دنيا شريف تكتب ( مَعْبَدُ اللّذَّةِ )

أَفْتَحُ أَبْوَابَ جَسَدِي كَمَعْبَدٍ مُقَدَّسٍ
تَدْخُلُهُ وَأَنْتَ تَرْتَعِشُ
وَتُصَلِّي فِي صُدُورِي كَمَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ الْخَلُودَ هُنَا
تَلْمَسُنِي فَتَنْفَجِرُ الْأَسْطُحُ بَرْقًا
وَيَسْقُطُ عَقْلُكَ أَسِيرًا فِي أَغْوَارِي
أُقَبِّلُكَ كَمَا تُقَبِّلُ الرِّيَاحُ أَشْجَارَ الْخَرِيفِ
تُسْقِطُ الْأَوْرَاقَ وَتُعَرِّي الْأَغْصَانَ
حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكَ سِوَى الْجَوْهَرِ الْمُشْتَعِلِ
تَتَسَلَّقُ أَصَابِعُكَ جِسْرَ جَسَدِي
تَتَحَسَّسُ كُلَّ مُنْعَطَفٍ
وَكُلَّ مَنْحَنًى
وَتَكْتُبُ عَلَى جِلْدِي قَصِيدَةً لَا تُقْرَأُ بِالْحُرُوفِ
بَلْ تُقْرَأُ بِالنَّهَمِ وَالِاشْتِعَالِ
تَتَكَرَّرُ أَنَفَاسُنَا كَأَمْوَاجٍ مُتَدَافِعَةٍ
فَتَغْرَقُ الْغُرَفَةُ فِينَا
وَيَسْقُطُ الْجِدَارُ
وَيَنْطَفِئُ الْمَصْبَاحُ
وَيَبْقَى الْجَسَدُ الْمُلْتَحِمُ هُوَ الْحَقِيقَةُ الْوَحِيدَةُ
أَضَعُ فَمِي عَلَى رُوحِكَ
فَأَشْرَبُ صَوْتَكَ وَأَتَذَوَّقُ أَنِينَكَ
وَأَزْدَادُ نُشْوَةً كَمَنْ يَتَحَدَّى الْخَمْرَ وَيَسْكَرُ بِدُونِ كَأْسٍ
تَغْرُسُ جَسَدَكَ فِي عُمْقِي
فَتَتَفَجَّرُ أَرَاضِي
وَتُزْهِرُ أَحْلَامِي
وَتُصْبِحُ أَنْتَ الْمَلِكُ وَأَنَا التَّاجُ وَالْعَرْشُ وَالْعَبْقَرِيَّةُ الْمَجْنُونَةُ
فَتَعَالَ
لَا نُرِيدُ غَدًا وَلَا نُرِيدُ سَاعَةً أُخْرَى
نُرِيدُ فَقَطْ هَذِهِ الْحَظَاتَ الَّتِي تَشْتَعِلُ فِينَا
وَتَجْعَلُنَا نَسْقُطُ كَنَجْمَتَيْنِ تَصَادَمَتَا فِي سَمَاءٍ وَاحِدَةٍ