عميد حقوق عين شمس: من لا يحمى فكرته بالقانون لا يلوم إلا نفسه
استضاف بودكاست "بصمة" في حلقته السادسة الدكتور ياسين الشاذلي، عميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس، من تقديم الزميلة بسنت جميل، وتحت إشراف كل من الدكتور محمد مجدي مدرس الهندسة ومدير مركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة عين شمس، والدكتورة شيرين محمد المصري مدرس الإعلام ومدير وحدة الابتكار وريادة الأعمال بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس.
وكشف الدكتور ياسين الشاذلي، فى بداية اللقاء، أن المشرّع المصري قد سار بخطوة تشريعية مهمة حين جمع حقوق الملكية الفكرية ضمن قانون موحد، وهو القانون رقم 82 لسنة 2002 بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية، الذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 2002، ليحل محل عدة قوانين متفرقة كانت تنظم براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق المؤلف، ويُعدّ الإطار القانوني الأساسي لحماية الإبداع والابتكار في مصر.
وأوضح عميد كلية الحقوق، أن الملكية الفكرية تنقسم إلى صنفين رئيسيين: أولهما حقوق الملكية الأدبية والفنية، وتشمل حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وثانيهما حقوق الملكية الصناعية والتجارية، والتي تضم براءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية، بما يضمن حماية شاملة لكافة صور الإبداع والابتكار.
منظومة حماية الملكية الفكرية
وأشار عميد كلية الحقوق، إلى أنه في إطار تطوير منظومة حماية الملكية الفكرية، تم خلال العام الماضي توحيد الجهات المختصة باستقبال أوراق وإجراءات حماية الحقوق، فقد أقرّ البرلمان المصري في عام 2023 قانون إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية (رقم 163 لسنة 2023)، بهدف جمع جميع الجهات المعنية بإدارة طلبات حماية الحقوق تحت جهة واحدة، ما يجعل الإجراءات أكثر انسيابية وتكاملاً للمبدعين والمخترعين والمستثمرين.
استراتيجية مصر 2030.
وأشاد الدكتور ياسين الشاذلى، باستراتيجية مصر 2030، لما تتضمنه من توجهات واضحة لدعم الابتكار وريادة الأعمال وتبسيط الإجراءات أمام الشباب، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية تمثل تفعيلًا حقيقيًا لحماية حقوق الملكية الفكرية، وتخلق مناخًا محفزًا للابتكار لدى الشباب وتعزز ثقتهم في تحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتنفيذ.
وفيما يخص العلامات التجارية، لفت الدكتور ياسين الشاذلي، إلى أن القانون المصري والدولي يشترط أن تميز العلامة المنتج أو الخدمة دون وصفها مباشرة، مشيرًا إلى أن استخدام كلمة مثل "تفاح" لتسويق التفاح نفسه غير جائز، لضمان حماية العلامة وتمييز المنتج في السوق، وأضاف أن مدة حماية العلامة تصل إلى 10 سنوات من تاريخ تسجيلها، ويجب تجديدها لفترات مماثلة لضمان استمرار الحماية القانونية.
كما سلط عميد كلية الحقوق، الضوء على التحديات التي تواجه رواد الأعمال الناشئين من الشباب، خصوصًا من يبدأون مشاريع صغيرة، مثل صعوبة الحصول على التمويل، وقلة الوعي بالإجراءات القانونية اللازمة لحماية ملكيتهم الفكرية، ما قد يعرض مشاريعهم للمخاطر أو للاستغلال غير المشروع، مؤكداً أن نجاح رواد الأعمال في التجارة الإلكترونية يعتمد على القدرة على التواصل مع العملاء وفهم احتياجاتهم، إلى جانب بناء سمعة تجارية جيدة تكسب ثقة العملاء وتشجعهم على شراء المنتجات والخدمات.
وتابع الدكتور ياسين الشاذلى، أن الشباب في مصر لديهم فرصة تأسيس شركة الشخص الواحد بمبلغ بسيط يبدأ من 1000 جنيه فقط، وفقًا لأحكام قانون الشركات رقم 159 لسنة 1981، ما يتيح لأي شاب أن يصبح صاحب شركة ويدير مشروعه الخاص دون الحاجة لرأس مال كبير، ويشجع على الابتكار والمبادرة في سوق ريادة الأعمال.
كما تناولت الحلقة قاعدة قانونية مهمة، وتحدث عنها عميد كلية الحقوق قائلًا: "المقصر أولى بالخسارة"، مشددًا على أن أي شخص يتهاون في تسجيل أفكاره الابتكارية وحماية ملكيته الفكرية، لا يحق له أن يلوم إلا نفسه؛ إذا تعرضت أفكاره للسرقة أو الاستغلال غير المشروع.
نصحيته للشباب
كما نصح الشباب بـ ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على صحة الجسم والعقل، والاهتمام بتنظيم الوقت، بالإضافة إلى تعلم مهارات جديدة وتطوير القدرات الشخصية، مؤكدًا أن التثقيف المستمر والاطلاع على أحدث المعلومات يساعد الشباب على تعزيز الإنتاجية والابتكار، ويمنحهم القدرة على مواجهة تحديات ريادة الأعمال بثقة وكفاءة.
























