النائب أحمد قورة يكتب: معرض ايديكس فصلاً جديداً فى قوة مصر عالمياً
لم تكن القاهرة، في صباح افتتاح «إيديكس 2025»، تستقبل معرضًا للسلاح بقدر ما كانت تستقبل فصلًا جديدًا في رواية الدولة المصرية الحديثة؛ دولة قررت أن تتحدث بلغة الفعل، وتكفّ عن انتظار الآخرين، وتصنع قوتها بيدها كما صنع أجدادها حضارتهم على ضفاف النيل.
وأقولها بوضوح: ما شاهدناه في «إيديكس» ليس عرضًا عسكريًا يُلتقط للكاميرات، ولا مشهدًا للضيوف وصفوف الشرف. ما شاهدناه هو جوهر دولة تعرف أين تقف، وإلى أين تريد أن تمضي، ومن يملك قرارها.
السيسي… قائد يضع أمن مصر في صدارة الأولويات
حين دخل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قاعات المعرض، لم يدخل كضيف؛ بل كقائد يعرف أن الأمن القومي لا يُصان بالشعارات، بل بالتقنية، والصناعة، والعقول، وإرادة لا تهتز.
الرئيس لم يتحدث عن القوة الرئيس يصنع القوة، وهنا يكمن الفارق.
نحن كنواب، وكرجال سياسة نتابع جيدًا كيف أعاد الرئيس تشكيل منظومة الردع المصرية، وكيف جعل من الصناعات الدفاعية ذراعًا اقتصادية وسيادية في الوقت ذاته. و«إيديكس» جاء ليضع النقطة فوق الحرف: مصر لا تكتفي بشراء السلاح، بل تنتجه، تطوّره، وتنافس به.
القوات المسلحة مدرسة انضباط وقوة ورؤية
عندما تشاهد أجنحة المعرض، يجعل كل مصري يقف مرفوع الرأس لمستُ كما لمس الشعبرالمصرى العظيم أن جيشنا لا يعتمد على تاريخه فقط، بل يصنع تاريخه الجديد كل يوم.
الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة، قدّم رؤية واضحة:
الجيش المصري قوة تُبنى بالعقل قبل السلاح، وبالانضباط قبل المعدات، وبالإرادة قبل الإمكانات.
وما أظهره الجيش من منظومات، وتطوير، وقدرات قتالية حديثة، يؤكد أن مصر تمتلك اليوم جيشًا لا يكتفي بحماية حدوده، بل يصون أمنًا إقليميًا كاملًا.
الإنتاج الحربي حين تتحول الفكرة إلى صناعة
وزارة الإنتاج الحربي قدمت في «إيديكس 2025» ما يجعلنا ندرك أن الصناعة الثقيلة لم تعد حلمًا، بل واقعًا.
راجمة «ردع 300» ليست مجرد قطعة سلاح، بل رسالة بأن مصر تمتلك الآن القدرة على تطوير أنظمة بعيدة المدى، تعتمد على تكنولوجيا محلية تتوسع عامًا بعد عام.
كما أثبتت المركبة «سينا 806»، والمدفع ثنائي 23 مم المطوّر، وتوطين صناعة الصلب المدرع حتى 30 مم، أن العقل المصري حين تُتاح له الفرصة… يبدع، وحين يُمنح الإمكان… يصنع، وحين يُطلب منه المستقبل… يبنيه.
لعل أهم ما يميز المرحلة الحالية هو أن الصناعة العسكرية لم تعد تابعًا، بل أصبحت قائدًا يدفع قطاعات الاقتصاد المدني والتكنولوجي إلى الأمام.
شراكات عالمية… ورؤية تقود للتوطين الكامل
وفرت مصر، عبر شراكات مدروسة مثل مشروع الهاوتزر K9A1 EGY، نموذجًا محترمًا لكيفية التعامل مع التكنولوجيا العالمية شراكة لا تقوم على الاستهلاك، ولا مبنية على الاعتماد، بل تُبنى على التوطين ونقل المعرفة وبناء خط إنتاج مصري خالص.
هذه من وجهة نظري خطوة استراتيجية تتجاوز التصنيع العسكري، وتمتد إلى فكرة امتلاك قرار التكنولوجيا نفسها.
مصر القوية… ليست خيارًا بل ضرورة
لعل البعض لا يدرك أن الزمن لم يعد يسمح بالتردد أو رد الفعل. العالم يتغير بسرعة، والأخطار لم تعد تقف على الحدود. لذلك فإن ما تقوم به الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي، وما تبنيه القوات المسلحة ووزارة الإنتاج الحربي، هو تحصين لمستقبل الأمة، وضمان لأمن الأجيال القادمة.
معرض «إيديكس 2025» لم يكن مناسبة للعرض فقط، بل كان منصة تقول للعالم:
هذه هي مصر دولة تعرف قدرها، وتحمي أرضها، وتكتب مستقبلها بيدها.
اننى كعضو في مجلس النواب، وكمصري قبل كل شيء، أرى في «إيديكس» رسالة ينبغي أن تُقرأ جيدًا:
نحن أمام دولة تتقدم بثقة، وجيش يبني قدرته، وصناعة وطنية تنهض، وقيادة سياسية لا تتردد في اتخاذ القرار الصحيح في التوقيت الأصعب.
هذا ليس معرضًا هذه خطة دولة ولي الشرف أن أكتب ذلك بضمير مستريح وقلب مفعم بالفخر.
تحيا مصر… قوية، صامدة، وفاعلة في زمن لا يحترم إلا الأقوياء.
























