بوابة الدولة
الثلاثاء 15 يوليو 2025 06:57 صـ 19 محرّم 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الحوار الموضوعى بين أهمية التصويب وكارثية المصادره .

محمود الشاذلى
محمود الشاذلى

كثيرا يطالبنى من تبقى من الشباب أصحاب الرؤيه الذين أصبحوا من النوادر الآن وذلك تأثرا بالواقع المجتمعى الذى جعل أجيال متعاقبه من الشباب فى تيه ، أن أتناول الشأن السياسى إنطلاقا من رؤيه وطنيه ، صادقه ، وفاعله ، وذلك كلما توقفت معرجا على الأحداث الجاريه ، رغم أننى لم أعد متحمسا لذلك على الإطلاق رغم تخصصى الصحفى في الشئون السياسيه والبرلمانيه والحزبيه ، ولعل هذا المطلب الملح يمنحنى فرصه لطرح خبرة سنين العمر التى عايشت فيها السياسه من العمق منذ أن وطأت قدماى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه قبل مايزيد على أربعين عاما مضت ، يضاف إلى ذلك أنه عبر مسيرة حياتى المهنيه كصحفى والسياسيه كوفدى ، والبرلمانيه كنائب بالبرلمان عايشت أحداثا كثيره ، ورصدت وقائع متعدده ، وإقتربت من الكبار من جيل العظماء ، جعلتنى كأحد أبناء جيلى شاهدا على العصر خاصه بعد تغير الأنظمه وما لحق بمتصدرى مشهدها من عنت ، وتشويه ، ورحيل بعضهم عن الحياه ، والآخرين عن واقع المجتمع ، ومع ذلك مازلت بفضل الله على تواصل معهم ، إنتهت بما أدركته من تلك الحالة من الهزل التى طالت الجميع الآن ، ساسه وحتى مواطنين .

لاشك تأثرت كثيرا بتنامى اللامعقول واللامفهوم ، فكانت الخشية أن أوضع فى علامة إستفهام قد لاأتحملها نفسيا تأثرا باليقين بأن هناك إتجاه يتبناه البعض من الساسه يقوم على السير بالوطن بسرعه إلى تعميق هذا اللامعقول واللامفهوم عبر غطاء البروباجندا ، والصخب والضجيج ظنا منهم ان ذلك سيكون له مردود على أهالينا الطيبين ، حجتهم أن البلد تمر بظروف صعبه تتطلب هذا النهج دون إدراك أن من يسمع نفسه كل الوقت لايدرى بما حوله من منعطفات خطيره لاشك سيفاجىء بها وساعتها سيفقد القدره على التصدى لتداعياتها ، عمق ذلك تلك الحاله من التهميش التى طالت المبدعين أداءا وفكرا ، وعدم ثقه متصدرى هذا المشهد فى أنفسهم واليقين بضعف إعتراهم ، إمتد بصراحه شديده إلى واقعنا بالكليه ، كل ذلك جعلنى أنحاز إلى المنكفئين على أنفسهم ، وأكون جزءا من قناعاتهم خشية أن يطولنى مايؤلمنى على المستوى النفسى ، أو المجتمعى بعد كل هذا العمر الذى قضيت منه مايزيد على أربعين عاما فى كنف السياسه والصحافه ، وصبيا فى مرحلة التعليم الإعدادى والثانوى فى دروب الإتحادات الطلابيه ، حتى كنت أحد قادتها فى السبعينات .

معارضه شديده لنهج الإنزواء الذى كثيرا أنتهجه والذى من تداعياته عدم التفاعل مع الأحداث كمواطن ، او أكون فاعلا أو مشاركا فى أى نشاط حزبى منذ سنوات حتى فى حزب الوفد ، وكذلك ككاتب صحفى متخصص ينتمى إلى جيل الرواد بنقابة الصحفيين ، كثيرا عقدت العزم أن اكتب عن اللوبيا والفاصوليا والباذنجان بعد أن إنحدرت السياسه ، وتقزم الساسه ، وإفتقدنا من واقع الحياه الكبار ، والقامات ، والعظماء ، وأصحاب الرؤيه العاقله ، المتزنه ، جميعهم أصحاب تاريخ مشرف فى هذا الوطن الغالى ، كل فى مجاله كان رمز وقيمه ومازالوا بفضل الله تاجا على الرؤوس كثر منهم كانوا وزراء ، ومحافظين ، ومثقفين ، وكتاب لهم رؤيه ، حتى وإن إبتعدوا عن صدارة المشهد التنفيذى أو السياسى الذى ظلوا يتصدرونه سنوات طوال ، وذلك طبقا لطبيعة الحياه وتواصل الأجيال ، كثر منهم كلما إلتقيتهم مناقشا أجدهم يرفضون مسلكى لأننى صاحب قلم لايجب أن يتوقف عن الكتابه ، وترك الآخرين من الصحفيين عديمى الخبره يطرحون الهزل ، الأمر الذى معه كثيرا أعيد النظر والتفكير على إستحياء ، خاصة ما يتعلق بأمور الصحافه ، مع تمسكى بالإنعزال السياسى ، والعزوف عن المشاركه الحزبيه أو البرلمانيه ، فكان طرح القضايا الوطنيه إنطلاقا من رؤيه وطنيه خالصه ، متجردا من أى هوى ، أو قناعه حزبيه أنتمى إليها ، عبر خبرة السنين ومعايشة الأحداث ، وكذلك إدراك تفاعل عظماء من قادة الأجهزه الأمنيه الذين أعرف تاريخهم المشرف جيدا مع الواقع فى محاوله منهم لترسيخ القيم ، والثوابت الحياتيه حسبة لله تعالى والوطن .

تأثرا بذلك ترسخ لدى اليقين إلى أهمية أن نجتهد جميعا فى طرح القضايا بضمير وطنى ، إنطلاقا من أن الصمت كما قال الكرام ، وأصحاب التجارب والتاريخ جريمه لأنه يساهم فى طمس معالم الكثير من الحقائق ، ولايساهم فى إنصاف عظماء كثر أعطوا لهذا الوطن ، ومع ذلك نالهم مانالهم من التشويه ، ولكى يتحقق ذلك لابد أن نسمع صوت العقلاء من القاده موضحين ، ومقدرين هذا النهج ، الذى أرى إنطلاقا من ذلك أنه من الأفضل طرح الرؤيه بإحترام شديد ، وحرفيه منضبطه ، وشفافيه لاتدفع للخطر ، ولاضير أن يدور حولها نقاش طالما كان منطلقها الحجه والبيان ، وتنطلق من موضوعيه حقيقيه ، وقطعا سيقبل من يطرح الرؤيه التصويب أو التعديل ، بل وسيسعده التأكيد عليها وتبنيها .

أتصور أن هذا النهج أفضل ألف مره من مصادرة هذا الرأى بما فيه من تحفظات ، فيعتقد من يطرحه أنه شديد الصواب ، فيتمسك بطرحه ، ويتبنى مضامينه ولو من خلف ستار ، وهنا يكمن الخطر ، لكن كل ذلك يصطدم بضبابيه أصبحت هى المحدد الوحيد لمعالم ماهو قادم خاصه بعد رحيل كثر من العقلاء والفاعلين ، كيف ؟.. تابعونى .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى14 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.4132 49.5132
يورو 57.7888 57.9156
جنيه إسترلينى 66.6288 66.7785
فرنك سويسرى 62.0457 62.2026
100 ين يابانى 33.5551 33.6321
ريال سعودى 13.1751 13.2025
دينار كويتى 161.7402 162.1205
درهم اماراتى 13.4524 13.4807
اليوان الصينى 6.8942 6.9085

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5326 جنيه 5303 جنيه $107.48
سعر ذهب 22 4882 جنيه 4861 جنيه $98.53
سعر ذهب 21 4660 جنيه 4640 جنيه $94.05
سعر ذهب 18 3994 جنيه 3977 جنيه $80.61
سعر ذهب 14 3107 جنيه 3093 جنيه $62.70
سعر ذهب 12 2663 جنيه 2651 جنيه $53.74
سعر الأونصة 165648 جنيه 164937 جنيه $3343.09
الجنيه الذهب 37280 جنيه 37120 جنيه $752.38
الأونصة بالدولار 3343.09 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى