والثقافية أيضاً، ثم لأنها حقيقة بحكم تاريخها وبفعل ما أكدته السنون التى تجاوزت الأربعين فى المسيرة المهنية لهذه الدفعة.. فى الصحافة وفى الإذاعة والتليفزيون وأيضاً فى مجال العلاقات العامة والإعلان.
أما التاريخ فقد بدأ فى صيف عام 1971 مع فتح القبول بالكلية خارج مكتب التنسيق (كان اسمها فى البداية معهد الإعلام) لمرحلة البكالوريوس مع إعلان نتائج الثانوية العامة، حيث كان شرط القبول المبدئى ألا يقل المجموع عن (65٪) أما شرط القبول النهائى فكان اجتياز اختبارين.. الأول تحريرى فى المعلومات العامة والسياسية والإعلامية والصحفية والثقافية والتاريخية، والثانى شفوى لإثبات صلاحية الطالب للالتحاق بالمعهد ودراسة المواد الإعلامية.
بلغ عدد المتقدمين نحو ألف طالب.. اجتاز رُبعهم فقط اختبارات القبول حيث كان عدد طلاب الدفعة الأولى (250) طالباً فقط.. تعثر بعضهم تباعاً فى سنوات الدراسة الأربع وتأخر تخرجهم، بينما بلغ عدد خريجى الدفعة الأولى الحاصلين على بكالوريوس الإعلام فى التخصصات الثلاثة فى مايو 1975 نحو مائتى خريج.
ومن المفارقات أن الكثيرين من أبناء هذه الدفعة الأولى كانوا مقبولين طبقاً للمجموع فى الثانوية العامة فى كليات الطب والهندسة والصيدلة والاقتصاد والعلوم السياسية وهى كانت ولا تزال كليات القمة إلى جانب كليات التجارة والآداب، ولكنهم اختاروا عن اقتناع ومن المؤكد أيضاً عن رغبة صادقة وموهبة حقيقية وسمات شخصية أخرى الالتحاق بمعهد الإعلام رغم ما كانت تعنيه كلمة معهد فى ذلك الوقت فى الأدبيات الجامعية من تدن فى المجموع وأيضاً فى المستوى الدراسى، وهو الأمر الذى يؤكد مثلما تأكد بعد ذلك أن ثمة روابط وسمات فكرية مشتركة تتسم بالتميز والخصوصية لهذه الدفعة.

هذه السمات الفكرية والشخصية المشتركة لأبناء هذه الدفعة المغامرة التقت ولحسن الحظ مع القامة الصحفية والأكاديمية العملاقة.. الأستاذ جلال الدين الحمامصى... ثالث ثلاثة مع الأستاذين العملاقين مصطفى وعلى أمين أسسوا «أخبار اليوم» إحدى أهم وأكبر القلاع والمدارس الصحفية فى مصر والعالم العربى.
كان الدرس الأول فى أول محاضرة للأستاذ جلال الدين الحمامصى عن الخبر الصحفى ومصادره مقترناً بالصدق والكرامة.. كرامة الصحفى والصحافة، وهذه الكرامة كانت وظلت المبدأ العام الذى حرص على انتهاجه غالبية خريجى هذه الدفعة طوال مسيرتهم المهنية.. ليس فى الصحافة فقط وإنما أيضاً فى الإعلام الإذاعى والتليفزيونى.
ولأن أستاذنا الكبير الحمامصى وبثاقب بصره وبصيرته وبخبرته العميقة لم يشأ أن تقتصر الدراسة الصحفية على الجانب النظرى فقط فقد أحدث حدثاً غير مسبوق فى الدراسات الصحفية. أحسبه اختراعاً يحسب لهذا العملاق، إذ قرر إصدار جريدة بترخيص رسمى باسم «صوت الجامعة» لتكون التطبيق المهنى العملى لما أسماه مادة المعمل الصحفى، حيث كانت الجريدة المعمل التدريبى على كل أشكال وأنماط العمل الصحفى بداية من الحصول على الأخبار من مصادرها وصياغتها الصياغة الصحفية ثم التحقيق والحوار، وهى التجربة التى بدأت مع بداية السنة الدراسية الثانية وتحديداً فى شهر ديسمبر عام 1972، واستمرت فى تواصل بين الدفعة الأولى والدفعات التالية خاصة فى قسم الصحافة. بعد أن انقسمت الدراسة فى السنة الثالثة إلى ثلاثة أقسام هى الصحافة، والإذاعة والتليفزيون، والعلاقات العامة والإعلان.

ولعل تخوف غالبية طلاب الدفعة الأولى من مشقة العمل الصحفى حسبما اتضح فى التدريب الصحفى فى جريدة «صوت الجامعة».. كان السبب فى إحجام هذه الغالبية عن الالتحاق بقسم الصحافة واختارت قسمى الإذاعة والتليفزيون، والعلاقات العامة والإعلان، ولم يزد طلاب قسم الصحافة فى الدفعة الأولى عن بضعة وخمسين طالباً.
وفى السنتين الثالثة والرابعة تولى طلاب قسم الصحافة إصدار الجريدة بالكامل من الألف إلى الياء تحت إشراف غير مباشر للأستاذ الحمامصى حيث مارسوا العمل الصحفى بكل أشكاله بما فى ذلك الإخراج الصحفى  بل لقد سمح الأستاذ الحمامصى بكتابة المقال الصحفى وهو أعلى درجات الممارسة الصحفية لمن وجد فيهم من الطلاب القدرة والكفاءة.
المهم فى هذه التجربة الصحفية الأكاديمية المتميزة غير المسبوقة هو أن خريجى قسم الصحافة فى هذه الدفعة الأولى أثبتوا بعد تخرجهم ومنذ اللحظة الأولى التى بدأوا فيها ممارسة العمل الصحفى فى الصحف الكبرى.. الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية كفاءة شهد بها كبار الصحفيين، إذ بفضل هذه التجربة وصاحبها الحمامصى وبفعل الممارسة المهنية الفعلية قبل التخرج.. دخل هؤلاء الخريجون إلى المهنة بوصفهم محترفين لا متدربين.
وفى نفس الوقت فإن دروس ومبادئ وقيم ومحاضرات جلال الدين الحمامصى كانت حاضرة لدى خريجى قسمى الإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة والإعلان، إذ لم تغب بقدر ما لم يغب الحمامصى عنهم لحظة واحدة وإن غابوا عن الدراسة فى قسم الصحافة.
أما الأهم فى هذه التجربة المتميزة.. أنها كانت أيضاً تجربة ديمقراطية ليبرالية.. مارس خلالها خريجو هذه الدفعة حرية الرأى والتعبير والاختلاف مع أستاذهم وبتشجيع منه سواء فى مدرجات الجامعة أو على صفحات «صوت الجامعة» وكانت سنوات الدراسة الأربع.. حواراً طويلاً ممتداً متنوعاً.. هادئاً أحياناً.. عاصفاً فى أحيان أخرى، وعلى نحو ليس له مثيل فى أى محفل سياسى أو جامعى، فكان ذلك كله.. التجربة الصحفية العملية والأكاديمية.. والحوار الديمقراطى هو عنوان هذه الدفعة التى أطلقت عليها الكلية والجامعة اسم دفعة جلال الدين الحمامصى، فأضافت هذه التسمية إلينا شرفاً فوق شرف.. نعتز به منذ تخرجنا وسنظل نعتز به ماامتدت بنا الحياة.
بفعل هذه التجربة المتميزة، فإنه بتخرج هذه الدفعة الأولى وإلتحاقها بالعمل الصحفى والإعلامى، فقد بدا واضحاً للجميع وبشهادة الجميع فى الصحافة والإعلام أن دماءً جديدة مختلفة ومتميزة تدفقت فى شرايين الإعلام المصرى والصحافة المصرية، وبمرور السنين كان خريجو الدفعة الأولى ملء السمع والبصر.. وشغلوا المواقع الإعلامية والصحفية القيادية، وكان منهم رؤساء الصحف الكبرى ورؤساء المحطات الإذاعية والتليفزيونية.

ومع ذلك فإن أغلبية خريجى هذه الدفعة المتميزة لم تحظ بكل ما تستحقه بحكم أوضاع المنظومة الإعلامية والصحفية وبفعل حالة الجمود التى سادت الإعلام والصحافة واستمرار القيادات فى مواقعها لأكثر من ربع قرن، وعندما حان وقت التغيير كانوا خارج السباق بحكم السن، ورغم ذلك فقد ظلوا وبإصرار وعزيمة لا تلين محافظين على تميزهم وكفاءة الأداء طوال مسيرتهم المهنية.. معتزين بالانتماء للمهنة التى اختاروها وللدفعة المتميزة الرائدة فى دراسة الإعلام والصحافة.
لكل تلك الأسباب.. حافظت الدفعة الأولى من خريجى كلية الإعلام على تواصلها رغم مرور كل تلك السنوات، ولا تزال ذكريات الدراسة والتجربة المتميزة تجمعهم.. ممتزجة بأحاديث المسيرة المهنية والشخصية، ولاتزال الروح الشابة لهؤلاء الخريجين الذين اقتربت أعمارهم من الخامسة والستين.. متألقة متوهجة رغم الشيب الذى غزا الرءوس وعلامات الزمن المحفورة على الوجوه.. حقاً إنها دفعة متميزة.. دفعة لها العجب.. دفعة ما يغلبها غلاب.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى09 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.9534 48.0534
يورو 56.3549 56.4772
جنيه إسترلينى 65.0776 65.2325
فرنك سويسرى 60.3947 60.5512
100 ين يابانى 32.7149 32.7943
ريال سعودى 12.7831 12.8105
دينار كويتى 157.0699 157.4490
درهم اماراتى 13.0546 13.0840
اليوان الصينى 6.7330 6.7482

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5566 جنيه 5543 جنيه $116.76
سعر ذهب 22 5102 جنيه 5081 جنيه $107.03
سعر ذهب 21 4870 جنيه 4850 جنيه $102.16
سعر ذهب 18 4174 جنيه 4157 جنيه $87.57
سعر ذهب 14 3247 جنيه 3233 جنيه $68.11
سعر ذهب 12 2783 جنيه 2771 جنيه $58.38
سعر الأونصة 173113 جنيه 172402 جنيه $3631.61
الجنيه الذهب 38960 جنيه 38800 جنيه $817.31
الأونصة بالدولار 3631.61 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى