بعد اكتشاف نهر الذهب فى إسبانيا.. ما هو التنقيب بالطنجرة؟

في حين يعتقد الكثيرون أن زمن الذهب ولّى، كشفت قرية صغيرة تقع شمال إسبانيا عن اكتشاف نهر الذهب وهو كشف جيولوجي غير مسبوق في التاريخ الحديث لهذا المعدن الثمين.
وتقع هذه القرية وتُدعى نالفيغاس في قلب منطقة أستورياس، وتشتهر بممارسة تقليدية قديمة تُعرف باسم "البَتّ الذهبي"، أو تنخيل الذهب، وهي تقنية حرفية لاستخراج الذهب من رواسب الأنهار، باستخدام صحن خاص يُفصل المعادن الثقيلة مثل الذهب عن باقي المواد الأخف وزناً.
ولا تقتصر أسباب وجود الذهب في هذه المنطقة على التعرية الطبيعية فحسب، بل تعود أيضاً إلى النشاط التكتوني والبركاني الذي شهدته سلسلة جبال كانتابريا في العصور القديمة.
نالفيغاس ليست فقط موطناً للذهب، بل تحتضن أيضاً البطولة الوطنية للتنقيب بالطنجرة، وهي فعالية تقليدية تعود جذورها إلى العهد الروماني، وتحولت اليوم إلى نشاط سياحي ترفيهي.
يتنافس المشاركون في هذه البطولة على أساس السرعة، والدقة في استخراج حبيبات الذهب من الرمال باستخدام أدوات يدوية.
تفاصيل المنافسة:
تُجرى المنافسات في فئات فردية وجماعية.
كل جولة تحتوي على 10 إلى 20 كجم من الرمال.
يتم إخفاء 5 إلى 20 حبة من الذهب يجب على المتنافسين استخراجها بدقة.
ونشأ استخدام الذهب في هذه المنطقة الشمالية من إسبانيا منذ العهد الروماني، عندما كانت واحدة من أهم مناطق استخراج الذهب في الإمبراطورية الرومانية القديمة، تحديداً في مقاطعة هيسبانيا.
وكان المهندسون الرومان هم من طوروا أولى تقنيات استخراج الذهب من الأنهار في هذه الأراضي.
في حين أنه لم يعد استخراج الذهب، يشكل مصدر رزق رئيسياً للسكان، إلا أن هذا التقليد تحوّل اليوم إلى نشاط ثقافي وتعليمي وسياحي يعزز من السياحة الريفية، ويُعيد إحياء الروابط بين الطبيعة والتاريخ.
وأصبح تنخيل الذهب في نالفيغاس وسيلة لتعليم الأجيال الجديدة عن تاريخ المنطقة، وإبراز إرثها الجيولوجي الرائع، وتكريم الماضي بطريقة ترفيهية وجاذبة للزوار.