محمد أبو الغار لـ”كلمة أخيرة”: حارة اليهود كانت رمزًا للتنوع

قال الدكتور محمد أبو الغار، المفكر السياسي، إن اليهود في مصر قديماً انقسموا إلى طائفتين رئيسيتين، هما اليهود الربانيون الذين كانوا من الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال، واليهود القراؤون الذين كانوا أقرب في شكلهم وعاداتهم إلى المصريين، حيث كان تعليمهم محدودًا، ويتحدثون فقط اللغة العربية، ويرتدون نفس الزي الشعبي المصري.
وأوضح أبو الغار، خلال حواره ببرنامج "كلمة أخيرة"، مع الاعلامي احمد سالم، على قناة ON، أن حارة اليهود كانت حيًّا مميزًا يقع بين منطقتي الموسكي وباب الخلق، ويتكون من عدة شوارع ضيقة، وكان له بوابات يمكن إغلاقها ليلاً، وبيّن أن الحارة كانت تضم طائفتين؛ حارة للربانيين وأخرى للقرائين، وتنوعت فيها المهن والحرف، وسكنها مسلمون ومسيحيون إلى جانب اليهود، وإن كانت الغالبية من الطائفة اليهودية، مشيرًا إلى أن من تحسنت أحواله المادية كان ينتقل للسكن في العباسية أو مصر الجديدة أو الزمالك.
وأضاف المفكر السياسي أن عام 1947 شهد وجود نحو 5 آلاف يهودي يحملون الجنسية المصرية، وقرابة 30 ألفًا بجنسيات أجنبية أغلبها إيطالية، إلى جانب 45 ألفًا بدون جنسية بسبب تبعية مصر للدولة العثمانية آنذاك. وأوضح أن منح الجنسية المصرية لم يكن واضحًا حتى عام 1929، حين صدر أول قانون ينص على منح الجنسية لكل من وُلد في مصر، واصفًا إياه بأنه “قانون ممتاز”، لكنه أشار إلى أن كثيرًا من اليهود رفضوا الحصول على الجنسية المصرية طمعًا في اكتساب جنسيات أوروبية لاحقًا.