الدكتورناجى فوزى استاذ الامراض النفسية يكتب حكايتى مع ليبيا
نشات في بدايه حياتي في ليبيا الحبيبه بالمرج القديم محافظه الحبل الاخضر الجميله الخلابه و اخذت التعليم الابتدائي حتي انهيت الصف الرابع و عدنا لمصر سنه ١٩٧٥.وظلت ذكري ليبيا العامره في عقلي و قلبي ...
الي ان جاءتني دعوة كريمه من د.محمود تومي و د.مها كرار لزياره صبراطه المجاورة لطرابلس العاصمه لإلقاء محاضره علميه في مؤتمر طبي لمركز الأورام القومي ليبيا ...كم كانت الرهبه عظيمه و الخوف من السفر لمنطقه خطره تنشط فيها المليشيات..عقلي يمنعني و قلبي يدفعني..أنها ليبيا الحلم بالعودة ....
طاوعت قلبي ضد رغبه ابنائي و اسرتي..و جاءت تذاكر طائرة مصر للطيران و تسرب السرور لقلبي ..اعلم أن جهاز المخابرات لا يسمح بالسفر الا في مناطق امنه...وصلت مطار القاهره و ركبت طائره مصر للطيران فخر مصر ..و ما أن قال الطيار نستعد للهبوط و رايت ليبيا من السماء أدركت أنها حبي و عشقي و قلبي الذي تركته من ٥٠ سنه البيوت و الشوارع نعم هي ما تركتها...
و هبطت الطائرة بمطار معيتقه ٩.٣٠ صباح الجمعه... و ي كأن قلبي خفق و جسمي يرتجف و بكيت و دموعي تنساب و اختنق الكلام في صدري ...ابعد هذا العمر ٥٠ سنه اعود الي مهجتي ...لا اصدق أنا علي ترابها ...
و صدح صوت ضابط مقدم بالجوازات اين أطباء مصر القادمين للمؤتمر قلنا نعم ... أخذنا من الطابور و ختموا الباسبورات بسرعه البرق...و يبدأ مسلسل الكرم ...
أخذونا و اخي الحبيب ا.د.محمد حسن استاذ النسا و الولادة بالقصر العيني بالسياره و يقودها الاخ حسين المحترم زائر مصر المستمر و شق الطريق و عدينا علي الزاويه و كانت هادئة وعكس الإعلام ما يروج ..وصلنا فندق مركب تليل الجميل علي المتوسط ويالها من لحظه...ألقيت الشنطه بالغرفه و تنسمت الهواء العليل و الجو الخريفي الرائع ...و ذهبت الي مسجد بالفندق لصلاه الجمعه لابدأ اتعرف علي اناس كرماء امطروني بالود و الحب و بالمديح لي و لمصرنا المحبوبه بعدما سالوني انت من الأطباء الزائرين للمؤتمر قلت نعم ... و دعوة لزياره حوش كل واحد و اعتذرت بلياقه و ابلغتهم اني لم انم من يوم تقريبا ...
و جاءت الثالثه عصرا ميعاد المحاضره و صعدت علي الاستيج لتقديم محاضرتي و بعد أن شكرت الحضور و لا شعوريا انهمرت عيني بالبكاء حين ذكرت أنني اعود بعد ٥٠ سنه بالتمام و الكمال...و ها أنا أسعد فوالدي في قبرة فهو جاء معلما و انا جئت محاضرا و بوصيه المرحوم والدي الذي زرع فينا حب ليبيا...
و استجمعت مشاعري و نفسي مع تصفيق الحضور و بدأت المحاضره التي حظيت بسعادة و تفاعل كبير و تلقيت مديح و ثناء و اسئله الحضور الجميله ..و أخذني الزملاء د.محمود منسق المؤتمر و د.محمد الكواش و أخيه الجميل و الحاج عبد الحميد مدير إداري المركز القومي و المهندس علي مدير الموارد و التنميه البشريه بالمركز...
المؤتمر كان تحدي و إصرار من كل اهل صبراطه علي إنجاحه...
كبيرا و صغيرا طبيبا أو إداريا محافظ أو مدير أمن أو المواطن في الشارع ...ذهبنا لبيت صبراته الاثري كل الأطباء المصريين.. وضعوا لنا الارز بالمكسرات و الكوسه و لحم الحولي اللذيذ...و كل المشروبات والفاكهه و تفقدنا القطع التراثيه الاثريه بالبيت ...
عدنا مهلوكين الفندق و نمت و استيقظت مبكرا للإفطار ثم طلب إعادة المحاضره مرة أخري و يكون حظي السعيد بحضور كل قيادات صبراطه التنفيذيه و الاداريه و كانت ذات مردود جميل ايضا ...ثم الغذاء ثم الرحله الي المدينه الاثريه ...
يالها من عظمه و جمال مابعدة و اثار رومانيه و فينيقيه رائعه...ثم العودة للفندق و العشاء و تسلم الدرع و الهدايا ...و المفاجأه هديه خاصه لي من أطباء الشباب بالمركز دون علم الإدارة أو منظمي المؤتمر و كانت تمثال أثري لبرج صبراطه و كروت شكر و خارطه ليبيا و صعدنا النوم و استيقظت الخامسه صباح الاحد ثم الذهاب لمطار طرابلس الطائرة ستقلع للقاهره ١١ صباحا ...
و عدت للقاهره تاركا حبي و عشقي عليؤ أمل ان ازور بيتي و مدرستي بالمرج قريبا ان شاء الله ...الشكر لكل من قابلني و احبني و قدرني من عامل الفندق حتي اكبر بروفسير و طبيب و اداري و فني و تمريض و اطقم المطار و و و ....و اخي ا.د.عادل عطيه مدير مركز بنغازي الذي أصر أن يصطحبنا حتي اخر نقطه بمطار طرابلس و أن شاء الله المرة القادمة في بنغازى و أتمناها قريبه...تحياتي بعد ٥٠ سنه يا اطيب و احب شعب يا وطني الثاني الجميل ...
































