اجتماع الملحقين الثقافيين العرب يؤكد ضرورة دعم وحماية الثقافة الفلسطينية

شارك المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بمصر ناجي الناجي، في الملتقى الأول للملحقين الثقافيين المنعقد لدى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث سلط الضوء على خسائر القطاع الثقافي الفلسطيني، واصفا إيها بحرب إبادة على كل ما هو فلسطيني سواء البشر والحجر والذاكرة والهوية والثقافة.
مشيرا إلى أن التقارير الثقافية الدولية تدلل على أن العدد الإجمالي للشهداء من المبدعين والعاملين في الحقل الثقافي قد تجاوز 150 مثقفاً وفناناً وكاتباً ومبدعا منذ أكتوبر 2023 في ظل استمرار حرب الإبادة ، بالإضافة إلى تدمير الأرشيف المركزي والجامعات والمدارس والمكتبات العامة ودور الثقافة، مما يعني أن جيلاً كاملاً من الحَمَلة للوعي والذاكرة قد تم استهدافه بشكل مباشر، بالتوازي مع استمرار الانتهاكات ومحاولات التهويد الثقافي بوتيرة خطيرة في القدس والضفة الغربية سواء من تغيير أسماء الشوارع والمعالم التاريخية وطمس هويتها العربية، والسيطرة على المواقع الأثرية وتحويلها إلى أدوات لخدمة رواية الاحتلال ، وكذلك فرض قيود مشددة على المؤسسات الثقافية والمكتبات، ومنع الفعاليات والمعارض للفلسطينيين ، وتعمد التضييق على المقدسيين في البناء والترميم للحفاظ على معالمهم الثقافية، مقابل التوسع الاستيطاني.
وأكد الناجي أن ما يجري في فلسطين اليوم هو محاولة متكاملة لـمحو الذاكرة الوطنية وتجريد الفلسطيني من إرثه الهوياتي والحضاري، باعتبار الثقافة الكاشف الأكثر تأثيرًا لحقيقة الصراع، وأكثر ما يفضح زيفها أمام العالم .
ولفت المستشار الناجي في حديثه أمام المستشارين الثقافيين العرب إلى الجهود الثقافية لسفارة دولة فلسطين في مصر خلال حرب الإبادة الجماعية كمثال حي على توظيف الثقافة في خدمة المجتمع في ظل الأزمات للحفاظ على الذاكرة والهوية الجمعية للشعوب التي تعاني من ويلات الحرب ؛ ذاكرا في حديثه حرص السفارة على تنظيم العديد من الدورات والورشات التأهيلية والتدريبية لمختلف شرائح المجتمع الفلسطيني خاصة لدى الناجين من الحرب سواء في مجالات الكتابة الإبداعية والعلاج بالفن واللقاءات الدورية والمهرجانات الدولية ، وكذلك دمج المثقفين الفلسطينيين مع نظرائهم في مصر والعالم للحفاظ على السردية الفلسطينية في ظل محاولات طمسها وتزييفها من قبل المحتل .
وفي ختام كلمته أكد وجوب تحمّل المثقف مسؤولياته الأخلاقية تجاه القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والاشتباك مع مفاهيم المعرفة التراكمية الاستراتيجية لا الأهداف المرحلية والآنية فحسب، داعيا إلى ضرورة تكوين جبهة ثقافية عربية موحدة تؤسس لخطاب عربي عالمي، يتفاعل مع القيم الإنسانية، ويواجه بندية لا باستلاب انطلاقا من إطار ثقافي مشترك يوحد القضايا العربية الكبرى، وفي مقدمتها فلسطين ليتحمل المثقفين مسؤولياتهم الأخلاقيه والأدبية تجاه ما يحدث في فلسطين .
شهد الملتقى افتتاح معرض للتراث الثقافي العربي ، وتتابعت جلسات العمل للنقاش حول دور الثقافة في الحفاظ على الهوية العربية ، حيث شاركت رئيسة المجلس العربي للثقافة والتراث الدكتورة صفاء مختار بالحديث حول " التراث الثقافي "، وتطرقت الجلسة الأولى لمناقشة سبل تعزيز الهوية الثقافية العربية ودور الملحقيات الثقافية في نشرها عبر مداخلات لممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) .
وتطرق المشاركون بالجلسة الثانية للحديث حول "أهمية التعاون الأكاديمي في تعزيز الهوية الثقافية" عبر مشاركة مستشار شيخ الأزهر الشؤون الوافدين - رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي ، وعميد كلية الإعلام ورئيس الإتحاد العربي للإعلام والثقافة الدكتورة حنان يوسف.
وشهدت الجلسة الختامية الحديث حول "الثقافة العربية في مواجهة التحديات والرؤية المستقبلية للثقافة العربية كقوة ناعمة في المشهد العالمي ، شارك فيها رئيس المكتب الثقافي بسفارة دولة الكويت الدكتور خالد عبد العزيز المحارب، والمستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بمصر مستشار أول / ناجي الناجي، بحضور مسؤول ملف الثقافة بمندوبية فلسطين ضحى جراد.