اليونان تواجه أخطر أزمة ديموغرافية في تاريخها الحديث
قال عبدالستار بركات، مراسل القاهرة الإخبارية من أثينا، إن اليونان تواجه واحدة من أخطر الأزمات الديموغرافية في تاريخها الحديث، إذ تُظهر البيانات الرسمية والدراسات الأكاديمية الأخيرة أن معدلات الوفيات تجاوزت معدلات المواليد في 15 إقليمًا يونانيًا بشكل متواصل منذ أكثر من أربعة عقود، وهو مؤشر مقلق على مسار سكاني سلبي يتعمق عامًا بعد عام.
وأضاف خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأرقام تعكس حجم الأزمة بوضوح، فخلال عام 2024 سُجل في البلاد نحو 58 ألف وفاة أكثر من المواليد، فيما بلغ الفارق الإجمالي منذ عام 2011 أكثر من نصف مليون نسمة، ونتيجة لذلك، انخفض عدد سكان اليونان بنحو 715 ألف شخص في السنوات الأخيرة، بسبب تزايد الشيخوخة من جهة وتراجع معدلات الخصوبة من جهة أخرى.
ولفت إلى أنه خلال العقود الماضية، تضاعف عدد كبار السن فوق 65 عامًا نحو خمس مرات، بينما تراجع عدد المواليد إلى نحو 68 ألف مولود فقط في عام 2024، أي أقل من نصف ما كان يُسجل في ثمانينيات القرن الماضي، هذه الأرقام تعكس بوضوح مجتمعًا يتقدم في العمر بسرعة، فيما تتقلص الفئة الشابة القادرة على دعم سوق العمل ونظام التقاعد.
وأشار إلى أنه على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، فتظهر الأزمة في عدة مظاهر، أبرزها تقلص القوى العاملة المنتجة، ما يضغط على سوق العمل ويُضعف النمو الاقتصادي، كما يؤدي ارتفاع متوسط العمر إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية والأنظمة التقاعدية، وفي بعض المناطق الريفية، تسبب هجرة الشباب في تراجع الخدمات وخلق فراغ ديموغرافي يعمّق الفوارق بين الأقاليم.
وأكد بركات أن الحكومة اليونانية تدرك خطورة هذا التحدي، وتسعى عبر برامج دعم الأسرة وتشجيع الإنجاب وتقديم حوافز للشباب للبقاء أو العودة من الخارج إلى كبح هذا المسار الديموغرافي المقلق.





















