الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : إشهد ياتاريخ .. مصر تستحق برلمان يليق بعراقتها وريادتها .
بالحق أقول .. مصرنا الحبيبه تستحق برلمان يليق بعراقتها وريادتها وعطاء قادتها ، برلمان يعبر عن جموع الشعب المصرى ، برلمان يجب أن يكون به تشكيل معارض حقيقى وليس نفر قليل ليقال أن بالبرلمان معارضه ، برلمان به نوابا حقيقيين ليس هؤلاء الذين يتم إختيارهم فى الغرف المغلقه ، عبر توازنات ، برلمان يجب أن يكون به كل الأطياف عبر إنتخابات حره نزيهة وليس محاصصات بين أحزاب الموالاه ، برلمان به نواب حقيقيين يمثلون الناس بصدق نواب ولدوا من رحم الشعب وليسوا صنيعة الخداع والتضليل ، ولينتبه الجميع .. جميعا راحلون حتى الذين أسسوا لهذا الوضع المأساوى الذى نتعايشه الٱن مع واقعنا الإنتخابى الذى أهدر ثوابتنا بكل بجاحه ، ولينتبه الجميع لأن التاريخ يسجل في صفحاته كل شيىء ، فإحذروا التاريخ . كلمات تخرج من الوجدان حبا في هذا الوطن الغالى ، وتمسكا بأن يكون أعظم الأوطان ، وليس لغرض شخصى أو هوى فى النفس يؤكد ذلك أننى وأبناء جيلى أصبحنا على مشارف لقاء رب كريم ، يكفينى ماسطرته من تاريخ في مسيرة حياتى السياسيه ، وأحمد الله أننى لم أختتمها عبر الذل والخنوع والإنبطاح لمن يملك الإراده في الإتيان بنواب البرلمان ، لذا تكون النصيحه صادقه ، من يزايد عليها فإنه يزايد على الحقيقه ويرسخ للامعقول واللامفهوم ، لذا سيحاسبه التاريخ حيث يضعه فى مزبلته .
إشهد ياتاريخ أن هذا التراجع العجيب في الحياه البرلمانيه له إنعكاساته الخطيره على الواقع المجتمعى ، وعلى أحوال كل الناس والأجيال القادمه ، خاصة ماتمخض عن أجواء العمليه الإنتخابيه ، حيث أصبحت أدرك محللين سياسيين لاعلاقه لهم بأبجديات المنوط بهم ذلك ، وآخرين تنامى لديهم الطبل والزمر والنفاق لمن تم ترشيحهم بالقائمه وباتوا في عداد الناجحين ، ترشيح أصاب كثر بالصدمه من مستوى المرشحين المطروحين الأمر الذى جعلنا ندعو الله تعالى أن يحفظ وطننا الغالى ، وهذا يعكس مستوى من دفع بهم للترشح طبقا لمنطلقات فئة رجال الأعمال والملايين ، وتنامى لغة الإستعلاء لديهم .
يتعين ان يدرك الجميع أن القياده هبه من رب العالمين سبحانه يهبها لبعض عباده المخلصين ، وهى ليست شطاره ، أو فزلكه ، أو خداع ، إنما هى بذل ، وعطاء ، وتعايش مع الموضوعات بحثا عن حلول ، أو تجاوز لمشكلات ، هذا التفاعل هو الذى يحدد فى أى مكان يكون الشخص المسئول ، لأن التعاطى مع القضايا ، والتفاعل مع الموضوعات إنجازا أو إخفاقا هو الذى يشكل الرؤيه ، ويرسم المعالم القياديه لقيمة الأشخاص ، من هنا فإن نجاح أى مكان عمل لايتحقق إلا بالواعين الفاهمين ، وتقدم المجتمعات مرهون بوجود أصحاب عقول راشده .
يتعين التأكيد على أن الحياه السياسيه بوطننا الغالى " بعافيه " لذا تعانى من وعورة الطريق السياسى المرسوم عبر شخبطه ، ولخبطه غير مفهومه ، وغير محددة المعالم والأهداف ، الأمر الذى أصبح من الطبيعى معه أن نرى ضجيجا غير مفهوم للإحتفالات الصاخبه ، والضخمه والفخيمه والمستفزه لكل من تم الإعلان عن ترشيحه أو ترشيحها بالقائمه والتي هي بمثابة تعيين بالبرلمان ، حتى وإن كان لايعرفهم أي أحد ، أو من أبناء الدائره التي رشحوا عنها بالبرلمان ، وهبطوا بالبراشوت ، أو يتولى أحدا فيهم موقع حزبى بأحزاب الموالاه المتصدرين للمشهد السياسى حتى ولو كان أمانة عزبة مكونه من 5 منازل .
خلاصة القول .. يتعين على من بأحزاب الموالاه من قيادات جميعا محل تقدير وإحترام ، أن يبتعدوا عن الصخب ، والبروباجندا فى الفارغه ، والمليانه ، والتى تصدر أنهم حرروا القدس ، وأن يدركوا أن هذا الصخب بات محل إستهجان شعبى واسع ، وأن ينتبهوا لتلك الظاهره ويتصدوا وفورا لتلك الحاله من تضخم الأنا التى تنتاب كثر منهم خاصة الأعضاء المنتمين إليهم فى قاع الريف المصرى ، ويعمقون لديهم ضرورة الإنتباه إلى المعاناه المعيشيه التى طالت كل الأسر ، والتعايش مع هموم الناس ، وتقديم الخير لهم ، والتواصل المحترم مع كل فئات المجتمع ، والمساهمه فى رفع المعاناه عنهم ، بصدق وليس بمنظره ، وكاميرات بث مباشر آليات للإستحواذ على قلوبهم حتى ولو كانوا يلاعبون أنفسهم طبقا للسياسه التى أغلقت أبواب الأحزاب على من فيها ، وإدراك أن وجودهم كفاعلين فى الحياه السياسيه ومقنعين للناس مرتبط بالمساحه الممنوحه للأحزاب الأخرى فى المشاركه .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .





















