”حضورها .. لون يتكلم” .. معرض تشكيلى يحتفى بإبداع المرأة

"حضورها.. لون يتكلم".. عرض ينتصر للمرأة المصرية القادرة على الإبداع والتحدى فى ظل الظروف المتباينة، ذلك المعرض الذى تستضيفة راهنًا قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية.
عبر أكثر من خمسين لوحه أنتجتها أنامل فنانات مصريات لم تمارس الكثيرات منهمن الدراسة الأكاديمية المتحصصة للفن التشكيلى ولكن قمت بتعلمه عبر ورش فنية لصقل الموهبة. فنانات أثبتن أن المرأة قادرة على التحدى وخوض المجال الفنى الذى تستطيع من خلاله إبراز موهبتها.
طرحت كل لوحه حكاية ما، كشفت عن مكنون وخبايا المرأة، ولما لا والفن متنفس جيد لما يدور بداخلنا.فشاهدنا أعمال ترصد دور المرأة فى حماية الهوية المصرية باعتبارها حاملة لشعلة الحياة وحافظة لأسرار البيت والعائلة فى الريف والصعيد. كما كتبت الفنانة أميرة إسماعيل بجوار لوحتها "ذاكرة البيوت".
أما لوحة ترنيمة إيزيس للفنانة عبير فريد شوقى فعبرت بحس منشورها عن المرأة كشمس لا تنطفئ، تمد نورها كآتون، فتزهر الأرض وتوقظ البدايات وتفتح كفيها على العالم فتنثر أنفاس الخلود.
ومن جانبها قدمت الفنانة سماح الشامى لوحة "مشهد من الداخل" حيث طرحت من خلالها عدة أسئلة لكتشف ماهية الإنسان. فيما تحدثت كريستينا نبيل عن الفقدان والذى لا ينتج عن غياب الجسد فحسب ولكنه بغياب الروح التى كانت تضئ المكان وتملأ القلب بالحياة.
أستخدمت كل فنانة باليتة لونية عبرت على أسلوبها، ومن ثم لم يكن من المستعرب إدراج كلمة "لون" فى العنوان ووصفه بأنه "يتكلم"، فاللون هو معبر حقيقى عن شخصية الإنسان. فيما جسدت أسماء جمال ليالى رمضان فى الحارة الشعبية بألوان دافئة تعكس أهمية تلك المناسبة الشعبية بطقوسها الجميلة.
أما عفاف يوسف فقد عنونت لوحتها بـ"خطوة خلف الحياة" حيث جسد العمل بحد وصفها:" أطفالاً يركضون بحيوية فى الشارع، تدفعهم براءتهم لمطاردة عجلة كبيرة تدور أمامهم، هنا تتحول العجلة إلى رمز للحياة التى تظل دائمًا أسرع من خطاهم وتسبقهم بخطوة وتدفعهم لمزيد من السعى والركض وسط تناقضات الألوان وبين دفئ الحركة وقسوة الخلفية التى تمثل تناقضات الحياة. ويظل اللعب فعل مقاومة والطفولة وعدًا بأن السعى لا يتوقف مهما أبتعدت الحياة عن متناول اليد".
أما الدكتور حنان سمير فقد رأت عبر لوحتها المعنونة بـ"النهار" عن أن الحياة هى النهار الذى يشهد أنتصرتنا وإنكساراتنا وتحدينا على تجاوز هذه الحياة. فالنهار هو أنا وأنت وجميعنا بأختلاف أسمائنا وألواننا وأتجاهتتا وسنظل نبحث فى النهار عن ذاتنا إلى الأبد.
وقد تولت المخرجة والفنانة عبير فريد شوقى العمل كقوميسير لهذا المعرض وكشفت عن فكرة العرض عبر كلمه تقديم له وقالت:" اللون يتكلم” لأن المرأة لا تحتاج للكلام لكى تعبّر عن نفسها. لكل فنانة من المشاركات فى العرض لونها الخاص، بصمتها، وطريقتها في الحكي من بخلاف الكلام. وبالتالى حضورها بمفرد يحكي… ووجودها نفسه لغة، وألوانها هي صوتها".
وأضافت:" في كل لوحة، في لون من ألوانها، وصوت من أصواتها، يحكي عن قوتها، حنيّتها، وصبرها، وعن النور الذى يخرج منها حتى في أصعب اللحظات. واللون بالنسبة لي ليس مجرد شكل أو جمال، ولكنه طاقة حية… حضور… حياة، كأن الروح تتنفس من خلاله.