متحف الفن الإسلامي يكرّم فريقًا من أبناء “بصيرة” لإبداعهم في تنفيذ مجسمات خزفية مستوحاة من مقتنياته
كرّم متحف الفن الإسلامي بالقاهرة مجموعة من أبناء مؤسسة بصيرة من المكفوفين وضعاف البصر، تقديرًا لابداعهم فى تنفيذ مجسمات خزفية أعادوا من خلالها صياغة بعض مقتنيات المتحف بوسائط فنية معاصرة.
جاء التكريم خلال الفعالية التي نظمها المتحف مؤخرا احتفاءً باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة تحت عنوان "حصاد معرفي وإبداعي"، وذلك بحضور أحمد صيام مدير عام المتحف، وأحمد ناجي مسئول ملف التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف.
وفي تعليقها على التكريم، أكدت دعاء مبروك، المدير التنفيذي لبصيرة، أن التجربة أثبتت اهمية الاستثمار في أدوات الإتاحة داخل المؤسسات الثقافية موضحة ان ما تحقق داخل المتحف هو نموذج لما يمكن أن يحدث عندما تُتاح المعرفة للجميع ويتم تقديم محتوى أثري وثقافي بهذه الدرجة من الوضوح والتهيئة وهو ما مكّن الطلاب من استيعاب التفاصيل وتوظيفها في إنتاج أعمال تحمل بصمتهم الخاصة. وان هذا النوع من المشاركات لا يمنحهم فرصة للتعلم فحسب، بل يعيد صياغة دور المتحف باعتباره مساحة مفتوحة للجميع."
وأضافت مبروك أن تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في البرامج الفنية والثقافية يُسهم في دمجهم بصورة عملية في الحياة العامة، ويؤكد قدرتهم على الوصول إلى الخبرات الجمالية والتراثية.
من جانبها، أوضحت أماني داود، مسئول الإتاحة بمؤسسة بصيرة، ان هذا الإنجاز لم يكن مجرد مشاركة فنية؛ بل نتاج عملية تعلم متكاملة صُمّمت لتلبية احتياجات ابناء بصيرة المكفوفين وضعاف البصر فقد انطلق الطلاب في جولة داخل المتحف اعتمدوا خلالها على القلم الناطق كأداة إتاحة رئيسية، مكّنهم من الوصول إلى الشرح المتحفي بالصوت، واكتشاف تفاصيل القطع الأثرية عبر المعلومات الموجهة والتفاعل اللمسي مع نماذج تعليمية مناسبة. وقد شكّل هذا النهج أساسًا لورشة "أنامل بصيرة"، التي تنفذها المؤسسة وداخلها وبعد تدريب متواصل نجح الطلاب فى استثمار إدراكهم اللمسي والسمعي لإنتاج مجسمات خزفية تعبّر عن فهمهم الخاص لتاريخ القطع ورمزيتها.
واكدت داود أن إنتاج المجسمات الخزفية جاء نتيجة لتفاعل عميق مع المعروضات، قائلة: "الطلاب لم ينقلوا ما سمعوه فحسب؛ بل أعادوا بناء ما استوعبوه من خلال اللمس والتحليل والخيال. هذا يبرز أن التعلم اللمسي والسمعي ليس بديلاً للتعلم البصري، بل مسار معرفي مستقل يمكن أن يقود إلى نتائج دقيقة ومبتكرة في آن واحد."
وأضافت أن عرض الأعمال وتكريم أصحابها يضع نموذجًا واضحًا لدور المتاحف في توفير تجارب تعليمية شاملة، ويعزّز مكانة الفن كوسيط يسمح بإدراك التراث بطرق متعددة.
يذكر ان هذا التعاون بين مؤسسة بصيرة ومتحف الفن الإسلامي ياتي ضمن استراتيجية عمل تنتهجها بصيرة لدمج ابناءها فى مختلف نواحي الحياة و توجه مشترك مع متحف الفن الاسلامي لفتح المجال أمام الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية للمشاركة الفعلية في المشهد الثقافي، من خلال مواد تعليمية مهيأة وبرامج فنية تتيح لهم معالجة التراث بطرق تتناسب مع قدراتهم وتوسّع آفاق مشاركتهم












