رئيس وزراء لبنان الأسبق: المحاصصة الطائفية في لبنان انحراف عن اتفاق الطائف
قال فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق، إنّ علاقته بالراحل رفيق الحريري ترجع إلى أيام الدراسة، حيث كانا يدرسان في جمعية المقاصد الإسلامية، موضحًا: "هو كان في مدرسة وأنا في مدرسة بس بصيدا، وكنا بعد ذلك أيضًا أصدقاء، ومن ثم أصبحنا في خلية واحدة بالقوميين العرب".
وأضاف السنيورة خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج «الجلسة سرية»، على قناة «القاهرة الإخبارية»: "بعد ذلك، سافر الحريري إلى السعودية للعمل، وأنا درست في الجامعة الأمريكية، ومن ثم التقينا وعملنا سويا بالقطاع المصرفي، وعندما أصبح رئيسًا للحكومة، ارتأى أن أكون معه أيضًا وزيرًا للمالية، لكن كان هناك بعض الحساسيات، فجاء من يقول إن وزارة المالية يجب أن تكون من نصيب الشيعة، وهذا أمر لم ينص عليه اتفاق الطائف على الإطلاق".
وتابع: "اتفاق الطائف لا ينص على الإطلاق -ابتداءً من موقع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس النيابي- أن تكون هناك وظيفة معينة لفئة معينة، فبالتالي، قال رفيق الحريري أنا بعمل وزير مالية، وفؤاد بيكون وزير دولة للشؤون المالية.. ورفيق الحريري لم يدخل يومًا وزارة المالية".
وسأله الإعلامي سمير عمر عن وصول المحاصصة الطائفية للبلديات والأحياء والسفراء، بمعنى أن هناك سفارات للدروز، وأخرى للشيعة، وهكذا، فأجاب فؤاد السنيورة: "هذا من ضمن ما يسمى الانحراف، والتدرج نحو الهاوية من خلال الممارسات، فهناك أخطاء ترتكب عمليًا باتفاق الطائف، والمشكلة كانت في الممارسات التي مورست خلافًا للاتفاق وروحه والامتناع عن استكمال تطبيقه".
وواصل: "بالتالي، اختارني رفيق الحريري بالحكومات الأولى الثلاثة بناءً على طلبه، والمرة الوحيدة التي تمنيت عليه أن أرجع وزير كانت في الحكومة الرابعة بعد المشكلات التي تعرض لها وتعرضت لها آنذاك، والتي كانت كلها من ضمن ما يسمى المنازعات السياسية".
















