البابا تواضروس يزور كنيستين ويفتتح مدرسة ويضع حجر أساس مستشفى بأسيوط

شهدت جولة قداسة البابا تواضروس الثاني فى حى المعلمين بمدينة أسيوط اليوم السبت، زيارة كنيستين والالتقاء بالشعب فيهما، وافتتاح مدرسة جديدة وهي مدرسة المحبة التابعة لإيبارشية أسيوط، وذلك في خامس أيام جولته الرعوية بإيبارشيات وأديرة محافظة أسيوط.
كان قداسته قد دشن صباح اليوم كنيسة القديس مار مرقس الرسول بأسيوط في مناسبة اليوبيل الفضي للتجليات النورانية فيها، وافتتح عقب القداس النادي الخدمي الملحق بالكنيسة ذاتها.
توجه بعدها قداسته إلى حي المعلمين بأسيوط، حيث زار كنيسة القديس مار بولس الرسول، وسط حضور كبير من شعب الكنيسة، وأزاح قداسة البابا الستار عن اللوحة الرخامية التي تؤرخ لتاريخ الكنيسة وزيارة قداسته، ثم دخل إلى داخل الكنيسة وسط ألحان الفرح التي رتلها خورس الشمامسة. وصلى صلاة الشكر، ثم ألقى كلمة روحية تحدث فيها عن التطويبات التسع الواردة في الموعظة على الجبل، وربطها بـ ثمار الروح القدس التسع، موضحًا كيف يعيش الإنسان ثمار التطويبات في حياته اليومية. كما أشار إلى جمال وإبداع بناء الكنيسة، مؤكدًا أن يد الله هي التي صنعت هذا العمل المبارك.
غادر قداسة البابا الكنيسة متجهًا إلى مدرسة المحبة، حيث افتتحها بمشاركة اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط.
بحضور اللواء عصام سعد محافظ أسيوط السابق، والسيد محمد إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط وقيادات التعليم بالمحافظة.
بدأ الحفل بعزف النشيد الوطني، ثم قدّم نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط فقرات الاحتفال، مرحّبًا بقداسة البابا والسادة الضيوف، وأشار في كلمته إلى محبة واستقبال أهل أسيوط لقداسة البابا خلال زيارته، مؤكدًا أنه رأى مشهدًا مؤثرًا بالأمس حين رفعت سيدتان محجبتان أغصان الزيتون ترحيبًا بموكب قداسته في منطقة البداري.
وتحدث اللواء عصام سعد محافظ أسيوط السابق، مُرحبًا بقداسة البابا ومُهنئًا الجميع بافتتاح هذا الصرح التعليمي الذي سيسهم في خفض سن القبول وتطوير العملية التعليمية بالمحافظة.
ثم ألقى وكيل وزارة التربية والتعليم كلمةً رحّب فيها بقداسة البابا، مؤكدًا أهمية التوسع في إنشاء المدارس الخاصة لتخفيف الكثافة الطلابية، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي كلمته محافظ أسيوط، بقداسة البابا، معبّرًا عن سعادته لحضور وتشريف قداسته للمحافظة، مؤكدًا أن المدرسة الجديدة تجسد روح المحبة والوحدة بين جميع أبناء الوطن، ووجّه الشكر إلى اللواء عصام سعد على جهوده السابقة في تأسيس المشروع.
واختتمت الكلمات بكلمة قداسة البابا حيث أعرب عن سعادته بالمشاركة في افتتاح مدرسة المحبة، مؤكدًا أن المدرسة هي الركيزة الأولى لبناء الإنسان وتمثل الوطن في مجمله. وأضاف قداسته: "الكنيسة أحد مكونات الوطن، ولها وظيفتان أساسيتان: روحية ومجتمعية، فهي مدعوة لخدمة الإنسان كله والمجتمع، روحًا وجسدًا."
ووجّه قداسته التحية للمدرسين والمدرسات، قائلاً إنهم مؤتمنون على أغلى ما نملك، وهم أبناؤنا. كما اقترح أن يكون شعار المدرسة: «المحبة لا تسقط أبدًا»
ووجّه قداسته الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه الدائم بملف التعليم، مذكرًا بلقاء مع فخامته حين تحدثا معًا عن أهمية إنشاء المدارس وزيادة الفصول لخدمة الوطن بأكمله.
عقب الكلمات، قام قداسة البابا ومحافظ أسيوط برفع الستار عن اللوحة الرخامية التي تؤرخ لافتتاح المدرسة، ثم قام الجميع بجولة تفقدية داخل مبنى المدرسة شملت الفصول الدراسية والمرافق التعليمية والخدمية.
وجاءت زيارة كاتدرائية السيدة العذراء لتكون الفقرة قبل الأخيرة في جولة قداسة البابا بحي المعلمين، ورافقه فيها اللواء دكتور هشام أبو النصر واللواء عصام سعد.
بدأت الزيارة بصلاة الشكر التي رفعها قداسة البابا، أعقبها ترنيمة ترحيبية قدّمها كورال الكنيسة احتفاءً بقداسته.
وخلال كلمته، رحّب نيافة الأنبا يؤانس بزيارة قداسة البابا التاريخية، وبالسادة الضيوف من القيادات التنفيذية، مشيرًا إلى أن بناء هذه الكنيسة بدأ عام ٢٠١٧م، وأن نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل كان قد زار هذه الأرض عام 2012م، وأشار إليها قائلًا: "هنا ستكون كنيسة" وقد تحقق هذا الوعد ببركة الله وعمل محبته.
واختتمت الجولة بوضع حجر أساس مستشفى القلب التخصصي، وهو أول مستشفى كنسي تخصصي في علاج أمراض القلب.