بوابة الدولة
الخميس 18 ديسمبر 2025 07:34 مـ 27 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

المستشار محمد سليم يكتب : حين يُعاقَب النبوغ بغير ذنبه

المستشار محمد سليم
المستشار محمد سليم

حين يُغتال العدل باسم النسب .. حين يعاقب النبوغ ويكافأ النفوذ .. جريمة التمييز الاجتماعي في حق الموهوبين فى التعليم والعمل

في عالمٍ يرفع شعارات العدالة وتكافؤ الفرص، تُرتكب جريمة صامتة كل يوم في حق أبناءٍ لم يخطئوا، سوى أنهم وُلدوا فقراء، أو حمل آباؤهم مهنًا بسيطة، أو ارتبطت أسماؤهم بقرابة لا يد لهم فيها. يُقصَون من فرص التعليم والعمل، لا لأنهم أقل علمًا أو كفاءة، بل لأنهم لا ينتمون إلى “السلالة الصحيحة” في عيون أصحاب القرار. إنه ظلم فجّ، مهما حاولوا تزيينه بالإجراءات أو تبريره باللوائح.

ومن خلال سفرياتي إلى عدد من الدول، سمعت وعايشت صورًا صادمة من هذا التمييز، خاصة في بعض المجتمعات العربية، حيث يُدار المستقبل بمنطق: “هذا ابن فلان… وذاك ابن علان”، وكأن الكفاءة ترف، وكأن العلم وحده لا يكفي ما لم يكن مسنودًا باسم أو نفوذ. هناك دول لا تُغلق أبوابها بالقوانين، بل بالأعراف، ولا ترفض المتقدم صراحة، بل ترفضه ضمنًا لأنه “ليس من الطبقة المناسبة”.

وهنا نكون أمام جريمة أخلاقية ودينية مكتملة الأركان، تصطدم مباشرة بنص قرآني قاطع لا يحتمل التأويل، قال الله تعالى: ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ).
فأي منطق هذا الذي يُعاقَب فيه إنسان بذنب غيره؟ وأي عدل هذا الذي يُقصى فيه شاب نابغ لأن قريبًا له أخطأ يومًا، أو لأن اسمه لا يفتح الأبواب؟ بل إن الله سبحانه وتعالى نسف فكرة التمييز من أساسها حين قال: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )، لا أغناكم، ولا أعلاكم نسبًا، ولا أكثرهم نفوذًا، ومع ذلك، تُصر بعض المجتمعات على استيراد منطق جاهلي مرفوض، تُقدَّم فيه الأسماء قبل العقول، والأنساب قبل المواهب.

وجاء رسول الله ﷺ ليُغلق هذا الباب إلى الأبد، فقال في خطبة الوداع، وهو يضع دستورًا خالدًا للعدالة - (لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى)، فمن أين جاءت هذه الطبقية البغيضة؟ ومن منح البعض حق الوصاية على أحلام الآخرين؟

إن ما يحدث ليس مجرد تمييز اجتماعي، بل اغتيال متعمد لمستقبل المجتمعات. فحين يُكسَر المجتهد، ويُهَان المتفوق، ويُدفَع صاحب الموهبة إلى الهامش، فإن الخسارة لا تقع عليه وحده، بل تقع على الأمة كلها، وقد قال الله تعالى محذرًا: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، والعدل هنا ليس شعارًا، بل ممارسة، تبدأ من اختيار الأكفأ، لا الأقرب.

لقد أكد النبي ﷺ مبدأ المسؤولية الفردية بوضوح لا يقبل الالتفاف، حين قال: ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، فالمسؤولية لا تُورَّث، والخطأ لا يُصدَّر إلى الأبناء، والذنب لا يُحمَّل لمن لم يرتكبه.

إن المجتمعات التي تُحارب أبناءها بسبب أسمائهم، وتغلق الأبواب في وجه الفقراء مهما نبغوا، لا تبني دولًا، بل تصنع قنابل غضب موقوتة. والتمييز الطبقي، مهما تلحف بالقانون أو الصمت، يبقى ظلمًا صارخًا، يخالف شرع الله، ويهدم الثقة، ويقتل الانتماء.

في الختام، نقولها بوضوح لا يقبل المجاملة: كل نظام، وكل مؤسسة، وكل مجتمع يُقصي إنسانًا لكَونه فقيرًا أو بلا سند، هو شريك في الظلم، ومخالف لنصوص القرآن، ومعادٍ لجوهر رسالة النبي ﷺ. فالعدل لا يُجزَّأ، والكرامة لا تُورَّث، والمستقبل لا يُبنى إلا على أساس واحد: الإنسان بما يستحق، لا بما يُنسب إليه.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى18 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5329 47.6329
يورو 55.6990 55.8209
جنيه إسترلينى 63.5942 63.7518
فرنك سويسرى 59.7372 59.9005
100 ين يابانى 30.5109 30.5849
ريال سعودى 12.6731 12.7004
دينار كويتى 154.7445 155.1205
درهم اماراتى 12.9408 12.9694
اليوان الصينى 6.7505 6.7649

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6610 جنيه 6590 جنيه $139.27
سعر ذهب 22 6060 جنيه 6040 جنيه $127.66
سعر ذهب 21 5785 جنيه 5765 جنيه $121.86
سعر ذهب 18 4960 جنيه 4940 جنيه $104.45
سعر ذهب 14 3855 جنيه 3845 جنيه $81.24
سعر ذهب 12 3305 جنيه 3295 جنيه $69.63
سعر الأونصة 205640 جنيه 204930 جنيه $4331.63
الجنيه الذهب 46280 جنيه 46120 جنيه $974.86
الأونصة بالدولار 4331.63 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى