إيهاب عيد: الدارك ويب يختطف عقول الأطفال ويغير كيمياء المخ
حذر الدكتور إيهاب عيد، أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي، من المخاطر المعرفية والسلوكية الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال والمراهقين جراء الدخول إلى العالم الخفي للإنترنت أو ما يعرف بـ "الدارك ويب"، مؤكداً أن الأمر لم يعد يقتصر على الأعراض الجسدية كالصداع وتأثير الكهرباء، بل وصل إلى تشكيل دوائر عصبية جديدة في المخ.
نضج مبكر واضطرابات معرفية
وأوضح إيهاب عيد خلال لقائه ببرنامج ستوديو إكسترا المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن الخطورة تكمن في الجانب "المعرفي" (Cognitive)، حيث يكتسب الطفل معلومات لا يصح أن يعرفها في سنه، مما يؤدي إلى نضج مبكر ومشوه، مشبهاً الأمر بدخول "بيت الرعب" في الملاهي دون قراءة تحذيرات العمر المناسب، مما يسبب صدمات واضطرابات نفسية عميقة.
دوائر العنف في المخ
وكشف إيهاب عيد أستاذ الطب السلوكي عن نتائج دراسات حديثة أظهرت أن تعرض الأطفال غير العنيفين لمحتوى "الدارك ويب" يؤدي إلى نشاط غير طبيعي وتغييرات في مناطق المخ المسؤولة عن الرعب والعنف، حيث تتكون دوائر كهربائية عصبية جديدة تجعل الطفل يستمتع بهذه المشاهد ويصبح "مخطوفاً" ذهنياً، حتى وإن كان جسدياً موجوداً بين أسرته.
مثلث الخطر والفراغ العاطفي
وأشار إيهاب عيد إلى أن وقوع الطفل في هذا الفخ يأتي نتيجة "مثلث الخطر" المكون من: طاقة عالية لدى الطفل، ضغوط ناتجة عن غياب الأهل (حتى لو كان غياباً ذهنياً)، والفراغ القاتل. وأكد أن عدم ملء هذا الفراغ بالحب والاهتمام يدفع الطفل إما للانجراف نحو الإنترنت المظلم أو ممارسات سلوكية خاطئة كنوع من التنفيس.
نصائح للأهالي
واختتم إيهاب عيد حديثه بتوجيه نصيحة للأسر بضرورة التضحية بجزء من الوقت والمال المخصص لجمع الثروة من أجل التقرب للأبناء، مشدداً على أهمية المصادقة والبحث عن نقاط القوة في شخصية الطفل وتعزيزها بدلاً من التركيز الدائم على نقاط الضعف والسلبية التي تدفع الأبناء للهروب من ذويهم.
























