مبدعون عرب: التاريخ مصدر للإبداع والعودة إليه جزء من مأزق الهوية

أكد مبدعون عرب أن التاريخ يمثل مصدرا للإبداع الروائي، معتبرين أن العودة للتاريخ في الرواية المعاصرة جزء من هموم البحث عن الهوية، جاء ذلك خلال جلسة شهدها ملتقى السرد الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، والتي شارك فيها الروائي الجزائري الحائز على جائزة البوكر عبد الوهاب عيساوي والإماراتية ريم الكمالي والباحث المغربي سعيد الفلاق.
وقال الروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوي إن التاريخ يكتبه المنتصرون بينما الرواية يكتبها من همشهم التاريخ، وأوضح عيساوي أن التاريخ مساحة أوسع أمام الروائي لإبداء رأيه على عكس الواقع.
وتناول عيساوي تجربته في كتابة رواية الديوان الإسبرطي عن فترة الحكم العثماني للجزائر، وذكر أنه واجه مشكلة ندرة المواد التاريخية التي تعين على تناول الحدث ذاته، كما أن المادة المتاحة متضاربة بحسب انحيازات مصادرها وبالذات الاستشراق الفرنسي، وأكد أنه من الصعب حصر المصادر والأفكار الغربية التي تتبنى نظرة تقوم على الازدراء للثقافة العربية.
ورأى الباحث المغربي سعيد الفلاق أن عودة الروائي للتاريخ محاولة لملء الفجوات التاريخية، وفرق بين تناول الحدث التاريخيّ وكتابة التاريخ ولفت إلى أن الروايات تتناول الحدث وليس التاريخ وضرب مثالا برواية ثلاثية غرناطة للروائية المصرية رضوى عاشور؛ حيث أعادت تخييل التاريخ سرديا وأحيت المكان بعيدا عن سطوة الجغرافيا.
وقال الفلاق إن الروائي أكثر حرية من المؤرخ المحكوم بالمنهج وملتزم بمقارنة الروايات والوثائق كما أن اللغة الروائية والتخييل يساعدان الروائي على جذب القارئ بالتقنيات والوسائط على عكس المؤرخ الذي يفضل الالتزام بالخط السردي الواحد استجابة لتحديات المنهج.
وتناول الفلاق اختلاف منظور النظر إلى تاريخ الأندلس بين النظرة الغربية ونظرة الروائيين العرب الذين يعيدون الاعتبار للتاريخ، وأضاف أن التاريخ هو جزء من الصراع على السرديات، وذكر أن الموجة الأخيرة من الرواية التاريخية أنسب لفلسفة ما بعد الحداثة التي تفضل مساءلة التاريخ وتنتصر للتخييل.
واعتبرت الروائية الإماراتية ريم الكمالي أن منطقة الخليج حافلة بالأساطير التي تمثل حافزا للإبداع والكتابة.
وأعلنت الكمالي أنها لا تحبذ الكتابة التاريخية لكنها تهتم بالزمن الحقيقي كمؤثر على الحاضر استنادا إلى دراسة ومعرفة، وقالت ربما أضع شخصية تاريخيّة لأعطي الرواية مصداقية وأتمنى أن يصدقني القارئ.