نقطه ضعف يتم طرحها في الدوره المقبله لمعرض القاهره الدولي للكتاب
مجموعه مسرحيه تحت غنوان نقطه صعف تمزج بين الرؤية الإنسانية عن الحرب والقهر والمعاناة النفسية لمن يخوضها فمن خلال قصة مجند لابجد أمامه سوى إطاعة الأوامر وانتظار عبثية الحرب.
وتقول الكاتبة في مقدمة مجموعتها: عندما يحاصَرُ الإنسان في مكان غير معلوم في وسط حربٍ عبثيةٍ لا يعلم حتى جنودها كيف إندلعت ، والى ماذا يمكن أن تُسفر ، حرب ُيكون ضحيتها هم العساكر والمدنيون فقط ، و الضباط ، ويقطف ثمارها القادة الذين يجلسون على كراسى وثيرة ، و يديرون الحرب من وراء أجهزة اللاسلكي ، بينما الجنود يقتلون ويجرحون وتُقطع أوصالهم نتيجة القتال طوال سنين ، وفي هذا المنزل المهجور في وسط مدينة هجرها سكانها ، ونزحوا إلى مكان بعيد يبقى مازن ، وفرقة القناصة التابع لها دون إمدادات ،أو تواصل مع القيادة فهم محاصرون بين رغبتهم فى الحياة ، ونسيان في منطقة منكوبة ، والاحساس بالتقدير من القيادة ، وبين قسوة الظروف والحرب ،وقلة المؤونة ، والعتاد العسكرى ، فالمجند مازن بطل النص محاصر - فى أزمة شخصية البطل المسرحي - نعم أزمته التى تتلخص في سخطه على الحرب ، وانتقامه غير المباشر ممن أفتعلها من أطراف لايهمها سوي العبث ، واللعب حتى فى أدوات الحرب كما تفعل الدول العظمي ، وبين الشعوب التي تقاسي مراهقة هؤلاء ورغبتهم في الحياة الآمنة ، دون مراعاة ما تُسفر عنه هذه المعركة ، لذلك فمازن يتخبط بين صوت الوهم في وجدانه ، وبين الرغبة المحتدمة في سرقة الرتب العسكرية من قادته ، وصوت القهر في النهاية الذي أودت بحياته ، ربما يمكن أن يحمل مازن صفة البطل التراجيدي لأنه يحمل مقوماته ولكن !
فلقد ناقش النص الأبعاد النفسية لمجند قناّص في حرب عبثية لا يملك لاهو ولا احد افراد فصيله سوي اطاعة الاوامر وانتظار نهاية الحرب!
أما في نص ( نقطة ضعف ) وهو نص يدور حول ضعف القوة والتراخي ، في استخدام الحزم والقوة في الدفاع عن الحدود الشخصية ، والملكية الفردية ، و لعب الآخر على حياء الشخص – الضحية - الذي يتعامل بكرم لا يخلو من سذاجة !
فالصديقتان الجارتان هنا في هذا النص تمثلان علاقة الغني والفقير، وعلاقة الطيب المتسامح والشرير الاستغلالي في إسقاط غير مباشر حول الطبيعة البشرية وخلفيتها الاجتماعية التي تمثل شعب مسالم وضعيف ، فى مقابل شعب يستغل هذا الضعف ويستغل ويغتصب ممتلكاته !
في هذا النص ينقل لنا واقعاً مزعجاً ولكن هذه مهمة الكاتب عادة " مهما كان الواقع مزعجاً ، فإن الأديب يستطيع الكتابة عن تلك الاشياء"
فحتى العلاقات الانسانية لا تخلو من السياسة بمعني أنها تنطوى على التأثير والتأثر حتى لو كان مجتمعاً صغيراً كعلاقة هانئة ، وصباح ووجود علاقة التأثير السلبية والمدمرة لكيان قائم بذاته و مستقل ، ولكن الضعف الذي استغلته الصديقة في الاستحواذ على ملكية صديقتها وجارتها ، فالشجاعة ليست أن استمر بقوة بل الشجاعة أن استمر رغم ضعف القوة والجُبن ليس أن تضعف خائفا أمام خصم قوي بل الجبن أن يمنعك الخوف من التقدم خطوة نحو ذلك الخِصم .
لكن نرجع لدافع شخصية صباح وهانئة ، وتحديد جزئية ملامح دونية المرأة في نظرتها لذاتها ، فصباح وهي الشخصية المضادة إرتكزت فى كفاحها ومأساتها الشخصية على مقولة أن العدو الأول لها هو الرجل بينما هى انتقمت من المرأة هانئة جارها وصديقة عمرها ، لأنها عاجزة عن مواجهة مجتمع ظالم لم يمكن لها العمل الوظيفي ولا الكيان المالي المستقل الذي تعيش فيه بكرامة كمكاشفة للقارئ والمجتمع علي ظلمه للمرأة المطلقة ، فالكتابة كما تقول فاطمة قنديل" الكتابة تعرية للذات والمجتمع وبالطبع لايريد تعرية أمرأة ، فدور الكتابة في المجتمع هو تعرية التناقص الموجود لإبراز الخلل بإستمرار ونزع الغلاف الشفاف الموهم بإتساق الأمور (1)
ان ضياع الشخصية الاستغلالية فى الظاهر " يكمن القلق الفطري من مجتمع يلومها على الطلاق ومن هنا تستبد بها منذ الطفولة عادة القلق على مظهرها وعلى مستقبلها وتلازمها الخشية من اللعنات التى ستواجهها اذا لم تتزوج أو أن كانت عاقرا وتزداد قلقاً حين تشعر أنها ألعوبة بيد الحظ ، وأنها لا تملك الوسائل لتأمين تلك النعم التي لابد منها لتأمين وجودها ، أن التوجيه التقليدي الاستبدادي في حال استمراره يؤدى فى أحوال شاذة تظهر فيها الفتاة بمظهر القوة المستبدة ،الي انطباع شخصيتها بطابع الذل ، وعقدة النقص والدونية " ( ٢)
هنا تجد صباح كى تجاوز هذا الذل قامت بالاستحواذ الممنهج لجارتها هانية التي كانت تنعم طيلة حياتها بحياة رغدة منذ نعومة أظفارها علي عكس صباح الفقيرة والتي تعول ابنها بعد طلاق سابق ، ان كل ما فعلته في جارتها الطيبة يكشف ُعن الوجه الحقيقي للشر ، وعن البحث الوهمي للحرية والمساواة مع الغير، وتصور الشر على أنه الخير المحض طالما يصب فى المصلحة الشخصية .
في نصي الثالث تقوم المراة الشابة حديثة الزواج بالهرب من ورقة ظنتها ورقة طلاقها بعد خلاف مع زوجها الشاب وتهرب حتي تعرف حقيقة علاقتها ومشاعرها تجاهه وبعد ما عانته من عذاب الترقب والانتظار لعدة أيام يعثر عليها لتكتشف أن الورقة ليست الا ورقة بعثته الدراسية ..
*أمير تاج السر
(١) شادية على قناوي ، المرأة العربية وفرص الابداع،القاهرة ، دار قباء للطباعة والنشر ، ٢٠٠٠
(٢) روز غريب ، أضواء علي الحركة النسائية المعاصرة ،مقالات ودراسات، بيروت ، معهد الدراسات النسائية في العالم العربي ،كلية بيروت الجامعية.















