بوابة الدولة
السبت 23 أغسطس 2025 06:45 صـ 28 صفر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : نعـــم .. أبحث عن مصر التى كانت .

محمود الشاذلى
محمود الشاذلى

الوطن هو الكيان ، ومصرنا الحبيبه هى نبض القلب ، والمصريين أصحاب تاريخ عظيم ، ونضال مشرف ، خرج من رحمهم القاده والرواد والعلماء والعظماء ، وإستمد الجميع الأصاله والعراقه من عمق المجتمع جيلا بعد جيل ، وبهم تغنى الشعراء ، وقال الرواد ، وإفتخر الرواه ، فى كل محفل ومنتدى نراهم قامات شامخه ، ليس هذا على سبيل الفخر او المجاز ، إنما إقرارا بواقع سجلته صفحات التاريخ ، وأدركه المؤرخون .

إنطلاقا من ذلك أصبحت أبحث عن مصر التى كانت ، والوطن الذى إحتضن وجدان الأجداد وحتى رفاتهم ، أبحث عن الطيبه ، والجدعنه ، والأصاله والإحترام ، أصرخ بأعلى صوت لى أين المصريين بتوع زمان ، وذلك كلما ادركت الهزل الذى يتنامى فى هذا الزمان ، مرجع ذلك ماأتعايشه فى المجتمع الذى بات يعانى من تطاحن غريب ، وعجيب ، ومستهجن ، الكل يهين الكل ، الكل ينتقد الكل ، الكل يسفه رأى الكل ، الكل يعمل على محاربة الكل حتى فى رزقهم ، تلك الحاله جعلت من الصراعات منطلقا للتعامل ، والمكائد سبيلا للتعايش ، بل كان الإبداع فى المؤامرات نهجا سائدا لدى الكل ، ليس فيما يتعلق بالصراعات السياسيه وفقط ، بل فى الحياه المجتمعيه أيضا ، تلك المؤامرات التى تحتاج جهدا خارقا وذكاءا شديدا لو تم إستخدامه فى الخير لاشك لأضفنا للمجتمع الكثير الذى يخفف معاناة الناس ، ويساهم فى القضاء على مشاكلهم ، بل وجعلهم يعيشوا فى سلام وأمان وإستقرار .

نعــم .. أتعايش مع ذلك حتى فى بلدتى بسيون ، بعد تنامى الأحقاد ، حتى بات الفيس منطلقا للسخافه والإنحطاط ، والتلقيح بالكلمات كما يفعل النساء ، الكارثه أن من يفعلون ذلك بعضهم مأجور ، والآخرين لو كشف النقاب عن أحوالهم فى الماضى والحاضر والذى يعرف الناس جانبا منه لساروا فى الشوارع منكسى الرؤوس ، يدمى قلبى أن ذلك وصل إلى عمق الحياه إلى الدرجه التى ينهار فيها العيش والملح فى لحظه ، ويصبح الصديق عدو عند أول خلاف ، الكارثه أن ذلك طال المثقفين ، وحتى بعض الزملاء الصحفيين ، الأمر الذى معه ندرك أن جميع ماكان بينهم كان منطلقه غش ، وخداع فى المشاعر ، من أجل ذلك كان من الطبيعى أن نلمس تلك الحاله من التردى ، والإنهيار الخلقى والمجتمعى ، وحتى السلوكى ، السائده فى المجتمع ، والتى جعلت حالة التباغض هى السائده بين كل البشر ، والإنكفاء طريقا واحدا لتحقيق السعاده ، ولولا صحبه طيبه من زمن جميل ، وأحباب كرام ، وعشرة طيبه جمعت بين بعض الناس ، لبات المجتمع لايطاق حتى على مستوى التعامل الشخصى .

يتعين أن تتدخل الأجهزه بالردع لأن السفهاء أصبحوا أشد خطرا على الوطن من البلطجيه الذين يتم تطهير المجتمع منهم بجهد عظيم من أجهزة الامن صفق له كل المصريين ، بل إنه أعاد الهيبه للدوله المصريه العظيمه ، مرجع ذلك أن كثر بات ينتابهم الرعب أن يمتد هذا النهج المجتمعى البغيض إلى الحياه السياسيه ، والممارسه الحزبيه ، والذى ندرك بعض جوانبه كلما حل الإستحقاق الإنتخابى ، لذا يتعين على الجميع أن ينتبهوا ويكون منطلقهم طرح مايفيد الوطن ، وينمى قدرات الناس ، ويعظم موارد الدوله ، ويخفف العبأ عن البسطاء من أهلنا ، ورفع مستوى المعيشه ، والعمل على تفعيل دراسات وضعها خبراء تعمل على تطوير الدوله ، وليحذروا لمن يدفع بهم فى إتجاه تشويه منافسيهم سياسيا وحزبيا ومجتمعيا ، لإبعادهم عن المشهد دون إدراك منهم أن كثر من القامات السياسيه زهدوا فى الممارسة السياسيه برمتها بعد أن باتت بهذا الهزل وفقدت قيمة أن يكون النائب بإراده شعبيه حره ومنزهة .

خلاصة القول .. فاليدرك الجميع أن النهوض بالوطن فرض عين على كل المصريين ، منتمين لأحزاب وحتى المستقلين ، ومن أعطوا السياسه ظهورهم ، وترسيخ قوة الدوله لايكون إلاإنطلاقا من التكاتف والتعاون وليس من الإقصاء والتهميش ، ولنعمق الخير بالمجتمع ونتصدى لنهج التجرد من الإنسانيه ، ومايحدث من مكائد ودسائس ، تلك التى تتنافى مع الفطره الإنسانيه السويه ، ولنتمسك جميعا بأهمية وجود الكرام والقاده فاعلين فى واقعنا ، نتعلم منهم ، ونستفيد من تجاربهم ، بل ونسعى إليهم ليبنوا معنا الوطن الغالى .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

موضوعات متعلقة